في اليوم العالمي للتصحر... تعرف إلى خطر يهدد مليار شخص حول العالم

17 يونيو 2018
التصحر يهدد سكان 100 بلد (Getty)
+ الخط -
يعتبر التصحر قضية عالمية لها آثار خطيرة على حياة البشر واقتصادهم، إذ يُهدد التصحر سبل عيش أكثر من مليار شخص، يقيمون في 100 بلد.

والتصحر هو النتيجة الحتمية لتأثير تدهور الأراضي على المناطق القاحلة، أما الجفاف فيتعلق بتوافر المياه أو ندرتها.

وتحتفل دول العالم اليوم الأحد باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يصادف السابع عشر من يونيو/ حزيران من كل عام، تحت عنوان "للأرض قيمة حقيقية. استثمرها".


وقد تم اختيار يوم السابع عشر من يونيو/ حزيران لهذه المناسبة لأنه التاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية مكافحة التصحر، وهو الاتفاق الدولي الوحيد الملزم قانوناً الذي يربط البيئة والتنمية بالإدارة المستدامة للأراضي.

ويُهدد التصحر سبل عيش أكثر من مليار شخص، يقيمون في 100 بلد، كما أنه يؤثر على رفاهية الأشخاص وعلى الوظيفتين الأساسيتين للأرض، وهما إنتاج المواد الغذائية الأولية وإعادة تدوير المغذيات.


وتعني ندرة المياه الفرق بين عرضها والطلب عليها، ويحتاج كل فرد، لرفاهيته الأساسية، إلى 2000 متر مكعب على الأقل من المياه سنوياً.

ولا يحصل سكان الأراضي الجافة سوى على 1300 متر مكعب، وتؤثر ندرة المياه على ما بين مليار إلى ملياري شخص، يعيش معظمهم في المناطق القاحلة.

ووفقاً لسيناريو تغير المناخ، سيعيش، في عام 2030، ما يقارب من نصف سكان العالم في مناطق تعاني من ندرة المياه بصورة كبيرة.



ويمكن تلخيص أسباب التصحر في الاستغلال المفرط، والأنشطة البشرية غير المناسبة، والتغيرات المناخية المؤثرة على النظم النباتية والزراعية في الأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة العالم، كما يمكن للفقر، وعدم الاستقرار السياسي، وإزالة الأحراج، والرعي المفرط، ولممارسات الري السيئة، أن تتلف جميعها إنتاجية الأرض.

وتمثل المناطق الجافة والصحاري 41.2% من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، ويعيش فيها أكثر من ملياري إنسان، 90% منهم يعيشون في البلدان النامية، ويتم تخزين 46 % من الكربون في العالم في المناطق الجافة، وتقع 44 % من مجموع الأراضي المزروعة في المناطق الجافة، ووفق الدراسات الدولية فإن 110 دول مهددة بخطر تدهور الأراضي.


ويتم فقدان 12 مليون هكتار من الأراضي سنوياً، ويمكن إنتاج 20 مليون طن من الحبوب من الأراضي المفقودة سنوياً.

ويتخذ التحالف العالمي للأراضي الجافة من الدوحة مقراً له، وهو مبادرة طرحها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها الثامنة والستين عام 2013.


ويكمل التحالف جهود المجتمع الدولي الساعية إلى ضمان الأمن الغذائي لقرابة ثلاثة مليارات نسمة في أكثر من خمسين دولة عبر العالم.

ويكتسب هذا التحالف أهمية كبرى في ظل الزيادة المتصاعدة في عدد سكان العالم، الذي سيصل إلى 9 مليارات إنسان بحلول عام 2050.

وتقدر خسائر الدخل السنوي العالمي من جرّاء التصحر وتدهور الأراضي بـ42 مليار دولار أميركي.

وتضطلع المناطق الجافة بدور حيوي في تنظيم المناخ على المستويين المحلي والعالمي. فاستخدام الأراضي يغير من انبعاثات غاز الدفيئة إلى الغلاف الجوي، إلا أن تحسن التربة هو في جوهره عملية عكسية. تمتصّ التربة الكربون الزائد في الغلاف الجوي، وتخزن المناطق القاحلة نحو 46% من الكربون العالمي وتحتوي تربتها على 53 % من كربون التراب الأرضي ونباتها على 14 % من الكربون الحيوي في العالم.


ومن التحديات التي تواجه البشرية في هذا المجال أنه يوجد نحو 950 مليون هكتار من الأراضي المالحة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وهي تشكل نسبة 33% من الأراضي القابلة للزراعة في العالم.

وتشير الأرقام الصادرة عن المنظمات الدولية بوضوح إلى المخاطر التي يحتمل أن يواجهها كوكب الأرض مستقبلاً، إذ تضم الأراضي الجافة 50% من الثروة الحيوانية عالمياً، وتمثل 44% من الأراضي الصالحة للزراعة وتضم 46% من احتياطي الكربون العالمي.


وقد نبّهت الدراسات الدولية إلى ضرورة زيادة إنتاج الغذاء العالمي بنسبة 70% بحلول عام 2050، وقالت إن الدول ذات الأراضي الجافة ستكون أكثر عرضة للأزمات الغذائية في المستقبل، ما لم يتم التدخل المبكر لمعالجة الجفاف والتصحر بالإجراءات والخطوات العملية المطلوبة قبل فوات الأوان.

 

(قنا، العربي الجديد)

دلالات
المساهمون