نحن في المستقبل. جميعنا تحوّلنا إلى كبار في السنّ وبتنا نرى الحياة بعيون مختلفة وبحكمة. ونقول إنّ كل التفاصيل التي بكينا عليها أو بسببها خلال فترات طويلة من حياتنا لا تستحقّ.
الأشخاص الذين خسرناهم لا يستحقون. كم بكينا من أجل الآخرين. وربما ليسوا هم الذين لا يستحقون، بل نحن الذين لا نستحق العذاب. وربّما نتذكّر ما قيل لنا في الشباب، الذي عجزنا عن تطبيقه. "الناس تروح وتجيء في حياتنا، وكلّ شخص منّا هو الثابت الوحيد".
هل تذكرون الضائقة الاقتصادية؟ عشنا توتراً مستمراً. هل نكون قادرين على تأمين حاجات أطفالنا؟ هل نكون قادرين على تأمين الأقساط المدرسية والجامعية؟ والأنشطة؟ والثياب التي تروقهم؟ والخروج مع الأصدقاء؟ واليوم، وقد بتنا في المستقبل، نرى أولادنا شباناً وشابات، كلّ واحد منهم يشقّ طريقه نحو المستقبل. وهناك من لم يحالفهم الحظ، وضاعوا في صخب الحياة.
جميعنا أكمل الطريق، لم نمت جوعاً. لكن قبل سنوات، كنّا قد أضعنا وقتاً طويلاً في القلق وأحياناً الاكتئاب والبكاء والصراخ والعزلة. كلّ ذلك لأننا نجهل المستقبل. ماذا يُخبّئ لنا الغد؟ بعد الغد؟ بعد عام؟ حين نعجز عن السير بمفردنا؟
يا الله... تلك الأسئلة التي تقتل كلّ لحظة في يومياتنا. أتذكرون تلك الأيام التي عجزنا فيها عن النهوض من السرير، والتي شعرنا خلالها بأن كل جزء من جسدنا يؤلمنا؟
اقــرأ أيضاً
في المستقبل، ها نحن نسخر من كل تلك اللحظات. أو نضحك على دموعٍ سقطت فوق الكتب والأسرّة أو الطاولات... أكان ما مررنا به أو عشناه يستحقّ كلّ هذا؟ وفي ما مضى، كثيراً ما حاولنا أن نقول لأنفسنا إن الحياة قصيرة، ويجب أن نستمتع بكل لحظة. هراء.. قلّة منّا نجحوا في تطبيق المبادئ الجميلة هذه، التي قد تريح الأشخاص إلى الأبد.
لا بأس. لنهوّن على أنفسنا. نحن في المستقبل... والمستقبل هادئ. لا نتضايق من ردود فعل البعض. بتنا أكثر قدرة على الابتسام. ولأنه بقي لنا القليل فلا يهمّ. الآن، يفترض أن نكون قد انتهينا من تحقيق أحلامنا. الآن، يفترض أن نكون قد حدّدنا من يستحق البقاء في دائرتنا الصغيرة. وإن لم يبقَ أحد فسنبتسم. يمكننا الذهاب إلى السينما بمفردنا. ويمكننا تأمّل وجوه الناس من حولنا. ماذا يشعرون؟ هل هم بخير؟ هل عرفوا أن الحياة قاسية، وأنه يجب ألا نستسلم إلى جبروتها حتى ننجو منها؟
يُقال إن الناس تختبئ داخل ثيابها. ربّما نختبئ من أنفسنا. لكن لنتذكر، نحن في المستقبل. همومنا ستتقلّص، وسنشتاق إلى عصافير الصباح، نشاهد الأفلام وننام باكراً.
الأشخاص الذين خسرناهم لا يستحقون. كم بكينا من أجل الآخرين. وربما ليسوا هم الذين لا يستحقون، بل نحن الذين لا نستحق العذاب. وربّما نتذكّر ما قيل لنا في الشباب، الذي عجزنا عن تطبيقه. "الناس تروح وتجيء في حياتنا، وكلّ شخص منّا هو الثابت الوحيد".
هل تذكرون الضائقة الاقتصادية؟ عشنا توتراً مستمراً. هل نكون قادرين على تأمين حاجات أطفالنا؟ هل نكون قادرين على تأمين الأقساط المدرسية والجامعية؟ والأنشطة؟ والثياب التي تروقهم؟ والخروج مع الأصدقاء؟ واليوم، وقد بتنا في المستقبل، نرى أولادنا شباناً وشابات، كلّ واحد منهم يشقّ طريقه نحو المستقبل. وهناك من لم يحالفهم الحظ، وضاعوا في صخب الحياة.
جميعنا أكمل الطريق، لم نمت جوعاً. لكن قبل سنوات، كنّا قد أضعنا وقتاً طويلاً في القلق وأحياناً الاكتئاب والبكاء والصراخ والعزلة. كلّ ذلك لأننا نجهل المستقبل. ماذا يُخبّئ لنا الغد؟ بعد الغد؟ بعد عام؟ حين نعجز عن السير بمفردنا؟
يا الله... تلك الأسئلة التي تقتل كلّ لحظة في يومياتنا. أتذكرون تلك الأيام التي عجزنا فيها عن النهوض من السرير، والتي شعرنا خلالها بأن كل جزء من جسدنا يؤلمنا؟
في المستقبل، ها نحن نسخر من كل تلك اللحظات. أو نضحك على دموعٍ سقطت فوق الكتب والأسرّة أو الطاولات... أكان ما مررنا به أو عشناه يستحقّ كلّ هذا؟ وفي ما مضى، كثيراً ما حاولنا أن نقول لأنفسنا إن الحياة قصيرة، ويجب أن نستمتع بكل لحظة. هراء.. قلّة منّا نجحوا في تطبيق المبادئ الجميلة هذه، التي قد تريح الأشخاص إلى الأبد.
لا بأس. لنهوّن على أنفسنا. نحن في المستقبل... والمستقبل هادئ. لا نتضايق من ردود فعل البعض. بتنا أكثر قدرة على الابتسام. ولأنه بقي لنا القليل فلا يهمّ. الآن، يفترض أن نكون قد انتهينا من تحقيق أحلامنا. الآن، يفترض أن نكون قد حدّدنا من يستحق البقاء في دائرتنا الصغيرة. وإن لم يبقَ أحد فسنبتسم. يمكننا الذهاب إلى السينما بمفردنا. ويمكننا تأمّل وجوه الناس من حولنا. ماذا يشعرون؟ هل هم بخير؟ هل عرفوا أن الحياة قاسية، وأنه يجب ألا نستسلم إلى جبروتها حتى ننجو منها؟
يُقال إن الناس تختبئ داخل ثيابها. ربّما نختبئ من أنفسنا. لكن لنتذكر، نحن في المستقبل. همومنا ستتقلّص، وسنشتاق إلى عصافير الصباح، نشاهد الأفلام وننام باكراً.