في الجزائر، أصبحت القهوة ظاهرة اجتماعية. وربما هي العنصر الأكثر اتفاقاً عليه بين الأقارب والأصدقاء والأحبة. فلا يختلف اثنان، على أنّها سيطرت حتى على اللغة المتعارف عليها.
وأصبحت بداية لقول المجاملات والاعترافات، إذ تشكّل الدعوة إلى فنجان قهوة، بدايةً للتفاوض حول مشروع ما، أو لتبادل أطراف الحديث، أو فرصة للقاء. فبين مقهى ومقهى يوجد مقهى في الجزائر.
قصة القهوة والمقاهي، مشوّقة لدى الجزائريين. فهي، بحسب نورالدين صاري، صاحب مقهى ببلدية بئر مراد رايس بقلب العاصمة الجزائرية: "تشفي غليل شاربها وبخاصة في الصباح الباكر"، مُضيفاً لـ"العربي الجديد": "في الجزائر لايوجد شيء اسمه إفطار ثقيل، بل يوجد، فنجان قهوة بثمن 30 ديناراً، أي ما يعادل ربع دولار أميركي. فهي التي يفتتح بها الشباب، خصوصاً، يومياتهم، وتكون مرفقة بسيجارة بالنسبة للمدخنين". خفيفة أو ثقيلة أو "نص نص"، هي لغة الشباب لدى دخولهم المقاهي الجزائرية. وفي الغالب، تكون ثقيلة في بداية اليوم، لأنها عبارة عن "وقودٍ لبدء اليوم الشاق"، يقول محمد، وهو عامل بناء في إحدى ورشات البناء غرب العاصمة الجزائرية. فلا يمكنه أن يبدأ عمله الشاق في ورشة البناء دون أن يشرب قهوته الصباحية، التي يضيف لها قطرات من ماء الورد المقطر، بحسب تعبيره.
المحبُّون للقهوة كثيرون، والمدمنون عليها كثر، فمنهم من يشربها دون سكر بحسب السيد خليل، الذي قال: "للتمتع بلذة القهوة، أشربها دون أي إضافات، سواء الحليب أو السكر". السبب برأيه، هو "الاستمتاع بنكهتها وقوتها وهي خالية من السكر"، يضيف المتحدث لـ "العربي الجديد".
وأصبحت بداية لقول المجاملات والاعترافات، إذ تشكّل الدعوة إلى فنجان قهوة، بدايةً للتفاوض حول مشروع ما، أو لتبادل أطراف الحديث، أو فرصة للقاء. فبين مقهى ومقهى يوجد مقهى في الجزائر.
قصة القهوة والمقاهي، مشوّقة لدى الجزائريين. فهي، بحسب نورالدين صاري، صاحب مقهى ببلدية بئر مراد رايس بقلب العاصمة الجزائرية: "تشفي غليل شاربها وبخاصة في الصباح الباكر"، مُضيفاً لـ"العربي الجديد": "في الجزائر لايوجد شيء اسمه إفطار ثقيل، بل يوجد، فنجان قهوة بثمن 30 ديناراً، أي ما يعادل ربع دولار أميركي. فهي التي يفتتح بها الشباب، خصوصاً، يومياتهم، وتكون مرفقة بسيجارة بالنسبة للمدخنين". خفيفة أو ثقيلة أو "نص نص"، هي لغة الشباب لدى دخولهم المقاهي الجزائرية. وفي الغالب، تكون ثقيلة في بداية اليوم، لأنها عبارة عن "وقودٍ لبدء اليوم الشاق"، يقول محمد، وهو عامل بناء في إحدى ورشات البناء غرب العاصمة الجزائرية. فلا يمكنه أن يبدأ عمله الشاق في ورشة البناء دون أن يشرب قهوته الصباحية، التي يضيف لها قطرات من ماء الورد المقطر، بحسب تعبيره.
المحبُّون للقهوة كثيرون، والمدمنون عليها كثر، فمنهم من يشربها دون سكر بحسب السيد خليل، الذي قال: "للتمتع بلذة القهوة، أشربها دون أي إضافات، سواء الحليب أو السكر". السبب برأيه، هو "الاستمتاع بنكهتها وقوتها وهي خالية من السكر"، يضيف المتحدث لـ "العربي الجديد".
بعيداً عن تحضيرها في البيوت، يفضِّل الجزائريون شرب قهوة المقهى، فهي بالنسبة لهم أثقل وأشهى، بل هناك من يرتشف قهوته الصباحية مع الأسرة في البيت، لكن بعد ساعتين، يفضل شرب فنجان أو كوب قهوة يشتريه من المقهى المجاور للبيت أو المحاذي للعمل، وهو ما يقول عنه خالد (26 سنة)، لـ "العربي الجديد"، بأن قهوة المعصرة لها نكهة خاصة، ولا يمكن تبديلها بأي شيء آخر"، مُوضِّحاً بأن المقاهي صارت ملتقى الكثيرين، ومكاناً للمواعيد. "ولا يمكن استغلال الوقت واللقاءات دون فنجان قهوة". هذا هو حال الآلاف من العاملين في شتى القطاعات والموظفين مع القهوة. فكأن القهوة عبارة عن مسكن لألم ما، أو منبه بعد تعب أو شعور بالنوم، أو حتى لدفع القلق اليومي.
من فنون شرب القهوة لدى الجزائري، هو أنَّه يشربها في المقهى، وقد يكرر ارتشافه للقهوة مرتين أو ثلاثاً. وهناك من يفضل شرب واحدة، ولكن بطريقة بطيئة تعتمد على "رشفة ثم أخرى ثم أخرى". بهدف التمتع بذوقها. وقد يكتفي بواحدة طول اليوم، وهو ما يعتبره خالد: " فن شرب القهوة الذي قد يستغرق ساعة زمن".
هي عادة لا يمكن التخلص منها، يقول خالد، إذ لا يمكنه الاستغناء عنها. رائحتها تفعل مفعولاً سحرياً. فلا قهوة دون سيجارة. بل هي مفتاح بداية عمله اليومي، لتبدأ القهوة تفعل مفعولها القوي لتوقظه من النوم. وغالباً ما يتركها جانباً، ليعود إليها في كل مرة حتى وإن بردت.
لا يمكن للجزائريين الاستغناء عن القهوة، وخصوصاً من المعصرة العادية، حتى وإن تنوعت منتجات القهوة. فهي بالنسبة لهم، أكثر من مادة استهلاكية، بل تشكّل لذة يطاردونها يومياً، في المقاهي والأسواق ولا شيء آخر يمكن تعويضها، بحسب الكثيرين، والأهم هو أن تكون القهوة مركزة، لتمنحهم الانتعاش والمزاج لمواصلة اليوم.