حسن علي عسقول، كأيّ شاب فلسطيني في لبنان لديه حلم إيجاد فرصة عمل بعد تخرجه من الجامعة. لكن، بسبب جنسيته التي تحدّ من حقوقه، واجه كالعادة رفض طلبات العمل التي قدمها في الشركات.
بعد محاولات عدة في البحث، استسلم لفكرة توفير المال من عمله في قطاف الليمون صباحاً، وبيع الحلويات مساءً في أحد محال مدينة صور (جنوب لبنان)، كي يتمكن من الهجرة إلى بلد أوروبي. يدرك أنّ السفر ليس سهلاً، فقد تلاعب به السماسرة في المرة الأولى، وخسر مبلغ 2000 دولار أميركي من 6 آلاف دفعها إلى أحدهم. ولم يتمكن من السفر يومها. كذلك، يعلم كيف يعيش رفاقه الذين سبقوه إلى الهجرة، لكنّ يأسه الكامل من إيجاد فرصة عمل وحياة كريمة جعله يستسلم لهذا الحلم وحده.
يبلغ عسقول من العمر أربعة وعشرين عاماً. هو في الأصل من بلدة سحماتا في فلسطين، قضاء عكا. وُلد لاجئاً في لبنان، ويعيش في مخيم الرشيدية في صور.
يقول حسن: "درست هندسة المساحة وحساب الكميات في معهد سبلين التقني. تخرجت عام 2013 بشهادة فنية. كان حلمي الوحيد أن أجد عملاً أؤمّن من خلاله حياتي وأضمن مستقبلي. كنت أرغب في نوع من الاستقرار في البلد الذي وُلدت فيه. مع الأسف، طلبات العمل كانت على الدوام تُرفض، والسبب أنني فلسطيني. كذلك، فإنّ بعض الشركات القليلة التي كانت تتجاوز عقبة جنسيتي، كانت تضع عقبة أخرى في طريق توظيفي هي أن تتوفر لديّ خبرة في مجال العمل لا تقلّ عن 10 سنوات. كيف لشاب في مثل عمري تخرج من سنة تقريباً أن تكون لديه مثل تلك الخبرة؟".
يضيف: "بعدما تقدمت بطلبات عمل في شركات عديدة، ولم أجد فرصة، قطعت الأمل، وبدأت أعمل في فترة بعد الظهر بائع حلويات بمبلغ 675 ألف ليرة لبنانية (450 دولاراً أميركياً). واليوم لا أفكر إلاّ بالهجرة إلى أيّ بلد أوروبي، لأنني أيضاً ممنوع من السفر إلى معظم البلدان العربية كوني فلسطينياً". تجدر الإشارة إلى أنّ وثيقة السفر اللبنانية للفلسطينيين تواجه الكثير من العقبات، إذ لا تسمح معظم الدول لحامل هذه الوثيقة بدخول أراضيها من دون الحصول على تأشيرة عودة إلى لبنان قبل السفر منه.
اقــرأ أيضاً
بعد محاولات عدة في البحث، استسلم لفكرة توفير المال من عمله في قطاف الليمون صباحاً، وبيع الحلويات مساءً في أحد محال مدينة صور (جنوب لبنان)، كي يتمكن من الهجرة إلى بلد أوروبي. يدرك أنّ السفر ليس سهلاً، فقد تلاعب به السماسرة في المرة الأولى، وخسر مبلغ 2000 دولار أميركي من 6 آلاف دفعها إلى أحدهم. ولم يتمكن من السفر يومها. كذلك، يعلم كيف يعيش رفاقه الذين سبقوه إلى الهجرة، لكنّ يأسه الكامل من إيجاد فرصة عمل وحياة كريمة جعله يستسلم لهذا الحلم وحده.
يبلغ عسقول من العمر أربعة وعشرين عاماً. هو في الأصل من بلدة سحماتا في فلسطين، قضاء عكا. وُلد لاجئاً في لبنان، ويعيش في مخيم الرشيدية في صور.
يقول حسن: "درست هندسة المساحة وحساب الكميات في معهد سبلين التقني. تخرجت عام 2013 بشهادة فنية. كان حلمي الوحيد أن أجد عملاً أؤمّن من خلاله حياتي وأضمن مستقبلي. كنت أرغب في نوع من الاستقرار في البلد الذي وُلدت فيه. مع الأسف، طلبات العمل كانت على الدوام تُرفض، والسبب أنني فلسطيني. كذلك، فإنّ بعض الشركات القليلة التي كانت تتجاوز عقبة جنسيتي، كانت تضع عقبة أخرى في طريق توظيفي هي أن تتوفر لديّ خبرة في مجال العمل لا تقلّ عن 10 سنوات. كيف لشاب في مثل عمري تخرج من سنة تقريباً أن تكون لديه مثل تلك الخبرة؟".
يضيف: "بعدما تقدمت بطلبات عمل في شركات عديدة، ولم أجد فرصة، قطعت الأمل، وبدأت أعمل في فترة بعد الظهر بائع حلويات بمبلغ 675 ألف ليرة لبنانية (450 دولاراً أميركياً). واليوم لا أفكر إلاّ بالهجرة إلى أيّ بلد أوروبي، لأنني أيضاً ممنوع من السفر إلى معظم البلدان العربية كوني فلسطينياً". تجدر الإشارة إلى أنّ وثيقة السفر اللبنانية للفلسطينيين تواجه الكثير من العقبات، إذ لا تسمح معظم الدول لحامل هذه الوثيقة بدخول أراضيها من دون الحصول على تأشيرة عودة إلى لبنان قبل السفر منه.
وعن فكرة الهجرة، يقول: "كلّ شاب فلسطيني يفكر بالهجرة قبل أن يفكر في البحث عن عمل في لبنان، لأنّه يدرك مسبقًا أنه لن يستطيع العمل في لبنان بسبب القوانين التعسفية التي تمنع الفلسطيني من العمل في عشرات المهن، تحت غطاء حمايته من التوطين، وحفظ حق العودة". يتابع: "في البداية فكرت بالهجرة إلى ألمانيا، أو بلجيكا، أو السويد، وقدمت طلبات عدة. لكنّ الأمر كان يصعب في كلّ مرة. خسرت في المرة الأولى 2000 دولار أميركي. مع ذلك، سأحاول مجدداً، حتى لو كان ذلك عبر قوارب الموت، وإن متّ فالحال واحد أنا هنا ميت، وفي البحر ميت، وقد يكون البحر أكثر حناناً علينا من الحياة التي نعيشها".
القوانين في لبنان تمنعه حتى من بناء منزل في المخيم: "لو أنّ في إمكاني إدخال كيس أسمنت واحد إلى مخيم الرشيدية، لما فكرت بالسفر. لو بنيت بيتاً هنا سأكون بين أهلي. لكن، حتى كيس الأسمنت ممنوع إدخاله. خارج المخيم يباع الكيس بـ8 آلاف ليرة (5.66 دولارات)، وفي الداخل يباع تهريباً إن توفر بـ18 دولاراً، وأحيانًا أكثر". حسم أمره: "قررت الهجرة مع علمي أنّ رفاقي الذين سافروا قبلي بسنة يعيشون هناك في الذل. يرسلون إليّ صوراً عن صعوبة العيش. مع ذلك، أتمنى أن يكون حظي أوفر من حظهم في ذلك".
همّه اليوم تأمين تكاليف رحلة السفر: "أعمل في قطاف الليمون صباحاً، وأتجه إلى محل الحلويات بعد الظهر". لم يفكر في افتتاح مشروع صغير له في المخيم فلا مجال لذلك كما يقول: "كلّ المشاريع معروفة وهي فتح مقاه صغيرة، يغلقها أصحابها بعد ستة أشهر، فالمخيم محاصر من جهاته كلها. وإذا قررت أن أفتح مشروعاً خارج المخيم، فإنّ العقبات أمامي عديدة جداً، أبرزها أنّ هناك من سيبتزني ويسرق مالي، وإن لم أرضخ له فسيمنعني من العمل تماماً".
اقــرأ أيضاً
القوانين في لبنان تمنعه حتى من بناء منزل في المخيم: "لو أنّ في إمكاني إدخال كيس أسمنت واحد إلى مخيم الرشيدية، لما فكرت بالسفر. لو بنيت بيتاً هنا سأكون بين أهلي. لكن، حتى كيس الأسمنت ممنوع إدخاله. خارج المخيم يباع الكيس بـ8 آلاف ليرة (5.66 دولارات)، وفي الداخل يباع تهريباً إن توفر بـ18 دولاراً، وأحيانًا أكثر". حسم أمره: "قررت الهجرة مع علمي أنّ رفاقي الذين سافروا قبلي بسنة يعيشون هناك في الذل. يرسلون إليّ صوراً عن صعوبة العيش. مع ذلك، أتمنى أن يكون حظي أوفر من حظهم في ذلك".
همّه اليوم تأمين تكاليف رحلة السفر: "أعمل في قطاف الليمون صباحاً، وأتجه إلى محل الحلويات بعد الظهر". لم يفكر في افتتاح مشروع صغير له في المخيم فلا مجال لذلك كما يقول: "كلّ المشاريع معروفة وهي فتح مقاه صغيرة، يغلقها أصحابها بعد ستة أشهر، فالمخيم محاصر من جهاته كلها. وإذا قررت أن أفتح مشروعاً خارج المخيم، فإنّ العقبات أمامي عديدة جداً، أبرزها أنّ هناك من سيبتزني ويسرق مالي، وإن لم أرضخ له فسيمنعني من العمل تماماً".