في "يوم الأرض".. أطفال غزة على الدرب

30 مارس 2017
أوبريت أطفال غزة في يوم الأرض (عبد الحكيم أبورياش)
+ الخط -

"مين اللي قال إنو احنا نسينا الأوطان. اصحى يا نايم وانتبه يا غفلان"، بهذه الكلمات صدح عددٌ من أطفال غزة أمام مئات من الحضور، في أوبريت غنائي لإحياء ذكرى يوم الأرض.

يُكمل الـ150 طفلاً، الأوبريت الغنائي، مستذكرين بلادهم المحتلة، ومؤكدين بعبارة "أبدًا أبدًا ما نسينا"، على خلفية فعالية نظمتها جمعية الثقافة والفكر الحر، في مدينة غزة، إحياءً لذكرى يوم الأرض التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي من الفلسطينيين، وما زال.

توسّطت الطفلة ألاء السوسي، حشد الفريق الغنائي، وظهرت تغنّي "مش ممكن ننساها. احنا كلنا لفلسطين"، وتقول عقب انتهاء الأوبريت، لـ"العربي الجديد"، "أنا بعرف إنو إلنا أراضي عند اليهود، وهما سرقوها منا، هيك أهلي علّموني إنو راح نرجع يوم هناك".

زاوية أخرى عالجها الطفل عبد الله شبير، خلال العرض الذي يحاكي مراحل نضال الشعب الفلسطيني، جسّد بها صورة الفلاح والمرأة والشاب والطفل والرضيع ومظاهر الحياة الفلسطينية التي تمثل تراث الماضي والحاضر.

وظهر أصدقاء شبير يؤدون أدوارهم برسائل فنّية لامست واقع الانقسام الفلسطيني، كحملهم لافتة كُتب عليها "اجتماع المصالحة رقم 23432"، وشعارات دعوا فيها بحناجرهم الطفولية، إلى الوحدة والاصطفاف صفًا واحدًا في طريق النضال والانتفاضة في وجه المحتل، فيما تأثرت نسوة من الحضور وبدأن بمسح دموعهن.

يقول شبير لـ"العربي الجديد"، عقب مشهد الحياة الفلسطينية في الماضي والحاضر الذي تجسّد فيما يقارب الـ25 دقيقة، واختتمه بتوزيع وثائق ومفاتيح عودة على أصدقائه، تحاكي صورة الفلسطيني المحافظ على أملاكه المحتلة، "بدي أشوف أرضنا المحتلة، بس بسمع عنها من أبوي وجدي".

إلى ذلك، توضح المديرة العامة لجمعية الثقافة والفكر الحر، مريم زقوت، أن الفعالية جاءت لزرع القضية الفلسطينية في عقول الأطفال، كونهم جيل المستقبل الذي سيبقى محافظا على القضية، في مواجهة مزاعم الإسرائيليين أن "الكبار ماتوا والصغار سينسون".

وتبيّن لـ"العربي الجديد"، أن ما يمارسه الاحتلال من تنكيل بحق الفلسطينيين، لن يمنعهم من التمسك بحقوقهم والعمل على استعادة أراضيهم، في وقت "بات العالم يدرك عدالة القضية، ويعترف بها"، مؤكدةً أن سلب الأراضي ونهبها بشكل مستمر ليس معناه أن الشعب سيتخلى عن أملاكه وحقه في الوطن.

وتشير إلى أن إحياء ذكرى يوم الأرض، هو "رسالة تأكيد أن الفلسطيني لم ولن ينسى حقه في الأرض المسلوبة، لأنه مؤمن بعدالة قضيته ودائما يبحث عن السلام".

وتعود مناسبة يوم الأرض، إلى عام 1976، عندما قامت سلطات الاحتلال بمصادرة آلاف الدونمات الزراعية ذات الملكية الفلسطينية، حتى عمت الإضرابات واندلعت المواجهات بين الشُبان وجيش الاحتلال، واعتبروا يوم 30 مارس/آذار، من كل عام، هو يوم التأكيد على التمسك بالأرض.

المساهمون