فيلم "نساء الجناح ج": مواجهة الاكتئاب بالصداقة

28 نوفمبر 2019
ينافس الفيلم ضمن "مسابقة آفاق السينما العربية" (محمد نظيف/فيسبوك)
+ الخط -

داخل مستشفى للاضطرابات النفسية تتشارك ثلاث نساء غرفة واحدة، بعدما سقطن ضحية للاكتئاب، وخلال رحلة علاج قصيرة يلامس مخرج الفيلم المغربي بعضاً من القضايا الاجتماعية المسكوت عنها عبر حكاياتهن، بينما على الجانب الآخر يبلور قيمة الصداقة وكيف تصبح طوق نجاة في عالم تشتد قسوته.

فيلم "نساء الجناح ج" بطولة أسماء الحضرمي وجليلة التلمسي وإيمان مشرافي وريم فتحي وفاطمة عاطف ونسرين الراضي وكنزة فريدو، ومن إخراج محمد نظيف في ثاني فيلم روائي طويل له.

تنطلق أحداث الفيلم من داخل "الجناح ج" في مستشفى الاضطرابات النفسية في مدينة الدار البيضاء حيث آمال التي فقدت ابنها الوحيد في حادث وتلوم نفسها طوال الوقت على ذلك، وابتسام التي خدعتها أمها وزوّجتها من رجل مثلي الجنس بعدما أخفت عنها حقيقته، وريم التي تعرضت للاعتداء الجنسي من والدها وعندما جاهرت بالأمر وقف الجميع ضدها حتى أمها شهدت ضدها بالمحكمة.

ورغم الصورة النمطية عن غالبية أطقم التمريض في مثل هذه المستشفيات من قسوة وغلظة في التعامل مع المرضى، يقدم مخرج الفيلم نموذجاً حنوناً متعاطفاً يتمثل في "الممرضة حليمة" التي تساعد الثلاثة على الخروج سراً في بعض الليالي للسهر والترويح عن أنفسهن.

لكن حتى هذه المرأة يتضح أنها على شفا الاكتئاب، بعدما خدعها خطيبها وأخذ مدخراتها للزواج من أجنبية والحصول على جنسية أوروبية.

وأمام ضغوط المرض والمجتمع وأقرب الأقرباء على كل من الأربعة يصبح اتحادهن قوة، وتتحول صداقتهن إلى مفتاح لمعظم المشاكل التي يعانين منها.

وفي مناقشة مع الجمهور، بعد العرض الأول للفيلم في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" أمس الأربعاء، قال المخرج محمد نظيف "الاكتئاب مرض العصر... هنا حاولت أن أحكي قصصاً نسائية قريبة من مجتمعاتنا".

وأضاف "استقينا الحالات التي قدمناها من وقائع حقيقية، لكن بالطبع أضفنا إليها الكثير من الخيال، فحالة البنت التي تعرضت للاعتداء من أبيها على سبيل المثال قرأت تفاصيلها في إحدى الصحف".

وتابع "الفيلم لا يستعرض المشكلات الاجتماعية فقط، فبالنسبة لي هناك دائماً أمل... الأمل المتمثل في الصداقة القوية التي نشأت بين النساء وجعلتهن أقوى في مواجهة المشكلات".

وينافس "نساء الجناح ج" ضمن "مسابقة آفاق السينما العربية" في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" الذي يسدل الستار على دورته الحادية والأربعين غداً الجمعة.

وقالت منتجة الفيلم، رشيدة السعدي، في الندوة إن الفيلم استغرق تصويره 24 يوماً، وبلغت تكلفته نحو 600 ألف دولار أميركي، وجرى التصوير بكاميرتين في مواقع مختلفة، منها مستشفى للأمراض النفسية ومستشفى عام ومدرسة ثانوية وكلية للفنون.

(رويترز)

دلالات
المساهمون