فيلم "جابر" يثير جدلاً في الأردن... انسحابات وحديث عن "مغالطات تاريخيّة"

28 يوليو 2019
يُصوّر الفيلم في البترا الأردنية (ماسيج موسكا/NurPhoto)
+ الخط -
أثار فيلم "جابر" الأردني شكوكاً وجدلاً كبيراً في الأردن بسبب انسحاب مجموعة من الفنانين الأردنيين من العمل، وطلب نقابة الفنانين بعدم المشاركة في الفيلم والانسحاب منه لحين "وضوح" الصورة عبر قراءة معتمدة للنص، كما فعل البعض.
وانسحب المخرج والممثل الأردني علي عليان من فيلم "جابر" بعد قراءة نصه، مؤكداً أنّ "الفيلم يحمل مغالطات تاريخية، وإسقاطات جديدة... وفيه تزوير للتاريخ في منطقة بلاد الشام، وتحديداً البترا وجنوب الأردن". وقال عليان لـ"العربي الجديد": "الفيلم يقدم طرحاً تاريخياً جديداً للمنطقة وفيه تشكيك للديانة المسيحية"، موضحاً أن "الموضوع أخطر من مسألة إسقاطات ميثولوجية جديدة ويزوّر التاريخ من خلال الدراما".

وأضاف "تناقشت مع المخرج بالأفكار المطروحة فقال إنّها حقائق تاريخية وأنّ الفيلم سينفذ كما هو مكتوب لأنه لن يعرض في العالم العربي بل سيعرض في أميركا، وسألني سؤالاً صريحاً: هل أنت لا تؤمن بالأفكار التي يطرحها الفيلم؟ قلت له: لا طبعاً لا أؤمن، فقال: إذن لن نستكمل العمل معاً. قلت: نعم لن أعمل بهذا الفيلم. وانتهى الحوار بانسحابي التام ولست مسؤولًا عن تصميم البوستر المسبق".

كما أعلن الفنان الأردني، ثامر بشتو، انسحابه من الفيلم، مشيراً إلى أنه يوحي بأن مدينة البترا الأثرية، ومنطقة وادي موسى، تعود ملكيتهما إلى اليهود. وقال بشتو لـ"العربي الجديد" إنه كان من المفترض أن "يلعب دور ضابط مخابرات، في الفيلم، هدفه منع إخراج القطعة الأثرية، من الأردن، حيث أن نصوص الفيلم، تحتوي على إسقاطات وإيحاءات، تتحدث عن ارتباط تاريخي، بين اليهود ومدينة البترا". والتقى بشتو القائمين على الفيلم، الأربعاء الماضي، قبل تسلم السيناريو وقراءته، ما دفعه لرفض المشاركة.
بدورها، دعت نقابة الفنانين، في بيان صحافي، كافة أعضائها لمراجعة النقابة عند اختيارهم المشاركة في الأعمال الأجنبية قبل بدء العمل بها. وقالت "تم إبلاغنا من عدد من الزملاء المشاركين في الفيلم الأجنبي (جابر) الذي سيصور في الأردن وما يشوب مضمونه بأحقية اليهود في جنوب الأردن وفلسطين المحتلة". وتابعت النقابة أن "تأكد هذا ينذر باستمرار العبث المستغل لسقف الحرية والمناخ الآمن وتحت شعار الأحقية والتاريخ".

وبعد الضجة الفنية الكبيرة التي أحدثها انسحاب الفنانين من العمل، قال مخرج الفيلم محيي الدين قندور إنّ "الفيلم يتحدث عن رجل بدوي يعيش في البترا ويجد حجراً عليه حروف عبرية، تدور أحداث الفيلم حتى يرسل الحجر إلى دائرة الآثار الأردنية". وبخصوص انسحاب الفنانين من العمل، قال إن أحد الفنانين يريد دوراً قيادياً ولم يتم الاتفاق على ذلك، موضحاً أن أحداث الفيلم لا تحتوي على أمور متعلقة بإسرائيل. وأضاف قندور أن "الفيلم أردني وسيعرض في الأردن ومهرجانات عالمية".

وقال عليان إنه "قرأ النص منذ اليوم الأول لعمله معهم لمعرفة دوره بوجه الدقة"، لافتاً إلى أن الفيلم "يتطرق لكتابات عبرية على حجر". وبخصوص منح تصاريح تصوير الأفلام في الأردن، قال إنّ "الهيئة الملكية للأفلام هي المعنية بمنح التصاريح للتصوير، ونقابة الفنانين لا يوجد لها دور في ذلك".

ويعقد القائمون على فيلم "جابر والصخرة" مؤتمراً صحافياً، غداً الإثنين، لتوضيح ما أُثير حوله، حسب مدير الإنتاج، حذيفة عقل. وقال عقل لـ"العربي الجديد"، إن المؤتمر الصحافي سيرد على جميع الأحاديث حول الفيلم، مؤكداً أن الفيلم بتمويل أردني، ويحكي قصة تاريخية وقعت في جنوب الأردن. وبيّن أن أغلب طاقم الفيلم من الأردنيين، إلى جانب ممثلين من دول أخرى.
المساهمون