حمّل اللاعب الدولي الجزائري سفيان فيغولي نجم فريق غلطة سراي التركي، بعض زملائه في المنتخب الجزائري، وكذلك اتحاد الكرة مسؤولية فشل الجزائر في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018، كما انتقد أيضاً قرار اتحاد الكرة الجزائري إزاء اللاعبين مزدوجي الجنسية، وكشف اللاعب السابق لنادي ويست هام الانكليزي بأن مدرب الجزائر الجديد رابح ماجر لم يتواصل معه أبداً منذ تعيينه مديراً فنياً في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
قال فيغولي في مقابلة مع الموقع الالكتروني الرياضي الفرنسي "فوت ميركاتو" الأربعاء: "لقد عاش المنتخب الجزائري قبل أربع سنوات فترة استثنائية سحرية، قلناها ملايين المرات وسأكررها: تلك اللحظات كانت فريدة من نوعها وستظل راسخة في تاريخ كرة القدم الجزائرية، ولكن لسوء الحظ فإننا لن نشارك في مونديال روسيا 2018".
وأضاف فيغولي: "هذا محبط للغاية بالنسبة لي لأنني كنت أرغب في إسعاد الشعب الجزائري، لقد كنت أملك دائماً تلك التحفيزات عندما أحمل القميص الجزائري لقد كان ذلك لأجل الشعب فقط"، وتابع "أشعر بخيبة أمل كبيرة لعدم تمكننا من منح السعادة للجماهير كما حدث عام 2014، لكن علينا تقبل الإخفاقات، لأنها جزء من هذه الرياضة، واليوم وبعد اقصائنا من المونديال يجب علينا أن ننهض سريعاً ونمضي قدماً".
وعن أسباب الفشل في بلوغ المونديال الروسي قال فيغولي "هناك الكثير من الأسباب التي جعلتنا نُقصى من المونديال، فمن الناحية الرياضية هناك بعض اللاعبين الذين لم يكونوا في المستوى"، مضيفاً "كما أثر عدم استقرار الجهاز الفني على نتائج المنتخب الجزائري، حيث تم تعيين ثلاثة مديرين فنيين أو أكثر في ظرف سنة واحدة"، وتابع "أعتقد بأننا ذهبنا ضحية بعض الأشياء الصغيرة غير المستحقة، في بعض الأحيان كنا ناقصين قوة ذهنية وجرأة، واليوم يجب أن نتعلم كيف نحاسب أنفسنا عن الإخفاق".
وواصل لاعب غلطة سراي التركي يقول: "لقد كانت هناك خيبات في السابق وستكون نكسات أخرى مستقبلاً، لأن ذلك جزء من الرياضة، لكن يجب أن نتعلم كيف ننهض من كبوتنا"، وأردف "أعتقد أنه وعلى مر تاريخ المنتخب الجزائري فإن سر انتصاراته وانجازاته في المباريات الكبيرة أو البطولات يعود للعب بالقلب و"الغرينتا".
وعمّا يجب أن يتحلى به المنتخب الجزائري كي يستعيد مكانته، قال فيغولي "يجب العودة إلى اللعب السهل المباشر والقتال في الملعب، هكذا هي مميزات اللاعب الجزائري، مكافح ولا يعرف الخوف أبداً، يجب أن نستعيد الجرأة هكذا سينهض المنتخب الجزائري". وبخصوص تعيين رابح ماجر مديراً فنياً للمنتخب الجزائري، قال فيغولي "لم أتحدث أبداً مع ماجر منذ تعيينه مديراً فنياً، لقد تابعت فقط عبر الإعلام أن اتحاد الكرة عينه في هذا المنصب ولكننا لم نتحدث إطلاقاً".
وتوترت العلاقة بين ماجر وفيغولي منذ مدة طويلة، عندما كان صاحب الكعب الذهبي محللاً تلفزيونياً، حيث دخل الطرفان في حرب كلامية أو بما يعرف في الجزائر بـ "صراع الأجيال"، حول أحقية كل جيل بلقب الأفضل في تاريخ المنتخب الجزائري. ولم يوجه ماجر الدعوة في آخر مباراة للجزائر في تصفيات مونديال روسيا، أمام نيجيريا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسط حديث عن انتقام نجم بورتو السابق من لاعب غلطة سراي، لكن المدير الفني الجزائري نفى ذلك سريعاً، موضحاً بأن استبعاد فيغولي شأن فني محض.
واستغل فيغولي الفرصة للحديث عن قرار الاتحاد الجزائري بشأن اللاعبين مزدوجي الجنسية، وقال:"تابعت حيثيات هذا القرار عبر الإعلام، لقد تفاجأت كثيراً لذلك"، مضيفاً "في البداية ظننت أنها نكتة لكن بعدها قلت في نفسي بأنه يجب الحديث إلى الأشخاص والتحاور معهم، وقلت بأنه يجب توضيح الأمر لأن هنالك أشخاصاً لم يفهموا ما يحدث".
وتابع فيغولي حديثه وقال: "هذا القرار صدم الكثيرين، يجب على المعنيين بالأمر أن يتحدثوا للإعلام لكي يكون صوتهم مسموعاً، لأن هذا القرار من شأنه أن يحدث انقساماً تجاه هذه الفئة من اللاعبين"، وواصل "منذ التحاقي بالمنتخب لم يحدث لي أي مشكل مع أيّ كان، بإمكانكم سؤال رفيق حليش، السعيد بالكلام أو إسلام سليماني، لم يحدث يوماً أننا قمنا بالتفرقة أو التمييز بين اللاعبين..لم نفرق أبداً بين اللاعب المحلي والمغترب"، وختم النجم الجزائري حديثه: "يجب علينا الحذر من عواقب هذا القرار، لأنه قد يفرز انزلاقات خطيرة، يجب شرح الأمور لتخفيف الأزمة، لأن الكثير من الناس محبطون بسبب هذا القرار".
يُذكر أنها ليست هي المرة الأولى، التي يقوم فيها لاعب من المنتخب الجزائري، بانتقاد زملائه بعد الفشل في بلوغ المونديال، حيث سبق لكل من الحارس رايس وهاب مبولحي وزميله لاعب الوسط سفير تايدر توجيه سهام النقد للاعبين إثر الفشل المونديالي.