فيصل دافجي.. راهنية غاندي ونبذ العنف اليوم

27 نوفمبر 2019
(تمثال غاندي في ساحة البرلمان في لندن، كارل كورت)
+ الخط -

حظي غاندي (1869 - 1948) باهتمام كبير لدى الباحثين في مجالات العلوم السياسية والدراسات الثقافية وعلم الاجتماع، حيث دُرست سيرته الذاتية في عشرات المؤلّفات وتمّ الوقوف عند أفكاره التي لا تزال مؤثّره لليوم، كما يندر أن نجد كتاباً عن تاريخ الهند المعاصر إلا ويقدّمه بوصفه الشخصية الأبرز في بلاده خلال القرن العشرين.

بتنظيم مشترك مع قسم تنمية المجتمع في "مؤسسة قطر"، تستضيف "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة، عند الخامسة من مساء غدٍ الخميس، المؤرّخ والباحث التنزاني فيصل دافجي لإلقاء محاضرة حول أفكار غاندي المبتكرة المتعلقة بنبذ العنف، وإمكانية تطبيقها في الوقت الحاضر بمناسبة مرور مئة وخمسين على ميلاد المهاتما.

حاز المحاضر على درجة الدكتوراه في التاريخ عن أطروحته "القومية الإسلامية: تأسيس الهوية في الهند المستعمرة" من "جامعة كولومبيا" في الولايات المتحدة، وتركّز مؤلّفاته على دراسات الإسلام والعولمة والعنف والأخلاق.

في عام 2011، أصدر كتابه "المستحيل الهندي.. غاندي وإغراء العنف" الذي ناقش فيه مفهوم "الدارما" (الواجب الأخلاقي في الثقافة الهندية)، مسترشداً بالزعيم السيساي الهندي، الذي كان أكثر راديكالية في التعامل معها من الثوّار المعاصرين.

يحلّل دافجي كيف شعر غاندي بالقلق إزاء الحرب الأهلية في جنوب أفريقيا التي سافر وعائلته إليها عام 1893، وأقام هناك مدافعاً عن حقوق عمال الزراعة العاملين في مزارع قصب السكر، حيثص تعرّف عن كثب على الاضطهاد والتمييز العنصري، فكرّس حياته لمنع اندلاع مثل هذه الحرب في الهند.

ويستكشف دافجي شخصية غاندي، ليس باعتباره رجلاً مثالياً وعاطفياً كما يتصوّره كثيرون، إنما كشخصية تؤمن بأهمية السيادة والاستقلال اللذين فكّر فيهما من منظور واقعي، من خلال إعادة فهم العديد من مواقفه السياسية والفكرية بطريقة غير تلك المتداولة حولها.

يرى أيضاً أن أفكار المهاتما تجاوزت الكفاح من أجل تحرّر الهند من الاستعمار البريطاني، بل هي تمثّل ثورة في الحياة، مقسّماً كتابه بين عدّة فصول هي: تاريخ غير شرعي، وأمّة في غير محلها، وإخوة في السلاح، وتحوّل هتلر، وترك الهند للفوضى.

المساهمون