فيسك ينتقد فشل كاميرون بالشرق الأوسط وتطبيعه مع السيسي

10 اغسطس 2015
انتقادات لتغاضي كاميرون عن مجازر نظام السيسي (Getty)
+ الخط -
وجه الكاتب الصحفي البريطاني، روبرت فيسك، انتقادات كبيرة لسياسة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالشرق ‏الأوسط، بعدما أوضح أنه فشل في ممارسة الدعاية والتسويق لنفسه بالمنطقة، وذلك بعد تأخره في نشر تقرير طلب إنجازه، ‏وبسبب ولاءاته المحيرة والمربكة، ودعواته لمسؤولين كبار رفضوا تلبية الدعوة.‏

واستهل فيسك مقاله، الذي نشره بصحيفة "ذي اندبندنت"، بالقول إن "مسؤول العلاقات العامة دايف (ديفيد كاميرون) هو رئيس الوزراء البريطاني المفضل لدي، لأنه ‏لن تستطيع بأي حال توقع الكبوة الموالية التي سيسقط بها بالشرق الأوسط"، مضيفا أن كاميرون طلب العام الماضي إنجاز تقرير ‏حول الإخوان المسلمين بمصر، آملا في أن تتوصل خلاصاته لوضع الجماعة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.‏


وأوضح فيسك أن كاميرون كان على علم مسبق بأن الرئيس محمد مرسي، الذي فاز بأول انتخابات ديمقراطية بمصر، تم عزله من ‏خلال الانقلاب العسكري الذي قاده الماريشال عبد الفتاح السيسي، وهو الانقلاب الذي تسبب في حمام دم ارتكبته القوات الأمنية ‏التي كانت تحت إمرة السيسي.‏

كما أضاف أن كاميرون كان على علم كذلك بالجهات الخارجية التي كانت تكره جماعة الإخوان المسلمين، وكانت ستسعد إن تم ‏تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل بريطانيا، غير أن نتائج التحقيق كانت مفاجئة لكاميرون.

وحسب فيسك فإن التقرير، الذي ‏وصفه القائمون عليه بـ "العمل المهم جدا"، لم يقم في نهاية المطاف بوصف جماعة الإخوان المسلمين، التي يصل عمرها لزهاء ‏‏87 سنة، بالتنظيم "الإرهابي".‏

وبسخريته اللاذعة، تساءل فيسك عما في وسع رجل علاقات عامة القيام به عندما يأتي ما كان يشتهيه عكس ما رغب في ‏الحصول عليه؟ وقال في هذا الصدد إن كاميرون قام بكل بساطة في شهر مارس/ أيار بـ "تأجيل" نشر خلاصات التقرير لآجل ‏غير مسمى، وهو ما يعني، حسب فيسك، أنه لن ينشر أبدا.‏

كما انتقل الكاتب البريطاني إلى الحديث عن قرار كاميرون دعوة السيسي إلى القيام بزيارة رسمية إلى لندن، وذلك بعد مرور يوم ‏واحد على إصدار حكم الإعدام في حق الرئيس المعزول مرسي، موضحا أن رئيس الوزراء البريطاني يتعين عليه بدل استعمال ‏العبارات الفضفاضة، التطرق مع السيسي للمذبحة التي أودت بحياة 817 من النساء والرجال من أنصار الإخوان المسلمين بميدان ‏رابعة في العام 2013، وغيرها من المجازر التي ارتكبت في حق الإخوان.‏

فيسك أوضح أن مباحثات كاميرون مع السيسي ستنصب على الصفقة التي وقعتها شركة "بريتيش بيتروليوم" مع مصر، والتي ‏تصل قيمتها إلى 7,58 مليارات جنيه إسترليني، وجرى توقيعها لإنقاذ مصر من أزمة الطاقة. كما أضاف أن المحادثات قد تتطرق لقناة ‏السويس "الجديدة"، التي تم افتتاحها بكثير من التطبيل والتهليل الأسبوع الماضي.

فيسك شدد على أن كاميرون قد يدرك النجاح ‏الذي يحققه في العلاقات العامة باللجوء إلى استخدام عبارة "جديدة"، لا سيما أن الأمر برمته يتعلق فقط بتفريعة تمتد لعشرين ميلا ‏للسماح للسفن بالمرور في كلا الاتجاهين.‏

اقرأ أيضا: ردود أفعال غاضبة ضد دعوة بريطانيا السيسي لزيارة لندن