انتشار فيروس كورونا يعيد صياغة تفاصيل الحياة اليومية حول العالم

01 مارس 2020
احتفاء بشفاء مصابة صينية بفيروس كورونا (فرانس برس)
+ الخط -
وسط مخاوف بشأن البلد الجديد الذي سيظهر فيه فيروس كورونا سريع الانتشار، استمرت الإصابات والوفيات في الارتفاع في أنحاء العالم اليوم الأحد، ما أدى إلى خلو شوارع كانت مكتظة بسياح وعمال، وإعادة كتابة حقائق الحياة اليومية في العديد من دول العالم.

وبدا الذعر في الطقوس اليومية في اليابان، وخلت مواقع سياحية في جميع أنحاء آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، وأغلقت مدارس وجامعات، وحظرت التجمعات العامة، كما أُغلقت متنزهات، وأُلغيت حفلات موسيقية، وعلّقت السعودية الأربعاء، دخول الراغبين بأداء العمرة إلى أراضيها، كما علقت زيارة المدينة المنورة، في إجراء احترازي غير مسبوق، وفي باريس، توقف الكهنة عن وضع الخبز المقدس في أفواه المصلين، ونصح مسؤولون في فرنسا السكان بالتوقف عن القبلات.
وتدرس الحكومة البريطانية خطة تقضي بأن يعمل ملايين الموظفين من منازلهم لمنع انتشار فيروس كورونا، وفق استراتيجية "التباعد الإجتماعي"، ومن المتوقّع أن يُطلب من الشركات إيقاف جميع أنواع "السفر غير الضروري"، حسب ما أوردت صحيفة "ذا تايمز" اليوم.

واعترف رئيس الوزراء، بوريس جونسون، بأن الفيروس "قد يزعزع استقرار المملكة المتحدة لشهور"، لكنّه لم يشكّك في قدرة البلاد على تخطّي الأزمة، وسيرأس جونسون اجتماعًا حكومياً للجنة الطوارئ غدا الإثنين، بيد أنّه يواجه انتقادات من حزب العمال، الذي يقول إنه كان ينبغي السيطرة على الوضع في وقت سابق.

ويأمل المسؤولون في تأخير ذروة تفشي الفيروس حتى الصيف، إذ يمكن أن يساعد الطقس الدافئ في إبطاء انتشاره، كما يأملون أن تكون خدمات الصحة العامة في وضع أفضل ممّا هي عليه الآن للتعامل معه.

ووصل فيروس كورونا إلى جميع أنحاء العالم، وظهرت بقع جغرافية مصابة، ففضلا عن بؤرة الإصابة الأولى في الصين، شهدت إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية حالات متزايدة، وسجلت اليوم الأحد حالات وفاة في الولايات المتحدة واليابان وتايلاند وأستراليا.

وسجلت الصين اليوم الأحد، ارتفاعا طفيفا في الحالات الجديدة المصابة على مدار الـ24 ساعة الماضية بواقع 573 حالة، وهي المرة الأولى منذ خمسة أيام التي يتجاوز فيها عدد المصابين الرقم 500. ولا تزال الحالات محصورة تقريبا في مقاطعة هوبي الأشد تضرراً، وعاصمتها ووهان.


وارتفعت قائمة الدول التي ظهر فيها الفيروس إلى ما يقرب من 60 دولة، إذ أعلنت إيرلندا والإكوادور عن أول حالة لديهما السبت، وأصيب أكثر من 86 ألف شخص حول العالم بالفيروس، وتجاوز عدد الوفيات 2900.
وأوصى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بتقليص عدد الاجتماعات في التاسع من مارس/آذار المقبل، حيث من المقرر أن يحتفل نحو 10 آلاف شخص بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة حول حقوق المرأة.

وتتزايد المخاوف من إجراءات الحجر الصحي المطولة، وتعطل حركة التجارة، والانخفاض الهائل في حركة السياحة والسفر التجاري، ما قد يضعف الاقتصاد العالمي، أو يتسبب في ركود اقتصادي.



وأعلنت كوريا الجنوبية، ثاني أكبر دولة يضربها الفيروس، عن إصابة أكثر من 3500 شخص لديها، وقالت السلطات الإيطالية إن لديها 1100، و29 حالة وفاة حتى الآن، وقال مسؤول إيراني إن البلاد تستعد لفحص "عشرات الآلاف" بسبب ارتفاع عدد الحالات المؤكدة مرة أخرى السبت.
وكشفت دراسة أجراها باحثون صينيون، ونشرت يوم الجمعة، في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين"، بعد التواصل مع 1099 حالة في أكثر من 500 مستشفى بجميع أنحاء الصين، أن معدل الوفيات بلغ 1.4 في المائة، أي أقل بكثير من الدراسات السابقة التي ركزت على المرضى في ووهان.
من شأن ذلك أن يجعل الفيروس الجديد أشبه بالإنفلونزا الموسمية الشديدة، وأكثر من كونه مرضا مشابها لأبناء عمومته (سارس)، أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).

وفي اليابان، أعلن رئيس الوزراء شينزو آبي عن حزمة اقتصادية طارئة بقيمة 270 مليار ين (2.5 مليار دولار) للمساعدة في مكافحة الفيروس. وقال في مؤتمر صحافي إن اليابان "تمر بمنعطف حاسم"، لتحديد ما إذا كانت ستستطيع السيطرة على تفشي المرض قبل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، وذلك بعد قرار إغلاق جميع المدارس لأكثر من شهر.

وأعلنت (طوكيو ديزني لاند) و(يونيفرسال ستوديوز جابان) إغلاق أبوابهما، كما ألغيت فعاليات كبرى، من بينها سلسلة حفلات موسيقية لفرقة (بي تي إس)، وانخفض عدد السياح الوافدين إلى تايلاند بنسبة 50 في المائة مقارنة بالعام الماضي. وفي إيطاليا، انخفضت حجوزات الفنادق، وتحدث رئيس الوزراء جوزيبي كونتي عن شبح الركود.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية إن خطر انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم "مرتفع للغاية"، في حين قال الأمين العام للأمم المتحدة إن "فرصة احتواء الفيروس ضئيلة".



وأعلنت كوريا الجنوبية تسجيل 376 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا اليوم الأحد، مما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 3526. وكانت السلطات سجلت أمس السبت 813 حالة إصابة جديدة في أكبر قفزة يومية في البلد الذي أودى الفيروس بحياة 17 شخصا فيه.

وقالت إدارة مكافحة الأمراض في تايلاند، اليوم الأحد، إن البلاد سجلت أول حالة وفاة بفيروس كورونا، وهو رجل يبلغ من العمر 35 سنة، كان يعاني من حمى الضنك. وأكدت رصد 42 حالة إصابة بالفيروس منذ يناير/كانون الثاني، تعافت 30 منها بينما لا يزال 11 مصابا في المستشفيات.

وسجلت الولايات المتحدة أول حالة وفاة لديها بالفيروس، لرجل في الخمسينيات من العمر بولاية واشنطن، كان يعاني من متاعب صحية، لكنه لم يسافر إلى أي منطقة متضررة بالفيروس.

وتوفي رجل في السبعينيات من عمره في جزيرة هوكايدو في أقصى شمال اليابان، مساء أمس السبت، بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا حسبما ذكرت السلطات المحلية اليوم الأحد، وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن السلطات تشتبه في أن الرجل ربما أصيب بالفيروس أثناء وجوده في المستشفى. وهذه سادس وفاة بفيروس كورونا في اليابان إلى جانب ست وفيات بين أولئك الذين كانوا على متن السفينة السياحية (دايموند برنسيس).

أعلنت السلطات الصحية في أستراليا، أن رجلا مصابا بفيروس كورونا توفي اليوم، وذلك في أول حالة وفاة بالفيروس في البلاد، وأفادت السلطات بأن الرجل (78 سنة) كان يخضع للحجر الصحي بمستشفى في مدينة بيرث، بعد إجلائه من السفينة السياحية (دايموند برنسيس) في اليابان ضمن أكثر من 150 مواطنا أستراليا.

وذكرت السلطات أن زوجة الرجل أصيبت أيضا بالفيروس، لكنها في حالة مستقرة. وبلغ عدد المصابين بالفيروس في أستراليا 25 شخصا، وفقا لأحدث بيان حكومي.
وذكرت وزارة الصحة اليونانية يوم السبت أنها رصدت ثلاث حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع عدد الإصابات المؤكدة في البلاد إلى سبعة.

وأعلنت السلطات الصحية البريطانية، اليوم، عن ثلاث حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع عدد الحالات المصابة حتى الآن إلى 23 حالة.


(أسوشيتد برس، رويترز)
المساهمون