بعد مرور ثلاثة أعوام على خبر وفاة بطل كمال الأجسام السوري، فهد النجار، عاد اسمه فجأة إلى الساحة الإعلامية من خلال الإعلان الفني الذي أكد أنه سيلعب دور البطولة في مسلسل "غضبان". وهو مسلسل سوري قيد الإنجاز، من تأليف فايز البشير، وإخراج محمد نصر الله، وإنتاج شركتي "المهنا" و"الجمان" للإنتاج الفني، فجاء الإعلان عن المسلسل بمثابة نفي لإشاعة موت النجار.
وعلى الرغم من أن تاريخ النجار الفني، وحضوره السابق في الدراما السورية، لا يتعدى المشاركة ببعض الأدوار الثانوية، حيث أدى النجار منذ بداية الألفية بعض الأدوار البسيطة للغاية، لعب في معظمها دور الحارس الشخصي لأحد الأبطال الرئيسيين، أو لعب دور رجل الأمن، فإن الحملة الإعلامية التي رافقت انطلاق تصوير مسلسل "غضبان"، وصفت النجار باعتباره نجم الكوميديا السورية. وبات واضحاً أن تحصيل الألقاب الفنية في سورية أصبح مقترناً بمدى الولاء للنظام والتشبيح له. فالنجار عرف منذ سنة 2011 بمعاداته للثورة السورية، وهو من أوائل الممثلين الذين حملوا السلاح وشاركوا أجهزة النظام الأمنية بقمع المظاهرات الشعبية، والتحق بالمليشيات التابعة للنظام السوري، وكان أحد أبرز أعضاء "اللجان الشعبية" في منطقة سكنه "جرمانا"، وبقي نشطاً في خدمة النظام السوري حتى أشيع خبر قتله سنة 2014، وتم تأكيد الخبر عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، في حين لم ينف إعلام النظام الخبر أو يشكك به، وإنما همشه تماماً، قبل أن يخرج هذه السنة عن صمته، ويؤكد بشكل مفاجئ عودة النجم إلى استوديوهات الدراما السورية.
وبما أن اسم النجار بعيد كل البعد عن النجومية، فمن الطبيعي أن يستعين صناع العمل باسم يجذب قنوات العرض للشراء فاستعانوا بالمغنية اللبنانية، بريجيت ياغي، لتلعب دور البطولة النسائية في العمل إلى جانب النجار، على الرغم من أن تجاربها في عالم التمثيل قليلة ومعدودة، أبرزها مسلسل "صبايا" في جزئه الرابع، إلا أن المحطات الفضائية التابعة للنظام السوري التي دعمت مسلسل "غضبان" في حملته الإعلانية، وستكون بالتأكيد النافذة المتاحة لعرض العمل، ستكافئ النجار على خدماته العسكرية للنظام السوري.
ومن المخجل أيضاً أن العمل يضم أسماء لها قيمتها الفنية، التي تتجاوز قيمة النجار الفنية بمراحل، إلا أنها ستلعب في المسلسل أدوار نجوم الصف الثاني أو ستشارك بمشاهد قليلة، أمثال حسام تحسين بيك وغادة بشور وتولاي هارون.
وبالنسبة للحكاية التي سيقدمها مسلسل "غضبان"، كما ورد في إعلان المسلسل، فإنها سترتكز على شخصية "غضبان"، الذي يؤدي دوره النجار، وهو شخص عصبي ذو شكل وحشي، ولكنه ذو قلب طيب ويمتلك مشاعر لا يوحي بها شكله. ليبدو المسلسل من سطوره الأولى أشبه بمحاولة لتبييض صورة شبيحة النظام السوري، وبأنّهم أشخاص طيبون، لا يقتلون ويمتلكون روحاً إنسانية.