فنان عراقي ينحت ضد الحرب

25 اغسطس 2016
يريد البحراني أن يوصل رسالة للتوقف عن الخراب (فيسبوك)
+ الخط -
يمتلك الفنان العراقي أحمد البحراني رؤيته الخاصة في النحت، فمجسماته تتسم بالضخامة وأكبر من حجمها المعتاد، وعلى سبيل المثال قبضة الملاكم الراحل محمد علي كلاي تزن مئات الكيلوغرامات، وأرادها أن تكون قبضة قوية مصممة ترفض الحرب، وبرز كفنان مميز حين صمم كأس الخليج السابعة عشرة.

ويريد البحراني أن يوصل رسالة للعالم الذي يصفه بالمجنون للتوقف عن الخراب، بحسب ما صرح به لـ"العربي الجديد"، فهو حين يقول الحرب لا يظهر أية مشاهد أشلاء أو دماء، باحثاً عن متسع للجمال والحياة.

ويرى أن منحوتة الطفل الذي يحمل على ظهره أضعاف وزنه من الأحمال، ما هي إلا تجسيد لواقع طفولة مؤلمة وفقر مدقع يعيشه العالم بسبب الحرب.

وقد بدأ البحراني النحت في وطنه حيث كان يشيد شخوصاً من الطين على شاطئ نهر الفرات بالقرب من بابل في سن الخامسة، وتخرج من معهد الفنون الجميلة في بغداد، وعمل محاضراً لمادة النحت في المعهد، قبل أن يغادر بلده العراق بعد الحرب ويستقر في دولة قطر.

وأقام عدة معارض في عدة بلاد عربية، تنقل فيها وصقل فنه وقدم تجاربه للجمهور العربي في مصر ودبي وبيروت.

ولا يخفي البحراني تأثره بأساتذته من النحاتين العراقيين المشهورين، ولكنه طرق باب التجديد، لأن منحوتاته تتجاوز المنجز التقليدي للنحت، ويعمد إلى تغيير التذوق السائد للأعمال النحتية الأخرى التي تلتقط السهل والدارج والمتعارف عليه، فكون البحراني عالمه الخاص من خلال هندسة منحوتاته الضخمة قياساً لحجمها الطبيعي ومخلاً بمفهوم الموازنة بالنسبة لتشكيل العمل بصرياً، ولكنه يتعمد ذلك مظهراً براعة في تشكيل كتل المعدن بأنواعه المختلفة.

ونوه البحراني إلى أن نقطة التحول في مسيرته الفنية كانت مع استقراره في الدوحة، وقال "أحلامي لا تنتهي وليس لها حدود، وأنا أرفع شعاراً دائماً وهو أن العمل الأهم في حياتي لم ينجز حتى الآن، وأنا دائم البحث عن الجديد متمسكاً بروح الهواية رغم أنني أحترف الفن منذ ثلاثة عقود، ولكني أمارسه بروح الهواية حتى الآن".



دلالات
المساهمون