لكن مع وصول عبد الفتاح السيسي إلى رئاسة الجمهورية عام 2014، وتجنيد الساحة الفنية للتطبيل له، لم يوفّر فنانون لبنانيون المناسبة، لتقديم واجب الطاعة للسيسي، لأسباب مختلفة، لعلّ أبرزها الحفاظ على وجودهم وحفلاتهم في الساحة المصرية.
نذكر هنا مثلاً، أغنية نانسي عجرم، التي تحاول دائماً سحب اسمها من أي تداول سياسي. إذ قدّمت في هذا العام أغنية "راجل ابن راجل". لم تسمّ عجرم السيسي باسمه، لكن صورته وهو يشرف على عمليات بناء البنية التحتية، تكررت طيلة الفيديو كليب، ليكون هو بطل العمل المصوّر.
عجرم التي اختارت تقديم أغنيتها في وقت كان السيسي قد رسخ حكمه القمعي في مصر، وسجن آلاف الشباب والناشطين السياسيين والمدنيين، التزمت الصمت يوم أمس، مع بدء التظاهرات المطالبة برحيل السيسي. إلا أنّ زملاءها،
راغب علامة ووائل جسار، ومعهما الإعلامي جورج قرداحي، لبوا النداء.
فبينما كانت مواقع التواصل في مصر تغلي، قبيل تلبية دعوة المقاول المصري محمد علي
للنزول إلى الشوارع بعد مباراة الأهلي والزمالك، مساء الجمعة، أطلّ بداية راغب علامة في فيديو مصوّر من داخل سيّارته، ليقول ""أنا مواطن لبناني، عربي، لكن أعتبر مصر بلدي، أنا أدعم مصر رئيساً، حكومةً، وشعباً وربنا حاميها بإذن الله". لم يوضح علامة كيف يدعم الرئيس والشعب في الوقت نفسه، لكن اللجان الإلكترونية المصرية، ووسائل الإعلام احتفت بالفيديو بشكل كبير.
بسرعة لحق وائل جسار بزميله. جسار الذي يتمتع بشهرة وشعبية واسعة في مصر، تتجاوز شعبيّته في بيروت، ظهر ايضاً من داخل سيارته وهو يقول: "مصر هي أم الدنيا مش ممكن تنكسر كلنا معاك يا ريس.. كلنا مع الجيش المصري.. مع الشعب المصري العظيم". وثم غنى "بحبك يا مصر وخيرك عليّ وبعشق ترابك يا أم الدنيا ديّ".
ونال المغنيان اللبنانيان نصيبهما من الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي.
الإعلامي اللبناني جورج قرداحي الذي اشتهر بتأييده لرئيس النظام السوري بشار الأسد، التحق هو الآخر بعلامة وجسار، وصوّر فيديو قائلاً فيه: "تحية من القلب ومن الوجدان إلى كل أحبتي في مصر، مصر تعيش حالة غليان في المشاريع والإنجازات، إذ لا يمكن لأي مخلص وصادق إلا ان يعترف بالإنجازات العظيمة... هذه التحية يستحقها شعب مصر، وقائد مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لا ينام ويجوب في كل محافظات مصر ليدشن مشاريع جديدة". هنا أيضاً انهالت الانتقادات على قرداحي.