فنانة لبنانية أدخلت أول لحن تركي إلى الأغنية العربية

14 يناير 2017
لحنت طروب لنفسها ولغيرها (الأناضول)
+ الخط -


كثيرون من جيل ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، يتذكرون المغنية اللبنانية "طروب"، بلونها الغنائي المميز، الذي أدخل لأول مرة الموسيقى التركية إلى الأغنية العربية.

وإلى جانب ذلك فهي أول امرأة رائدة في مجال التلحين، فلم يسبقها في العالم العربي أي فنانة أخرى قامت بتلحين أغنياتها أو تقديم ألحان لغيرها.

"طروب"، واسمها الحقيقي أمل جركس، من أصول شركسية، تحمل الجنسية الأردنية كذلك، وتقيم بمصر منذ 40 سنة.

المغنية، التي ذاع صيتها بالدول العربية بمئات الأغنيات الناجحة، معظمها لحن تركي قامت هي بتلحينه، لا تزال حتى يومنا هذا مصدر إلهام لفنانات كثيرات يقمن بإعادة أغنياتها، من دون أن يعلم الجيل الجديد أن صاحبة هذه الأغنيات هي فنانة الستينيات "طروب".

كما شاركت في بطولة عشرات الأفلام، أغلبها أعمال مشتركة بين تركيا ومصر وسورية ولبنان.

وفي عام 1995 اعتزلت "طروب" الفنّ نهائياً، وابتعدت عن الأضواء متفرغة للعبادة، ولم تظهر في أي مقابلات صحافية أو إعلامية إلا نادراً، إذ تختار الوسيلة الإعلامية للظهور فيها والحديث عن ذكرياتها في الوسط الفني.

وخلال زيارتها إلى لبنان، التقتها وكالة الأناضول، فتحدثت بشغف حول ماضيها الفنّي خاصة الفنّ التركي، الذي أدخلته إلى لبنان والدول العربية.

وكانت متحمسة جداً وسعيدة، وهي تتحدث إلى مؤسسة إعلامية تركية لأول مرة، فهي تعشق هذا البلد وتعشق أهله وفنّه حيث أمضت سنوات عديدة فيه.

وأشارت "طروب" إلى أنها قامت بتلحين وغناء أكثر من 50 أغنية تركية، لكن أول لحن تركي كان من زوجها الفنان اللبناني المعتزل محمد جمال، وكانت أغنية "شيك شوك حبيبي" وقدّمتها في فيلم مصري لبناني.

ولاقت التجربة التركية صدى واسعاً في العالم العربي، ففي زمن الغناء الطربي واللحن الشرقي الأصيل، ظهرت أغنية تركية عربية تقدّمها فنانة شقراء تحمل ملامح الأتراك.

وفي هذا الصدد، تقول "طروب" إن نجاح أغنيتها التركية- العربية دفعها جدّياَ لخوض هذا المجال فقررت اختيار بعض الكلمات من شعراء لبنانيين ومصريين من ثم تقوم بتلحينها بنفسها مستخدمة اللحن والنمط التركي في توزيع الموسيقى.

وبعد ذلك قدمت أغنيات باللغة التركية كلاماً ولحناً، ومن أبرز ما غنت "عثمان آغا"، التي يقوم بعض الفنانين الأتراك بغنائها اليوم، معتقدين أنها "فولكلور" فيما صاحبتها الأصلية "طروب".

وقدمت أهم الأغنيات، التي تحمل الطابع التركي بكلام ممزوج بين العربي والتركي، وبينها "يا ستي يا ختيارة"، "يا حلاق"، "إعملي غُرة"، "أهلاً وسهلاً بالأحباب"، و"يا صبابين الشاي"، وأغلبها أعادت مغنيات عرب تقديمها لاحقاً.

وتؤكد "طروب" أن كبار الفنانين والموسيقيين في لبنان، من بينهم "الرحابنة"، وفي زمن ظهور فيروز وصباح، رحبوا بالشابة الجديدة التي أتت بنمط موسيقي مختلف عما كان سائداً حينها، فأحبوا كما الجمهور اللون التركي.

وبعد نجاحها في اللون التركي خاصة قدّمت هذه النوعية في عدد من الأفلام المصرية واللبنانية والسورية، ولفتت أنظار السينما التركية إليها، ومن هنا بدأت تتلقى الكثير من العروض التركية.

وعن كيفية دخولها السينما التركية تقول "طروب" إن المنتج اللبناني شريف وحيد قرر التعاون مع فنانين ومخرجين أتراك، وبما أن "طروب" تجيد اللغة التركية ذهبت مع طاقم العمل لتساعدهم في الترجمة، وكان الفيلم بطولة "صباح" وشاركت هي أيضاً في الفيلم.

بعدها انتقلت السينما التركية إلى لبنان وتم تصوير مئات الأفلام.

وشاركت "طروب" في أكثر من 40 فيلماً ما بين التركي والمصري واللبناني، وبالنسبة للأفلام التركية الصرفة، والتي صورتها في إسطنبول، كانت تتحدث باللغة التركية، أما في الأعمال المشتركة كانت تتحدث بالعربية لكنها كانت تغنّي بالتركي والعربي.

وتسترجع "طروب" ذكرياتها مع نجوم التمثيل في تركيا مستذكرة "جونيت آركين"، الذي وصفته بـ"دونجوان" السينما، كذلك الممثل "كوكسيل أورسوي" و"كوجين كوهان" وغيرهم.

"طروب"، التي ولدت أول يونيو/حزيران 1937، تزوجت لفترة من المطرب اللبناني الفلسطيني محمد جمال، وكونت معه ثنائياً فنياً.

وتعاونت خلال مشوارها مع ألمع الأسماء العربية في مجال السينما والموسيقى بينهم المطرب الراحل فريد الأطرش في أغنية "عالكرنيش"، والكوميديان المصري إسماعيل يس في فيلم "العقل والمال"، والسوري دريد لحام في بعض الأفلام الغنائية منها "المزيفون".

كما تعاونت مع الممثلة المصرية الشهيرة الراحلة سعاد حسني بفيلم "هاء 3" العام 1961، وقد أدتا معاً أغنية "أحنا الثلاثة وهم الثلاثة" في الفيلم.

وأعلنت "طروب" اعتزال الفن العالم 1995، وارتدت الحجاب، لتقرر التفرغ للعبادة.

 

(وكالة الأناضول)



المساهمون