أحيا الفلسطينيون في الداخل، وأهالي مدينة شفا عمرو، مساء الأحد، الذكرى السنوية الرابعة عشرة للمجزرة التي ارتكبها الإرهابي، نتنان زادة، في عام 2005، عند دوار الشهداء في وسط المدينة، وأسفرت عن استشهاد أربعة من أهالي شفا عمرو، وهم دينا وهزار تركي وميشيل بحوث ونادر حايك.
وافتتحت الوقفة بجانب دوار الشهداء بدقيقة حداد على أرواح الشهداء ورفع الأعلام الفلسطينية، وتم تنظيم المبادرة من بلدية شفا عمرو واللجنة الشعبية وأهالي الشهداء.
وقال عضو اللجنة الشعبية لمدينة شفا عمرو زهير كركربي: "دخل مجرم حقير معبأ بالكراهية والحقد وقتل أربعة من أبنائنا الأبرياء"، مبيناً أن "المجرم قتلهم فقط لكونهم عرباً، وهو قتل سياسي".
وأضاف أن "اللجنة الشعبية تقوم سنوياً بتخليد ذكرى شهدائنا، نحن سنقوم بتخليد ذكرى شهدائنا سنويا ما دمنا أحياء لأن هنالك من يريد أن يمحو هذه الذكرى وأن تكون في طي النسيان ولكن نقول لهم، لن ينجحوا، نحن سنويا سنخلد ذكرى أبنائنا حتى الأجيال القادمة لتعرف ماذا حدث في هذه المدينة".
دموع جورجيت بحوث عزام ما زالت تذرف على فقدان شقيقها الشهيد ميشيل بحوث، وتستذكر الحادثة بالقول لـ"العربي الجديد"، "كأنها اليوم ولا أبالغ، الألم والجرح ما زال ينزف. ميشيل كان من خيرة شباب البلد، كان سائق الحافلة والجميع كان يحبه، مرح يحب الحياة ويحب الناس، ويحب أن يساعد الجميع من كل الطوائف".
أما مراد حداد عضو اللجنة الشعبية من شفا عمرو فقال إن "المدينة كانت أول بلد دفع ضحية عمليات تدفيع الثمن"، مبيناً أن "عصابات الإجرام ما زالت تقتل العرب وتعتدي على أملاكهم".
وأضاف أن "الفكر العنصري المتطرف المنتشر في مستوطنات الضفة الغربية لا يزال موجوداً"، مشيراً إلى أن "اليوم أصبح هناك حكومة كاملة تدعم هذا التوجه ونحن مقبلون على فترة انتخابات برلمانية، هذا التوجه يوجد له ممثلون وزراء في الحكومة الإسرائيلية. ولكن قبل أربعة عشر عاماً عندما بدأ كان على هامش السياسة الإسرائيلية. واليوم أصبح في مركز السياسة الإسرائيلية".
من جهتها، عبرت دينا تركي وهي شقيقة الشهيدتين دينا وهزار تركي عن غضبها، وقالت: "لا أريد الحديث عن الحزن وعن الفراق الذي نعيشه يوماً بيوم. وكأنه طبيعة".
وتحدث جريس حنا القائم بأعمال رئيس بلدية شفا عمرو قائلاً: "دخل القاتل نتنان زادة إلى مدينة شفا عمرو من دون أن يميز من سيقتل، ومن ستكون الضحية ومن سيكون الشهيد، سقط أربعة شهداء ومصابون، حتى نهارنا هذا ما زلت أذكر ذلك المنظر الرهيب حين وصلنا إلى الباص، ومن يعتقد بأننا قد ننسى، لن ننسى المجرم وأمثاله، ولن ننسى شهداءنا الأبرار والمصابين، ولن ننسى تلك الفتاة التي أمسكت البندقية بيديها، وكذلك لن ننسى أبطال شفا عمرو الذين وقفوا وردوا الصاع صاعين".
ووقعت المجزرة التي ارتكبها زادة في الرابع من أغسطس/آب 2005، بينما كانت حافلة تحمل الرقم 165 محملة بركاب فلسطينيي 48، وتسير في مدينة شفا عمرو، وكان من بين الركاب جندي في الجيش الإسرائيلي، يدعى نتان زادة بدأ بإطلاق النار على ركاب الحافلة، ما أدى إلى مقتل 4 فلسطينيين من مدينة شفا عمرو، وهم: ميشيل بحوث، نادر حايك ودينا وهزار تركي، وإصابة 15 آخرين.
وعندما نفدت ذخيرة الجندي، قامت مجموعة من الشبان الفلسطينيين بمهاجمته، وانهالوا عليه بالضرب المبرح دفاعاً عن أنفسهم، مما تسبب في مقتل الجندي.
واعتقلت السلطات الإسرائيلية 12 شاباً خمسة تم اتهامهم بالاعتداء على الشرطة، وسبعة كانوا متهمين بمقتل زادة وقبعوا في السجون لمدة تتراوح بين سنة ونصف السنة وسنتين.