فقراء يشترون اللحوم المثلجة في رمضان

08 يوليو 2015
تزداد مبيعاته في شهر رمضان (العربي الجديد)
+ الخط -

ما إن تصل إلى الشارع المؤدّي إلى مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، حتى تسمع صراخَ الباعة، كلٌّ ينادي على بضاعته بالطريقة التي يعتقد أنها الأنسب. لدى كل بائع أسلوبه في الترويج لبضاعته. فالشارع المؤدي إلى المخيم يعجّ بالزبائن الذين يحبّون التبضع من هذا المكان. خلال سيرك في الشارع، ترى لافتة كُتب عليها: "كيلو اللحمة والفروج المشوي بستة آلاف ليرة لبنانية (أربعة دولارات) فقط"، علماً أن سعر كيلو اللحمة يصل إلى عشرين ألف ليرة لبنانية. يرتادُ هذا المحل عدد كبير من الزبائن على اختلاف جنسياتهم بسبب أسعاره الرخيصة، يجمعهم الفقر والعوز. هذه الأسعار تُخوّل الزبون شراء كمية أكبر من اللحوم، وعادة ما يبيع خمسين إلى ستين كيلو غراماً يومياً. وفي شهر رمضان، ترتفع نسبة المبيعات بشكل ملحوظ، بحسب صاحب المحل أبو هادي.

يقيمُ أبو هادي، وهو سوري، في مخيم شاتيلا منذ نحو 17 عاماً. يقول: "فتحت المحل في المخيم منذ جئت إلى لبنان. وما زلتُ أعمل فيه حتى اليوم". يلفت إلى أن "مبيعاته جيدة بشكل عام، ولديه كثير من الزبائن بسبب أسعاره الزهيدة والمقبولة". في شهر رمضان، يزدادُ الطلب على شراء اللحمة والدجاج. وبطبيعة الحال، ترتفع نسبة المبيع. يتابع إنه "في الأيام العادية، نبيعُ نحو خمسين كيلو غراماً من اللحوم. أما يوما السبت والأحد، فتزداد الزحمة في المحل"، لافتاً إلى أن الزبائن يتهافتون على المحل دفعة واحدة، على اعتبار أن تحضير الطعام يبدأ قبل موعد الإفطار ببعض الوقت.

وحول السبب الذي يجعله يبيع اللحوم بهذا السعر، يقول إنه يبيع اللحوم المثلجة، وزبائنه يعلمون ذلك، ويضطرون إلى شرائها بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة، موضحاً أن هذا السعر يتناسب وأوضاعهم المادية.
ويوضح أبو هادي أنه يشتري هذه اللحوم من شركات مرخصة من الدولة اللبنانية، وهي مستوردة من خارج لبنان، وبالتالي تخضع للرقابة. في رأيه، فإن اللحوم المثلجة أفضل للصحة لأنها توضع في ثلاجات تقتل الجراثيم. أما عن الفروج الذي يبيعه، أيضاً، بسعر أرخص من المحال الأخرى، فيعزو الأمر إلى صغر حجمه، علماً أنه يشتري الفراريج الصغيرة فقط.
ولأن أوضاع الناس الاقتصادية صعبة جداً، يقبلُ الناس على محله لشراء الفراريج المشوية، لافتاً إلى أن هذا طبق مفضل لدى كثيرين في شهر رمضان.

اقرأ أيضاً: بناء عشوائي في مخيم شاتيلا
المساهمون