فض الأمن الجامعي، للجامعة الأردنية، مساء أمس الثلاثاء، اعتصاماً طلابياً، للمطالبة بوقف سياسة رفع الرسوم الجامعية، كان عدد من المشاركين فيه قد أعلنوا عزمهم المبيت ليلة واحدة أمام البوابة الرئيسية للجامعة، حسب ما أفاد شهود عيان لـ" العربي الجديد".
وقال شهود العيان أن الأمن الجامعي أطلقوا الألعاب النارية باتجاه المعتصمين، قبل أن يتم تفريقهم باستخدام العصي، على مرأى من قوات الأمن التي كانت موجودة في المكان، الأمر الذي خلف اصابتين في صفوف المعتصمين.
وكان مئات طلبة الجامعات الأردنية، شاركوا عصر أمس الثلاثاء، باعتصام أمام الجامعة الأردنية، في عمّان رفضاً لسياسة رفع الرسوم الجامعية التي بدأتها الجامعات الأردنية الرسمية، والتي من شأنها حرمان الفقراء ومحدودي الدخل من فرصة الالتحاق بالجامعات، حسب ما يقول منظمو الاعتصام الذي يحمل شعار "يوم الغضب الطلابي".
وكان من المقرر أن يمتد الاعتصام، لينفذ عشرات الناشطين في الدفاع عن الحقوق الطلابية، مبيتاً في العراء ليوم واحد أمام البوابة الرئيسية للجامعة، التي تعرف بـ "أم الجامعات الأردنية"، كأول جامعة أسست في الأردن عام 1962.
وقال رئيس الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"، فاخر دعاس، إن "الاعتصام والمبيت يأتي تأكيداً على رفض سياسة خصخصة الجامعات ورفع رسوم التعليم الموازي والدراسات العليا"، مشيراً إلى ان القرار الذي اتخذته الجامعة الأردنية برفع رسوم الدراسات العليا، سيكون ذريعة لإقدام باقي الجامعات الرسمية البالغ عددها 11 جامعة على رفع رسوم الدراسة.
هذا وكانت الجامعة الأردنية قد قررت رفع رسوم التعليم الموازي لمرحلة البكالوريوس، ورسوم الدراسات العليا، بنسب تتراوح بين 25 في المئة و100 في المئة، وهو الرفع الذي برره مصدر في إدارة الجامعة بعجزها عن سداد عجز الموازنة التي تعاني منه.
وأشار دعاس، في حديثة لـ"العربي الجديد"، إلى أن العجز الذي تعانيه الجامعة الأردنية ناتج من جملة من السياسات الخاطئة التي اتخذتها الجامعة وتسببت في خسارتها لملايين الدنانير، على غرار فتح فرع جديد للجامعة في محافظة العقبة الجنوبية، وإنهاء خدمات مئات العاملين ضمن تسويات مالية عالية، مؤكداً أن الجامعة قبل أربع سنوات لم تكن تعاني من أي عجز أو مديونية. وحذر دعاس، من أن قرار رفع الرسوم الدراسية سيؤدي إلى حرمان الطلاب الفقراء من أي فرصة للتعلم الجامعي الرسمي.
وتبلغ مديونية جميع الجامعات الأردنية الرسمية قرابة 150 مليون دينار أردني (211 مليون دولار أميركي)، وهو المبلغ الذي يمكن تسديده من خلال تحويل الحكومة الأردنية للضرائب والرسوم التي تستوفيها من المواطنين لدعم الجامعات إلى حساب الجامعات الرسمية، كما يطالب رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب الأردني، النائب محمد القطاطشة.
وهتف المشاركون في الاعتصام ضد سياسات رفع الرسوم الجامعية واصفين الجامعات بالشركات، فيما أحضر من قرر من المعتصمين المبيت فراشاً لذلك.
وكان ناشطون طلابيون أطلقوا "هاشتاغ" قبل أيام من "يوم الغضب الطلابي"، على مواقع التواصل الاجتماعي، لتحريض الطلاب على المشاركة في الاعتصام.
وقال بيان الدعوة للاعتصام والمبيت، إن الفعالية ما هي إلا بداية لسلسة من الفعاليات الهادفة للنهوض بالحركة الطلابية، ووقف سيطرة رأس المال على التعليم.