فضيحة جديدة لدول الحصار: قرصنة باقة "بي إن سبورتس"

08 اغسطس 2017
(كينزو تريبوليارد/فرانس برس)
+ الخط -
تعيش الحرب الإعلامية المسلطة من قبل دول الحصار ضد قطر حالة فشلٍ مستمرة منذ بدء الأزمة نظراً لفقدان عدالة القضية مع تصدي الصحافيين السعوديين المغمورين لها.

لكن القشة التي قصمت ظهر البعير وأكدت قلة حيلة الطرف المحاصر هي إعلان إعلاميين رياضيين سعوديين محسوبين على النظام قناة رياضية تسمى باسم "بي آوت كيو" (beoutQ) وهي قناة رياضية تهدف بحسب القائمين عليها إلى كسر ما أسموه احتكار مجموعة قنوات "بي إن سبورتس" الرياضية لتغطية الدوريات والبطولات العالمية.

لكن المتابعين السعوديين فوجئوا بأن هذه القناة المزعومة ما هي إلا قرصنة لحقوق بث قنوات بي أن سبورت على الإنترنت مع إخفاء شعار مجموعة القنوات القطرية وإبداله بشعار القناة الوهمية الجديدة وطلب دفع مبلغ "زهيد" سنوياً نظير هذه القرصنة.
وأثارت "فضيحة" حادثة القرصنة ومحاولة الالتفاف على حقوق بث بي إن سبورت الشرعية حالة سخرية وسخط واسعة في أوساط الشارع الشبابي الرياضي السعودي الذي يعيش حالة من الإحباط في ظل قرار السلطات السعودية حجب قنوات بي أن سبورت ومعاقبة كل من يقوم بتشغيلها بالسجن واكتشافه أن الوعود التي أطلقها سعود القحطاني (مخطط السياسات الإعلامية في السعودية) حول كسر احتكار بي أن سبورت في بداية الأزمة ما هي إلا وعود زائفة في ظل ارتباط شبكة بي أن سبورتس بعقود مع الشركات الإقليمية والعالمية لنقل البطولات الأوروبية والعالمية.

واستغلت وسائل الإعلام السعودية فترة توقف الدوريات في بداية حصار قطر لتطلق وعوداً "وهمية" حول تأسيس شبكة قنوات رسمية تسمى PBS SPORT بعد تحالف مزعوم مع قنوات أبو ظبي لكسر سيطرة القناة القطرية على البطولات، لكن هذه الوعود تبين زيفها مع اقتراب موعد ابتداء البطولات من جديد.

وأدت حالة السخط العارم ضد القرصنة وحجب بي أن سبورتس ومحاولة استغلال جيوب المواطنين السعوديين ليقوموا بالدفع لخدمة "مسروقة" إلى قيام صحيفة الرياض (إحدى أكبر صحف البلاد) بحذف تغريداتها التي تروج للقناة كما قامت عدد من الحسابات الشهيرة والمحسوبة على الديوان الملكي السعودي بحذف تغريداتها حول الموضوع أيضاً.

واعترف الإعلامي الرياضي عبدالعزيز المريسل بأن القناة ما هي إلا مشروع قرصنة حيث قال بأن: "المواطنين الأبطال سيقومون بقرصنة كاملة على beinsport وسيبثون جميع المحتوى على قناة beoutQ بثاً فضائياً".

وأضاف: "بعد أسبوعين من الآن ستنزل رسيفرات (أجهزة استقبال) beoutQ في السوق ولن يكون هناك بث عبر الانترنت كما أشيع بل بث فضائي".

لكن خبراء تقنيين أكدوا أن القنوات ما هي إلا قرصنة عادية على الانترنت وستتعرض لعدد من قضايا الحقوق الفكرية التي لا يمكن التسامح معها في أي دولة في العالم وأن البث الفضائي هو مجرد وهم يطلقه المريسل، كما أن تطبيقات القناة المزعومة على متجر أبل وغوغل تعرضت للحذف على الفور بسبب مخالفتهما حقوق البث.

وتراجعت الإمارات عن قرارها حجب قنوات بي أن سبورت، فيما لم تقم دولتا مصر والبحرين بأي قرارات تجاه القناة وبقيت السعودية التي تمثل كرة القدم الجانب الترفيهي الوحيد لشبابها هي الدولة الوحيدة التي تقوم بمنع تشغيل قنوات بي أن سبورتس.

وقال المغرد وائل السيد: قنوات بي ان سبورت متواجدة بشكل رسمي في مصر والإمارات رغم كونهم من دول المقاطعة واحنا أكلناها بوعود وهمية وروابط.

لكن شباباً سعوديين قالوا على مواقع التواصل الاجتماعي إنهم جددوا بكل أريحية في محلات بيع أجهزة الاستقبال التي فتحت سوقاً سوداء يقبل عليها السعوديون بشدة نظراً لقرب ابتداء الموسم الرياضي، كما أن مجموعة قنوات بي أن قامت بتوفير خدمة الدفع عبر (الباي بال) لمواطني دول الحصار.

ويقود المستشار بالديوان الملكي ومسؤول السياسات الإعلامية السعودية سعود القحطاني الحرب الإعلامية على قطر والتي وصفت بالفاشلة والمتهورة، وقال إعلاميون سعوديون إن القحطاني من خلال قيامه بإطلاق قنوات بي آوت قطر المقرصنة أطلق مسمار النعش الأخير في مصداقية المؤسسات الإعلامية السعودية، وجعل من صورة الشباب السعودي أمام العالم كمحاصر يبحث عن أي مخرج لمشاهدة المباريات والدوريات الأوروبية، كما أنها أكدت شعبياً عدم ممانعة الحكومة السعودية انتهاج سياسة القرصنة رسمياً، وهو ما تتهمه بها الحكومة القطرية في واقعة اختراق وكالة الأنباء القطرية.



المساهمون