اتخذت قوى المعارضة السورية المسلّحة خطوة جديدة، اليوم الأحد، بهدف توحيد مساعيها للعمل ضمن مظلة واحدة، عبر الاتفاق على تشكيل مجلس لقيادة الثورة، ليكون الجسم الموحّد لها في مواجهة قوات النظام، التي حققت في الفترة الأخيرة، تقدماً على حساب قوات المعارضة، كان آخرها السيطرة على المدينة الصناعية في حلب.
ويأتي ذلك في وقت نفّذ "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، وعداً أطلقه، أمس السبت، بقصف مناطق النظام في دمشق، بينما انسحب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من قرية في الرقة، بعد تفخيخ عدد من منازل القرية.
وجاءت خطوة توحيد المعارضة تحت مسمى "واعتصموا"، بمبادرة عدد من العلماء وطلاب العلم، بهدف توحيد الفصائل العاملة في سورية، وبتوقيع كتائب بارزة منها إسلامية وأخرى تابعة لـ"الجيش الحر".
وأوضح بيان صادر عن الفصائل أن "المجلس سيختار قائداً له، وسيشكل مكاتب عسكرية وقضائية، تابعة له، خلال مدة لا تتجاوز الـ45 يوماً من تاريخه.
وحملت المبادرة توقيع فصائل عدة أهمها، "جيش الإسلام"، و"حركة حزم"، و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، "وجبهة ثوار سورية"، و"ألوية صقور الشام"، و"جيش المجاهدين"، و"حركة نور الدين الزنكي"، والفرقتان "13، 101".
وقال المتحدث العسكري باسم "الجبهة الإسلامية"، إسلام علوش لـ"العربي الجديد"، إنه "في ظل تراجع كتائب المعارضة أمام تقدم قوات النظام و"داعش"، أصبح لا بدّ من مبادرات الاتحاد والاعتصام"، راجياً أن تكون "المبادرة منقذة".
ورداً على سؤال انضمام فصيلي "جيش الإسلام"، و"ألوية صقور الشام"، لمجلس قيادة الثورة رغم توحّدهما في "الجبهة الإسلامية"، أوضح علوش أنه "لا مشكلة في ذلك". ولفت إلى أن "الجبهة تبادر إلى أي خطوة في سبيل توحيد الصف وبأي طريقة، سواء كانت داخل الجبهة أم كانت خارجها".
من جانبه، حذر مدير الفرقة 13 التابعة لـ"الجيش الحر"، أحمد السعود، في حديث مع "العربي الجديد"، من أن "دخول المعارضة في الانتماءات الفكرية والعقائدية والمناهج والدولة المدنية والإسلامية، سيدخلها في أطياف تجعل النظام مرتاحاً لما يجري، وهذا بدوره سيبعد المعارضة عن الهدف الرئيسي المتمثل بإسقاط النظام".
المعارضة تقصف النظام بدمشق
بالتزامن مع ذلك، علم "العربي الجديد" أن "مقاتلين اثنين من جيش الإسلام قضيا، جراء انفجار عبوة ناسفة في مدينة دوما بريف دمشق، بينما اغتال مجهولون قائد كتيبة "أسود الإسلام" العاملة في دمشق وريفها، أكرم سويداني، في جورة الشريباتي بحي العسالي، جنوبي دمشق".
وفي هذه الأثناء، سقط صاروخان من طراز "كاتيوشا" قرب مبنى رئاسة الوزراء في كفرسوسة، بينما سقط صاروخ آخر في محيط ساحة الأمويين، بالتزامن مع سقوط قذيفتي هاون، الأولى على حديقة الشيراتون، والثانية في حي المزة 86.
وكان "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، أحد فصائل المعارضة المقاتلة في ريف دمشق، أعلن، في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، أنه سيقصف المجمع الرئاسي في حي المالكي والمربع الأمني في كفرسوسة، والمناطق العسكرية والأمنية في منطقة المزة 86 بصواريخ "كاتيوشا" محلية الصنع.
وحذر المتحدث باسم "أجناد الشام"، وائل علوان، في بيان مسجل، أهالي دمشق من الاقتراب من الأماكن العسكرية، وقال "حرصاً منا على حياة المدنيين الآمنين، نطلب من الجميع عدم الاقتراب من الأماكن العسكرية، لكي لا يعرضوا أنفسهم للخطر".
وخلال اتصال مع "العربي الجديد"، أوضح علوان، أن "العملية بدأت منذ صباح الأحد، وستستمر لمدة أسبوع".
وحول الخشية من وقوع ضحايا من المدنيين بسبب ضيق الوقت لإخلاء محيط المناطق التي سيطالها القصف، أكد علوان أن "القصف سيطال فقط الأهداف الأمنية والعسكرية في المناطق التي ذكرها البيان".
ورداً على سؤال عن تعرض مثل هذه الهجمات لانتقادات تضعها على قدم المساواة مع ما يقوم به النظام، كون إحدى المناطق التي سيتم استهدافها يقطنها عدد من المدنيين، مثل حي المزة 86، قال علوان "إننا وبعد استطلاع طويل تأكدنا من أهدافنا الأمنية والعسكرية، ومنها المزة 86، التي لا يسكنها إلا عسكري أو أمني أو شبيح مجرم، وإننا نخلي المسؤولية الشرعية والقانونية ببياننا المنشور قبل القصف".
وأضاف "إننا نؤكد في الاتحاد الإسلامي على عصمة دماء المدنيين الأبرياء من أسلحتنا ونيراننا، وحرصنا على سلامتهم وتحييدهم عن الصراع، وما خرجنا إلا دفاعاً عن حقوقهم وحرياتهم".
داعش تنسحب من قرية بالرقة
في غضون ذلك، انسحب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من قرية "فيونطة" في الريف الغربي لمدينة تل أبيض، في محافظة الرقة، بعد أن أقدم على تفخيخ عدد من منازل القرية وتفجيرها، حسب ما نقل الناشط الإعلامي، سيبان خلو، لـ"العربي الجديد".
وكانت وحدات "حماية الشعب الكردية" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، أكدت في بيان لها، أمس السبت، "تفخيخ داعش كل البيوت وتحويلها إلى مزرعة للألغام".
وشهدت مدينة الرقة، مقتل مدنيين اثنين أحدهما طفل، وإصابة عدد آخر، إضافة إلى دمار في الأبنية السكنية، أمس السبت، جراء استهداف الطيران الحربي دواري الدلة والخضرة وسط المدينة، حسبما أوضح سمير الوالي، أحد أبناء مدينة الرقة، في اتصال مع "العربي الجديد".