فشل مبادرة حل الازمة في الانبار

07 فبراير 2014
+ الخط -

أعلن رئيسُ مجلس ثوار العشائر، الشيخ علي حاتم السليمان، يوم أمس الخميس، اتفاقَ شيوخ العشائر على رفض مبادرةِ الحكومةِ المحليةِ لحل الازمةِ في الانبار لانها لا تعبر عن أرادة ابناء الانبار، وذلك بعدما كان رئيس وزراء، نوري المالكي، قد كشف في خطابه الاسبوعي الاربعاء الماضي عن مبادرة ستطلقها محافظة الانبار المحلية لحل الازمة في المحافظة خلال الايام المقبلة وتعهد بتعويض الخسائر والاضرار التي تكبدها سكان المحافظة جراء العمليات العسكرية هناك.

ولا يعرف مدى جدية المالكي في حل الازمة في الانبار لان الجهات التي يصر على تكليفها للقيام بهذه المهمة باتت جزءاً من الازمة وليس الحل. فقد اطلقت عدة مبادرات قام بها سياسون بارزون لحل الازمة في المحافظة كان ابرزها مبادرة الزعيم السني رئيس البرلمان العراقي وزعيم كتلة "متحدون" اسامة النجيفي، في نهاية الشهر الماضي ومبادرة قد قام بها زعيم المجلس الاعلى الاسلامي، السيد عمار الحكيم، ولكنها لم تنجح لان المالكي يرفض اي مبادرة يطلقها منافسوه السياسيون كي لا تزيد من نجاحاتهم السياسية، وخصوصا ان الانتخابات على الابواب. ويفضل المالكي تخويل جهات موالية له في الحكومة المحلية للمحافظة  وبعض زعماء  العشائر مثل قائد صحوة الانبار الشيخ أحمد ابو ريشة وأمير قبائل الدليم الشيخ ماجد العلي السليمان الذين يقفون مع المالكي ويساندون قوات الجيش في قتاله ضد ثوار العشائر الغاضبة على الحكومة ومقاتلين من داعش. 

ويبدو ان رفض الحكومة المحلية وبعض زعماء العشائر التفاوض مع ثوار العشائر الذين يمسكون بالارض ويحملون السلاح ضد القوات الحكومية يفشل هذه المبادرات وخصوصا ان الثوار هم أيضا يرفضون التفاوض مع هؤلاء ويتهمونهم بالوقوف مع الحكومة. وكانت اخر مبادرة اطلقها بعض زعماء العشائر في الانبار والحكومة المحلية يوم الخميس الماضي. اذ قال ابو ريشة، في حديث الى وكالة "المدى برس"، ان "الحرب ضد ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) تتم من خلال الجيش والشرطة بدعم العشائر كافة من دون مسميات كالصحوة وغيرها"، مشيراً إلى أن "عشائر الأنبار مع سيادة الأمن والقانون وهيبة الدولة". وتتضمن المبادرة التي رفعت الى بغداد على سحب الجيش من محيط الرمادي وتسليم الملف الامي للشرطة المحلية. كما اكد ابو ريشة ان "العشائر أمهلت العناصر المسلحة أربعة أيام، لرمي السلاح والوقوف معها في مواجهة داعش، وهدر دم كل من ينتمي إلى ذلك التنظيم أو يساعده في استهداف أهل الأنبار".

وقد ادت العمليات العسكرية في المحافظة الى قتل وجرح العشرات من المدنيين ونزوح الالاف من مدينة الفلوجة بسبب القصف العشوائي من قبل قوات الجيش العراقي الذي يحاصر المدينة من عدة ايام لوجود مسلحين من عشائر المحافضة ناقمين على الحكومة اضافة الى مسلحين من الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش". وقد أكدت منظمة الاغاثة الانسانية في ناحية عامرية الفلوجة ان الناحية استقبلت ستة الاف نازح من مدينة الفلوجة منذ بدء العلميات العسكرية في الانبار وان اغلبهم يسكنون في المدارس ويعانون من نقص كبير في المساعدات الانسانية كالمواد الغذائية والطبية. يذكر ان بعثة الامم المتحدة الخاصة في العراق قد اكدت انها تواصل تقديم المساعدات لخمسة واربعين الف عائلة نازحة من محافظة الانبار.

ﻳﺸﺎر إﻟﻰ أن ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻷﻧﺒﺎر ﺗﺸهد ﻋﻤﻠﯿﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ واﺳﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق وﺗﻮﺗﺮاً ﺷﺪﻳﺪاً ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯿﺔ قيام الجيش برفع خيم اعتصامات الرمادي مركز محافظة الانبار بعد حوالي سنة على قيامها من اجل تحقيق بعض المطالب، كان ابرزها عدم التهميش والمساواة والغاء قانون (4-ارهاب) واطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين. وكان شرارتها القاء القبض على نائب البرلمان العراقي أحمد العلواني، احد اهم رموز الاعتصامات وقادتها بعد مواجهات عنيفة استخدمت الحكومة فيها قوات الرد السريع وباعداد كبيرة ادت الى مقتل شقيق العلواني وبعض افراد حمايته بالاضافة الى عنصر من تلك القوات.

دلالات
المساهمون