فريد الزاهي: مقاربات عربية للصورة

15 أكتوبر 2016
نور الدين الغماري/ المغرب
+ الخط -
تحت عنوان "من الحداثة إلى المعاصرة: مفارقات الصورة والتصوّر في الفن العربي"، يقدّم الناقد والباحث المغربي، فريد الزاهي، محاضرةً، مساء غدٍ الأحد، في "مركز راشد دياب للفنون" في الخرطوم.

يتناول الزاهي في محاضرته جدلية المعرفة البصرية من منظور عربي، وهو بذلك يخوض في مجاله الأثير؛ الصورة، والذي خصّص له عدداً من كتبه وأبحاثه الصادرة في دوريات عربية وأجنبية، لمقاربته من زوايا مختلفة، هو الذي يرى في دراسة له بعنوان "الصورة وتحليل الخطاب البصري في العالم العربي: من اللغة إلى المرئي"، أن "الصورة كيان مربك، بل ومخيف أحياناً، وكثرة الصور، التي تنتجها الآليات التلفزيونية وغيرها في عصر العولمة، تحوّل المشاهد إلى بالوعة للصور وتصيبه بالعمى".

صاحب "الحكاية المتخيّل" (2005)، يعتبر أن الصورة باتت تؤدّي وظيفة عكسية في العصر الحالي، وأن "عالم الصور الحالي يحوّل الكائنات إلى ذريعة، أي إلى مجرّد علامات يتم توليفها تبعاً لمنطق الحجب والكشف، وتبعا للعبة كبرى هي الاستمتاع بالصورة في حضورها، بحيث أن كل شيء يخضع لمنطق الحضور، وتتحوّل الصورة إلى حجاب لواقع تدّعي أنها المعبّرة الحقيقية عنه".

بالنسبة إلى مفهوم الصورة عربياً، يشير مدير "المعهد الجامعي للبحث العلمي" في الرباط في غير ما دراسة له أنه "بالرغم من أننا نعيش منذ أكثر من عقدين في مجتمع عربي بصري يطغى في التواصل بالوسائط البصرية الجديدة، فإن الصورة في العالم العربي لا تزال موضوعاً هامشياً في الممارسة الفكرية كما في الدراسات الأكاديمية".

ويشير إلى أنه في الوقت الذي تطوّرت المقاربات الأدبية منذ الخمسينيات في العالم العربي، لا نجد في المكتبات العربية، حتى حدود السبعينيات إلاّ كتابات نقدية باهتة عن السينما وعن تاريخ السينما العربية، وأقلّها عن الفن التشكيلي.

من هنا، يعزو الزاهي ما يصفه بالتخلّف الذي يعيشه الخطاب النقدي العربي على مستوى الخطاب البصري إلى عدم الاهتمام بنظريات الصورة، فلسفية كانت أو أنثربولوجية أو وصفية، وأيضاً عدم بلورة خطاب نقدي بصري ينزاح عن الخطاب النقدي الأدبي.

يُذكر أن الزاهي من مواليد 1960 في الدار البيضاء، وهو كاتب ومترجم وناقد فني، صدر له العديد من الدراسات والترجمات؛ من بينها: "الجسد والصورة والمقدّس في الإسلام" (1999)، و"النص والجسد والتأويل" (2004)، و"العين والمرآة" (2005).

من ترجماته: "علم النص" لـ جوليا كريستيفا (1992)، و"مواقع: حوارات مع جاك دريدا" (1992)، و"صيف في ستوكهولم" لـ عبد الكبير الخطيبي" (1992)، و"مرّاكش المدينة" لـ كلود أولييه”(1995)، و"الصورة وموتها" لـ ريجيس دوبريه (2002).

المساهمون