فرنسا: وزير الاقتصاد أصغر أعضاء فريق الحكومة وأكثرهم يمينيّةً

28 اغسطس 2014
هولاند وماكرون في الاليزيه (برتراند غيوي/ فرانس برس/Getty)
+ الخط -

يقول البعض إن الإعلان عن التشكيلة الوزارية لحكومة مانويل فالس الثانية في فرنسا، تأخر ثلاث ساعات لإزالة الاعتراضات وتخطي التحفظات التي أبداها بعض المقربين من الرئيس، فرانسوا هولاند، وبعض الوزراء لإسناد وزارة الاقتصاد إلى إمانويل ماكرون.

وكان هولاند قد أحجم عن إسناد وزارة الموازنة إلى ماكرون في حكومة فالس الأولى، لأن نقطة ضعفه الأساسية أنه لا يحظى بأي شرعية شعبية، ولم يترشح لأي انتخابات بلدية أو نيابية، فكافأه الرئيس لأنه من أوفى الأوفياء له.

وقد يكون ماكرون الورقة الرابحة الوحيدة في لعبة التوازنات التي اضطر هولاند وفالس إلى لعبها من أجل الحفاظ على الخط العام للسياسة الاقتصادية للعهد الاشتراكي في وجه المعترضين على سياسة التقشف القائمة على دعم سوق العرض والشركات بدلاً من دعم القوة الشرائية.

وقد يكون أيضاً اختيار هولاند ماكرون لخلافة ارنو مونتبورغ، الذي أسقطت انتقاداته للخيارات الاقتصادية حكومة فالس الأولى، رسالة واضحة للمطالبين بالتغيير، وقد اختصر هذه الرسالة في كلمته بالجلسة الأولى للحكومة الجديدة، بأنه صاحب خط سياسي واحد منذ توليه الرئاسة في العام 2012.

سياسة العرض ودعم الشركات هي السياسة التي دافع عنها دائماً وزير الاقتصاد الجديد، ماكرون، المتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة، فقد انضم إلى الحزب الاشتراكي في عمر الرابعة والعشرين على الرغم من بيئته البرجوازية، ورفض دراسة الطب على غرار والديه.

في عمر السادسة عشرة، ترك منزل والديه في مدينة اميان حيث كان يدرس عند الآباء اليسوعيين، وانتقل إلى باريس ليكمل دراسته الثانوية في ثانوية هنري الرابع، أشهر ثانويات باريس، ويعرف عنه عشقه للموسيقى فهو عازف بيانو، وقد درس الفلسفة والعلوم السياسية، وتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة التي تُعدّ كبار موظفي الدولة والسياسيين في فرنسا.

بعد تخرجه، عُيِّن مفتشاً مالياً، ومقرراً في لجنة جاك اتالي، التي أعدت تقريراً حول سبل تحرير النمو الاقتصادي في فرنسا، ولكنه اختار قطاع الأعمال، فتولى مناصب إدارية في القطاع المصرفي الخاص، آخرها في مصرف روتشيلد.

وعندما كان في الثلاثين من العمر، تولى إدارة ملف شراء شركة "نستليه" فرعاً من فروع شركة "بفيزر" لإنتاج حليب الأطفال، بقيمة اثني عشر مليار دولار محققاً لنفسه عمولة ضخمة.

ابن الأعوام الستة والثلاثين، أصغر أعضاء الفريق الحكومي سناً وأكثرهم ليبرالية اليوم، جمع حوله فريقاً من الشباب المنتمي إلى ما يعرف بتيار "الاشتراكية الليبرالية".

كان الرجل صلة الوصل بين الرئيس هولاند وأرباب العمل، وأدى دوراً أساسياً إلى جانب وزير الموازنة الجديد، ميشال سابان، في وضع البرنامج الانتخابي لهولاند خلال الحملة الانتخابية لرئاسات العام 2012، وقد شارك في اعداد الملفات الاقتصادية للرئيس الفرنسي خلال القمم الأوروبية السابقة.

لم يؤيد الوزير الجديد هولاند في بعض خياراته الاقتصادية، وعندما طرح الرئيس مشروعه لاقتطاع ضريبة من 75 في المئة من المداخيل التي تتخطى المليون يورو سنوياً، علق ماكرون بالقول "انها كوبا ولكن من دون شمسها".

تعرف إلى هولاند في العام 2006 عن طريق جان بيار جوييه الذي عينه نائباً له عندما أصبح الأخير أميناً عاماً لقصر الاليزيه. في يوليو/تموز الماضي استقال ماكرون لأنه أراد التفرغ للتأمل والتدريس في إحدى الجامعات الأميركية. حينها لم يكن التغيير الحكومي مطروحاً، فجاء تعيينه وزيراً للاقتصاد مفاجئاً للجميع، فهل ينجح في التوفيق بين سياسة الرئيس ونظرته إلى قطاع المال والأعمال، وهو من قال ذات مرة إن "المال عنصر من عناصر الحياة ولكن يجب ألا يصبح بمثابة الهوية، إنه وسيلة للحرية؟".

المساهمون