فرنسا.. عودة الصراعات السياسية الداخلية

23 يناير 2015
ساركوزي يهاجم الإجراءات الحكومية الجديدة (الأناضول)
+ الخط -
وجد الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، الفرصة سانحة بعد تصريحات رئيس الحكومة الحالي، مانويل فالس، المثيرة عن "الأبرتهايد"، والتي قرر بعد يومين، وبسبب ضغوط من أعضاء حكومته والحزب "الاشتراكي"، استبدالها بكلمة "الغيتو" أو"التمييز" أو"غياب الدولة"، للظهور في القناة الرسمية الثانية، وتقديم اقتراحاته حول طرق مكافحة الإرهاب والتطرف في فرنسا، وأيضاً التعبير عن أسفه لكلمة "الأبرتهايد"، التي رأى فيها، هو ومسؤولون آخرون في حزبه، استيراداً لكلمة "لا تليق بفرنسا".

ورأى ساركوزي أن التعبيرَ غيرُ مناسب، معتبراً أن إجراءات الحكومة في مجال خلق وظائف جديدة في الداخلية ليس هو الحل. وطالب بالعودة إلى نظام الساعات الإضافية لقوات الأمن.

وفي خطاب تُستخلص منه روح المزايدات الحزبية، قال ساركوزي إن فرنسا توجد "في حرب، وحضارتنا مهددة. وأخشى أن يظل التهديد خلال فترة طويلة. التهديد يوجد على أعلى مستوى". وخاطَبَ مسلمي فرنسا، قائلاً: "ما الذي يستطيع أن يفعله الإسلام من أجل الجمهورية".

وتترافق الدينامية السياسية الفرنسية مع ظهور بيان جديد للمَرْصَد "الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا" في فرنسا، عن ازدياد "مقلق" في الأعمال والاعتداءات ضد مسلمي فرنسا وأماكن عبادتهم، بعد التفجيرات الإرهابية الأخيرة في باريس.

ووثق المَرصَد حوالى 128 اعتداءً ضد المسلمين منذ أسبوعين، أي ما يعادل اعتداءات سنة 2014 بأكملها. ولا يتعلق الأمر، في الحقيقة، إلا بالشكاوى التي تتلقاها الشرطة والدرك، في حين أن الكثيرين يفضلون عدم الإبلاغ خوفاً من التبعات المترتبة عن ذلك.

وفي الشأن ذاته، أظهر استطلاع جديد حول "مكافحة كل أشكال التمييز" أجرته وكالة "سي إس أي" لموقع "أتلانتيك" الإعلامي؛ أن "80 في المائة من الفرنسيين يرون أن مسلمي فرنسا هم فرنسيون كغيرهم، ولكن مكافحة الأعمال والاعتداءات التي تَطَالُهُم لا ترقى إلى أولوية مكافحة الاعتداءات المعادية للسامية أو تلك التي تطال الفرنسيين البِيض".

وفي الاستطلاع نفسه، فإن مكافحة التمييز الإثني تأتي في أهمية مكافحة باقي أشكال التمييز الاجتماعي أو تمييز النوع. إذ أن 87 في المائة ضد التمييز الاجتماعي و84 في المائة ضد التمييز بين الرجل والمرأة، و81 في المائة ضد التمييز الإثني.

وكذلك أظهر الاستطلاع تقارُباً بين مواقف اليسار واليمين التقليدي، في حين أن المتعاطفين مع حزب "الجبهة الوطنية" يميلون إلى التشدد في رفض الآخر، وكمثال على هذا، مسألة التمييز الإثني، حيث يرفضها اليسار بنسبة 92 في المائة، واليمين التقليدي بنسبة 81 في المائة، بينما لا يرفضها سوى 54 في المائة من أنصار "الجبهة الوطنية" المتطرف.