وتخصصت الشبكة اللبنانية في تحويل أموال المخدرات إلى تجارة لبيع الساعات الثمينة، ولشراء مطاعم وفنادق فخمة في العاصمة الفرنسية باريس.
وبعد تحقيقات واسعة قامت بها الشرطة الفرنسية بتعاون مع نظيرتها الأميركية، قامت الشرطة بتفكيك هذه الشبكة والقبض على عدة مواطنين لبنانيين، كانوا يقومون بنقل الأموال وتبييضها من كولومبيا إلى لبنان عبر فرنسا.
وحسب صحيفتي "لوجورنال دو ديمانش" و"لوباريزيان"، فقد أقدم المحققون الفرنسيون على اعتقال عدة مشتبه في انتماءهم لهذه الشبكة في فرنسا، ودول أوروبية أخرى، غالبيتهم لبنانيون، ومنهم (أسامة ف) المتخصص في شراء السيارات الفاخرة في الضاحية الباريسية، و(علي ز) المتخصص في شراء السيارات الفاخرة في ألمانيا.
وشبهت الصحيفتان عمل هذه الشبكة بسيناريو يشبه الأفلام الهوليودية. ففي الجانب الكولومبي هناك عصابات متخصصة في تصدير الكوكايين إلى البلدان الأوروبية. وفي الجانب الأوربي، في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وهولندا وبلجيكا شبكة منظمة غالبية أفرادها لبنانيون يتسلمون عشرات ملايين اليوروهات من الأموال المتحصل عليها من بيع الكوكايين نقداً. ثم يشترون بها سيارات فاخرة وساعات ثمينة وسيارات يقومون ببيعها في الأراضي اللبنانية.
ويتم تجميع الأموال المحصل عليها في لبنان لتتم إعادة إرسالها إلى أشخاص لبنانيين مقيمين في كولومبيا، يقومون بتسليمها إلى عصابات المخدرات فيها، وتحديداً في مدينتي ميدلين وكالي. بعد أن تحولت من مال مخدرات "وسخ" إلى "أموال نقية".
للإشارة، سبق للقضاء فتح تحقيق بباريس في يناير/كانون الثاني عام 2015، بعد إشعار شرطة مكافحة المخدرات الأميركية الفرنسيين بتواجد أفراد شبكة لبنانية لتبييض الأموال في الأراضي الفرنسية، وأبلغ الأميركيون نظراءهم الفرنسيين بأنهم تمكنوا من وضع يدهم على 8 ملايين يورو بُعثت من لبنان إلى كولومبيا.
وفي ديسمبر من عام 2014 تم القبض على مشتبه فيه من جنسية لبنانية في هولندا على متن سيارة "تويوتا"، وتم العثور تحت مقعد السياقة على مبلغ نصف مليون يورو نقداً. كما قام المحققون الفرنسيون بعمليات مراقبة واسعة وتنصت على هواتف المشتبه فيهم الموجودين على الأراضي الفرنسية، وكلهم مواطنون لبنانيون قبل أن تلقي القبض عليهم مؤخراً.
وذكرت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، أن التحقيقات مع المشتبه في انتماءهم لهذه الشبكة أظهرت احتمال أن شخصيات مرتبطة بـ"حزب الله" اللبناني، وأيضاً شخصيات أخرى تدور في فلك عائلة سعد الحريري قد تكون استفادت من عمليات تبييض الأموال في الأراضي اللبنانية.