فرنسا تدعو لرعاية خاصة للأقليات في الشرق الأوسط

28 مارس 2015
فابيوس اعتبر أن وضع الأقليات بات خطيراً (فرانس برس)
+ الخط -
ناشد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الأمم المتحدة بوضع "ميثاق عمل لمعالجة وضع الأقليات في الشرق الأوسط". 

وحدد فابيوس في مؤتمر صحفي عقده، اليوم السبت، عقب جلسة "مطولة" لمجلس الأمن خصصت لموضوع الأقليات في الشرق الأوسط، أربع ركائز يجب أن يعتمد عليها ميثاق العمل.

ومن المفترض، وفقا لفابيوس، أن ينطلق الميثاق المطلوب فرنسياً، "من أهمية إعادة توطين وعودة اللاجئين من الأقليات إلى ديارهم وأراضيهم بشكل خاص، بدل خلق بدائل في مخيمات اللاجئين أو في الخارج".

وكان مجلس الأمن الدولي عقد في مقره بنيويورك، جلسة مداولات بحضور وزراء وسفراء الدول المختلفة للأمم المتحدة، حول "ضحايا الاعتداءات والهجمات على خلفية طائفية ودينية في الشرق الأوسط".

وكانت فرنسا التي ترأس مجلس الأمن، في دورته للشهر الجاري، قد دعت لعقد الجلسة الخاصة، والتي حضرها فابيوس.

واستمرت الجلسة المفتوحة لأكثر من سبع ساعات، وشارك فيها أكثر من سبعين متحدث على مستوى دبلوماسي عالٍ، إضافة إلى ممثلين لجماعات أو مؤسسات مختلفة كبطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس رفائيل الأول ساكو، وكذلك عضوة البرلمان العراقي "فيان دخيل".

وقال فابيوس إن "هناك محاولات لمحو أقليات دينية وعرقية في الشرق الأوسط، إن لإرهاب داعش خطة بسيطة ورهيبة وهي: تدمير كل أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف وتصفية أي تنوع".

ووصف ممارسات تنظيم داعش بـ "البربرية التي لا حدود لها". وحذر الوزير الفرنسي من "واقع في الشرق الأوسط قد تختفي فيه الأقليات بشكل كامل".

ولخص فابيوس الركائز الأربعة بالتالي: الدعم الإنساني، وفيه تركز الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة على عودة اللاجئين من الأقليات إلى أراضيهم، وتخصص صندوقاً لمساعدتهم على بناء ديارهم وبيوتهم وأماكن عبادتهم عند العودة .

أما الركيزة الثانية فهي عسكرية، وفي هذا الصدد طالب الوزير الفرنسي بإدراج مسألة عودة الأقليات إلى ديارهم، ضمن استراتيجية التحالف والقوات المحلية التي تحارب "داعش". كما تحدث الوزير الفرنسي "عن تأمين تلك المناطق بعد عودة اللاجئين إلى ديارهم، وخلق مناطق آمنة"، دون التوضيح ما إذا كان المقصود بذلك وضع الأقليات تحت حماية قوات الشرطة مثلاً.

اقرأ أيضاً: اجتماع في باريس للتضامن مع الأقليات في الشرق

وثالثاً، أكد فابيوس على أهمية ملاحقة مرتكبي الجرائم وعدم إفلاتهم من العقاب، مطالباً أن "يحاكم مرتكبو جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية".

أما البند الرابع فأدرجه الوزير الفرنسي تحت بند الحل السياسي، وتحدث فيه عن أهمية الدفاع عن كافة المجموعات وليس مجموعة واحدة فقط. ولذلك يجب دعم وتقوية المصالحة في العراق، وتشجيع عملية انتقال ديمقراطي يحتوي كافة الأطراف في سورية، ولا يشمل بشار الأسد، ولكن عناصر من نظامه ومن المعارضة المعتدلة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد افتتح الجلسة، معرباً عن قلقه الشديد إزاء تطور الأوضاع في الشرق الأوسط عامة وأوضاع الأقليات خاصة. وأكد الأمين العام أن النسيج الاجتماعي لعدة دول بأكلمها في الشرق الأوسط، "بات على المحك حيث يقع الآلاف من المدنيين ضحايا لتنظيم داعش".

وأكد بان كي مون أن مقاتلي "داعش" يستهدفون بصورة منهجية، أبناء الأقليات العرقية والدينية وكذلك أولئك الذين يختلفون معهم في تفسير النصوص الدينية ويعارضون رؤيتهم.

وأضاف "تنتشر تلك الأعمال في كل من العراق وسورية وليبيا وشهدناها في اليمن أخيراً، حيث ولد تفجير المساجد الأسبوع المنصرم عنفاً طائفياً إضافياً".

وناشد الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن والجهات الرسمية وغير الرسمية ذات النفوذ بالمنطقة، لمساعدة سكان المنطقة لاستعادة تنوع بلادهم التاريخي والإنساني.

كما أكد الأمين العام على أن الأمم المتحدة تعمل على وضع خطة عمل، ستطلقها خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر/أيلول القادم، بغية منع التطرف العنيف، مضيفاً: "نحن مصرون ونعمل أكثر من أي وقت مضى للحفاظ على التنوع في الشرق الأوسط".

وكان الأمين العام قد أعلن عن تشكيل "لجنة حكماء" لدراسة المشكلة، واقترح فابيوس أن تقدم النتائج في مؤتمر في باريس مستقبلاً.  

اقرأ أيضاً: مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم على الأقليات في العراق

المساهمون