واستقبل الرئيس الفرنسي ضيوفه على حاملة الطائرات "شارل ديغول"، الراسية في بحر تولون، وجرى عرض جوي وبحري للقوات الفرنسية، كما أولم هولاند على شرف الحضور، الذين بلغ عددهم نحو 800 شخص، من بينهم 150 من المحاربين القدامى.
وكان من أبرز الحضور الرئيس المالي، ابراهيم بوباكار، ورئيس ساحل العاج، الحسن واتارا، ورئيس الحكومة الجزائرية، عبد المالك سلال، ورئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران.
ومثّل الحاضرين 28 دولة، للاحتفال بذكرى الإنزال الذي بدأ في 15 أغسطس/آب 1944 واستمر حتى خريف العام نفسه، بمشاركة 450 ألف جندي.
وحيّا هولاند، أمام المدعوين، بالتحية الخاصة للقوات الفرنسية الحرة، وللذين دفعوا الدماء معهم من أجل التحرير، في مونت فارون على مرتفعات تولون. وشدد هولاند على واجب فرنسا تجاه الذين قدموا أرواحهم للحرية، ولم تردّ لهم الجميل.
يشار إلى أن الحكومة الفرنسية بدأت، أخيراً، بمعاملة جنود المستعمرات، بمثل معاملتها للجنود الفرنسيين، الذين كانت تعويضاتهم أكثر من تعويضات جنود المستعمرات، وهذا ما بدأ في مرحلة حكم الرئيس الأسبق، جاك شيراك.
وتحدث الرئيس الفرنسي في خطابه عن "صفحات مجيدة، وإرث الأبطال المعروفين"، مضيفاً "لكن، وفي معظم الوقت، هؤلاء الجنود مجهولين، وساهموا في تحرير بلدنا".
وقال هولاند: "قررت أن أترأس شخصياً هذه الاحتفالات، للحديث عن الماضي لإضاءة المستقبل". ولم يفت الرئيس الفرنسي أن يلمح إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها فرنسا، خصوصاً بعد الإعلان الرسمي الصادر، منذ أيام، عن تدني نسبة النمو بشكل كبير في أول وثاني فصل من هذا العام.
وكان هولاند قد عقد اجتماعاً، ظهر أمس الجمعة، مع رئيس الوزراء، مانويل فالس، أكد خلاله على أن "فرنسا هي خامس قوة اقتصادية في العالم، وهي تسعى من خلال الإصلاحات لأن تبقى على هذا المستوى لإبعاد الشكوك وإخراج البلاد من الأزمة".
يشار إلى أن حضور الجزائر لاحتفالات هذا العام مثّل إشارة لرفع مستوى العلاقات بين باريس والجزائر، وزيادة في تطبيعها، دون نسيان الماضي.