فرقة "الدب السوري".. قبل أن تنقرض الثورة

23 أكتوبر 2017
+ الخط -

هل تسمع بـ الدب البني السوري؟ هو من سلالة دببة شبه المنقرضة مع بداية القرن العشرين. ويقول سكان بلاد الشام إن هذا الدب الذي عاش في مناطق الجليل والجولان والغابات والجبال السورية شوهد للمرة الأخيرة ستينيات القرن الماضي، أي مع فترة وصول حزب البعث إلى السلطة في سورية، من هنا اعتمدت فرقة "الدب السوري" اسمها؛ حيث شوهد المواطن السوري بحسب رأيها لآخر مرة في ذلك الوقت، وهو منذ حينها شبه منقرض.

تتألف الفرقة (غير مُعلن عن هويته أعضائها) من مجموعة عازفين سوريين مقيمين في ألمانيا ويعرّفون عن أنفسهم بأنهم ثلاثة دببة من الذكور ودبة أنثى، أثر بهم مشهد القيامة الذي حدث في سوريا ، وقرروا أن يكونوا مؤثرين به أو أن يساعدوا في بلورة أفكاره.

في مجموعة الدب السوري، نستمع إلى أغاني بإمكانيات بسيطة من حيث الموسيقى وحتى ظروف الإنتاج، جملة أو جملتين موسيقيتين على الجيتار مع بعض المؤثرات الصوتية، تقدمت من خلالهم أغاني "يمل"، و"أهبل شيطان"، و"ارحل يا نظام"، و"أنا اسمي نظام"، و"يا حرية"، و"سيمو"، و"البطة في بابا عمرو"،  و"مشارك بالإضراب"، ومواضيع تناولت النظام السوري بشخص رئيسه بشار الأسد بشكل مباشر. وركزت على الحراك السلمي في البلاد. وبحسب الدبة السورية فهي وفرقتها كانوا يحاولون التهكم بطريقة تدخل السعادة إلى قلوب الناس، متجنبين أي كلمة ممكن أن تزيد بؤس السوريين بؤسًا .

من خلال أغنية "شارك بالإضراب"، عكست الفرقة رغبتها بالمساعدة في نشر الوعي حول أفكار الاحتجاج السلمي، وكان ذلك في فترة إضراب الكرامة الشهير نهاية 2011 وبداية 2012 ، وتابعت الفرقة عملها حتى أصدرت أخر أعمالها في بداية العام 2013، من دون الإعلان عن ذلك بشكل رسمي، ولم تتوجه هذه الفرقة إلى العمل التجاري والإنتاج أو الحفلات، كذلك بقيت أسماء أفرادها مجهولة حتى الآن، ولهم لقاء صحافي يتيم في عام 2014.

في نهاية المطاف، كان لفرقة الدب السوري من اسمها نصيب؛ فلم يسمع بها الكثير من السوريين رغم أنهم رددوا بشغف وحماس كلمات "لو كنت عامل بناء، لو كنت فاتح حلاق، لو كنت داير ع سواق، رح شارك بالإضراب"، وكذلك غنوا بحرقة قلب "الشعب مل من الأبد، والد وما ولد، راح يسترجع البلد من أنيابك يا أسد"، كما ضحكوا عندما قالوا له "يا بشار طلع الضو ، ما عاد نخاف من العو".

في شهر ديسمبر كانون الأول الماضي، قالت تقارير صحافية إن أنثى دب سوري بني شوهدت مع أولادها في منطقة نحلة على الحدود السورية اللبنانية (تابعة للبنان قضاء بعلبك)، وهو أول ظهور موثق لهذا الكائن الحي بعد 60 عامًا من الغياب عن المنطقة، فربما تكون هذه الفرقة الغنائية السورية واسمها نبوءة أو دلالة على مستقبل فصيلة الدب السوري التي تعتبر نادرة جدًا وعن مستقبل المواطن السوري وحريته.

المساهمون