فرص أخرى

12 ابريل 2019
فليب آلن/ المملكة المتحدة
+ الخط -


هذا التنوّع في جمال الجنس الأنثوي، يساهم في نجاح تكيّفنا مع الجنس البشري عامةً. أحياناً، يخيل إليك أن الجمال، هو محرّك التاريخ ـ على الأقل عند الفنانين. وبهذا لا خيانة لمقولة ماركس عن الاقتصاد، التي أثبت وسيثبت دورانُ القرون صحتها. فالجمال قرين الرفاهية أيضاً. وبناء عليه، عليك أن تحمد حظك، لأنك تحيا محاطاً بقوس قزح واسع من الجميل والأكثر جمالاً.

ألا تتحسّر أبداً، كونك تلقيت تربيتك الجمالية متأخّراً، تماشياً مع المثل السائد: أن يأتي الشيء متأخّراً، خيرٌ من ألا يأتي.

أواظب يومياً على النزول من البيت، والتجوال لساعات، في قلب المدينة، حيث أقيم، لأملأ عيناً لا تشبع.

إلهي!

لكأنّ جمال العالم كلّه موجود ههنا. هذه الملايين من فجاج الأرض قاطبةً، كيف يكتب تجلياتها شاعر؟

حتى الجمال، إنما هو، بزاوية ما، تحدٍ وعبء على الكاتب! ما من كتابة، في لغات الأرض جميعاً، تستطيع أن توفيه بعض حقه.

ويبدو أنه خُلق ليُعاش ويُنظر إليه ويُتأمل فيه، لا ليُكتب.

أصل إلى هذه المنطقة من التفكير، وأشعر بالراحة. فلست مقصّراً إذن. حاولت أن أكتب الجمال مراراً وفشلت. ربما لأن أداتي الرئيسية هي الكلمة، لا اللوحة أو الفيلم مثلاً. وسواء صدق تبرير كهذا أم لا، فعلى المرء ألا ينسى: من الأفضل أن تفشل بينما تكون على قيد الحياة، فثمة فرص أخرى!


* شاعر وكاتب فلسطيني مقيم في برشلونة

المساهمون