وتقاطعت تحذيرات "تجمع المهنيين السودانيين"، وهو الكيان المنظم للاحتجاجات، من أن يكون ما جرى انقلاب عسكري جديد، أو تغيير لإعادة الأوضاع القديمة، مع آراء العديد من السودانيين.
الناشط السياسي محمد الفاتح (37 عاماً)، ولعدم الإفراط في الفرح، لكون ما حدث لا يلبي تطلعات الشعب عامة، والشباب خاصة، أهاب بالسودانيين "مواصلة اعتصامهم أمام القيادة إلى حين توفير ضمانات من الجيش بتسليم السلطة لحكومة مدنية".
في المقابل، قال نادر الكردي (22 عاماً): "مهما كان القادم الجديد فهو بلا شك أفضل من البشير".
واستلم ضباط في الجيش السوداني إدارة التلفزيون الرسمي منذ الخامسة فجراً، وأعلنوا أنهم بصدد تلاوة بيان مهم للشعب السوداني، وهو ما تم بعد ذلك وأعلن الجيش فيه إطاحة نظام عمر البشير والتحفظ عليه مع تشكيل مجلس عسكري يتولّى إدارة البلاد لمدة عامين..
بدوره، يقول حسن أمين (62 عاماً)، إنه سبق وشهد انتفاضتين شعبيتين (أكتوبر/ تشرين الأول 1964 – إبريل/ نيسان 1985)، ولكن سعادته بما أنجزه الشباب المحتجون اليوم لا توصف، بحسبان حالة القمع الكبيرة التي جوبهوا بها.
وأضاف أنه يأمل في "إنتاج نظام يستصحب معه الشباب وتطلعاتهم في وطن حر وديمقراطي".
ووصل الرئيس البشير إلى الحكم بانقلاب عسكري، ومن ثم أضفى الشرعية على حكمه بانتخابات قاطعتها المعارضة وشككت بنتائجها في فترتين 2010 و2015.
أما ملاذ حسين (29 عاماً)، فلا تخفي أمنياتها بتوفير وظيفة تليق بمؤهلاتها الجامعية. وقالت إنه على الرغم من إنجازها الماجستير في الجيولوجيا من جامعة الخرطوم العريقة، لكنها ظلت تبحث ومنذ سنوات عن عملٍ من غير جدوى.
وكانت وزارة العمل السودانية قد قدّرت، في وقتٍ سابق، أعداد العاطلين من العمل بـ2 مليون سوداني.
وبعدما أطلق بوقاً طويلاً من سيارته ابتهاجاً بالتغيير، قال نصر الدين حسين (44 عاماً)، إنه يرتقب رفع السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب، ليتمكن من مواصلة أعماله التجارية مع الخارج دون تقييدات بنكية.
وتضع الولايات المتحدة السودان ضمن القوائم السوداء منذ العام 1993 بسبب استضافته لزعيم تنظيم "القاعدة".
وبعدما توقفت عن توزيع الحلوى، قالت نسرين الهادي (22 عاماً)، إنها تأمل في تحسن الأوضاع الاقتصادية والتمكن من أكمال زواجها من زميلها الذي يكبرها بعدة سنوات.
وكانت الشوارع قد ضاقت، منذ ساعات الصباح، بالسودانيين الصغار والكبار والنساء والأطفال، الذين تحركوا قبل بيان عوض بن عوف من المناطق القريبة من قيادة القوات المسلحة، مثل مناطق بري وكوبر وبحري، وعند الثامنة صباحاً التحمت الجموع مع بعضها البعض أمام قيادة القوات المسلحة.
وخارج محيط القيادة العامة بكيلومترات معدودة لم يختلف الوضع عن محيطها كثيراً، حيث الجموع تحتشد وأبواق السيارات تنطلق باستمرار تعبيراً عن الفرح بتحقق أبرز مطالب الحراك الشعبي، غير أنهم أحبطوا من البيان العسكري الذي تلاه نائب الرئيس البشير.
وقالت المواطنة خالدة علي، لـ"العربي الجديد"، من أمام منطقة الاعتصام: "اليوم هو عيد السودان بإجبار الرئيس المخلوع عمر البشير على التنحي، وسنواصل حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية"، وأكدت أن الشباب السوداني "قدم تضحيات كبيرة وصمد من أجل تحقيق حلمه في إسقاط النظام".
قصي عثمان، أحد الشبان القادمين من منطقة عطبرة، قال إنه ظل لمدة ثلاثة أيام موجوداً بالقيادة العامة للقوات المسلحة، وأوضح أنه قضى فيها 3 ليال من أجل تحقيق حلم كل شباب السودان، وهو إسقاط النظام، مشيرا، قبل إصدار بيان الجيش، إلى أن الشباب السوداني يعد أسعد اليوم بعد تحقيق الانتصار.