فرانسوا دوس: سيرة أخرى من التاريخ الثقافي

07 مارس 2020
(فرانسوا دوس)
+ الخط -

منذ أيام، صدر كتاب جديد للمؤرخ الفرنسي فرانسوا دوس (1950) بعنوان "بيير فيدال ناكيه.. حياة" عن منشورات "لا ديكوفارت"، وهو عمل يُضاف إلى سلسلة من المؤلفات السيَرية التي وضعها، ويظلّ أشهرها ما كتبه عن بول ريكور وميشيل دو سيرتو وجيل دولوز.

في "بيت أميركا اللاتينية" بباريس، يتحدّث المؤرخ الفرنسي عن عمله الجديد بداية من الساعة السابعة من مساء بعد غد الإثنين. في هذا العمل يعيد دوس بناء شخصية أحد أبرز المتخصّصين في التاريخ القديم، بيير فيدال ناكيه (1930 - 2006)، لكنه لا يقف فقط عند سيرته كباحث وأثري، بل يتناول بالخصوص مواقفه السياسية، حيث يصفه بأنه كان أحد أبرز من أحرجوا الدولة الفرنسية من خلال كشف أكاذيبها، خصوصاً تلك المتعلقة بالحرب في الجزائر سنوات الخمسينيات من القرن الماضي.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يخصّص فيه كتاباً دوس كتاباً بيوغرافياً لمؤرّخ؛ حيث أن أحد أشهر أعماله تناول سيرة أستاذه بيير نورا، وقد صدر العمل سنة 2011 وأصبح مرجعاً أساسياً في التأريخ للثقافة الفرنسية؛ إذ يكشف دوس كيف خرجت العلوم الإنسانية من دوائرها الأكاديمية الضيقة إلى مادة لكتب واسعة الانتشار، وكان نورا يمثّل حلقة وصل بين الجامعة ومنظومة النشر من خلال إشرافه على عدد من السلاسل الفكرية والتاريخية.

كما أن دوس قدّم تنويعات في كتابة السيرة أهمها في كتابه "جيل دولوز وفيلكس غاتاري" (2007)؛ حيث حاول بناء سيرة كل مفكر منهما من خلال تقاطع حياتهما ومشاغلهما، وهو ما جرّبه أيضاً في كتاب حول ريكور ودو سيرتو، علماً أنه سبق له قبل ذلك أن نشر سيرة كل واحد منهما.

تصبّ جميع هذه السير في النهج الذي اتخذه دوس منذ بداياته وهو كتابة "التاريخ الثقافي"، ومن المعلوم أن هذا الشكل من الكتابة التاريخية يجد صعوبة في الاعتراف من الجامعة، بسبب عدم توفّره على منهجيات مضبوطة. من برز أعماله في هذا السياق: "تاريخ البنيوية" (1991)، و"إمبراطورية المعنى: أنسنة العلوم الإنسانية" (2007)، و"ملحمة المثقفين الفرنسيين" (2018).

المساهمون