في قصيدته "الجميلات هن الجميلات" كتب الشاعر الفلسطيني محمود درويش: "الجميلات هُنَّ القويّات... يأس يضيء ولا يحترق". وجميلات مصر هنّ الثائرات اللواتي رابطن في ميدان التحرير في ثورة يناير 2011.
في ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، شاركت فتيات ونساء كثيرات من أجل وطن حرّ بلا ظلم ولا غلاء ولا توريث. وبالرغم مما واجههن من اتهامات وتحريض بالاعتداء عليهن، ففتيات مصر ونساؤها لم يتخلين عن الميدان يوماً، بل إنّ وجوهاً نسائية تحولت إلى أيقونات للثورة والعمل الحقوقي والسياسي والعام.
اليوم، بعد مرور ثماني سنوات على الثورة، لا يمكن مطلقاً استعادة الثورة من دون ذكر اسم كريمة الحفناوي، القيادية في حركة "كفاية"، والطبيبة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، ومنى سيف، مؤسسة مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين"، والإعلامية جميلة إسماعيل، والناشطة السياسية أسماء محفوظ، وغيرهن.
الصيدلانية المناضلة
كريمة الحفناوي، عضو مؤسس، وقيادية في حركة "كفاية" التي انطلقت أساساً لرفض مشروع التوريث، وأسهمت بشكل واسع في الحراك السياسي لسنوات تسبق اندلاع الثورة. كانت الحفناوي من أبرز قيادات الحركة الطلابية الوطنية الديموقراطية في السبعينيات، وكانت من مؤسسي نادي الفكر الاشتراكي في جامعة القاهرة. اعتقلت خمس مرات أثناء الدراسة. وسجلت يومياتها في كتاب أدبي بعنوان "يوميات صيدلانية" صدر في يونيو/ حزيران 2008. كتبت عددًا من المقالات والأعمدة في صحف الكرامة، وصوت الأمة، والدستور، والعربي الناصري.
شاركت الحفناوي في الحراك السياسي والمجتمعي المصري والعربي، في عدة مجالات، إذ شاركت في لجنة دعم الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، والحملة الدولية ضد المصالح الأميركية والصهيونية وضد العدوان الأميركي على العراق عام 2003، ولجنة الدفاع عن ضحايا العبّارة السلام عام 2006، ولجنة الدفاع عن الحق في الصحة وشعارها "ضد خصخصة التأمين الصحي" عام 2007، وائتلاف المصريين من أجل التغيير في إبريل/ نيسان 2009، والجمعية الوطنية للتغيير فبراير/ شباط 2010، كما شاركت في فعاليات اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية منذ عام 2007.
اقــرأ أيضاً
"ماهينور الثورة"
ماهينور المصري، ناشطة سياسية من الإسكندرية، ومحامية، وعضو في حركة الاشتراكيين الثوريين. من مواليد عام 1986، وقد اشتهرت بمواقفها المؤيدة للعمال وحقوقهم، فضلاً عن مشاركتها في ثورة 25 يناير. فتاة مصرية مرفهة عاشت في دولة خليجية منذ صغرها، وتخرجت من كلية الحقوق. سُجنت على خلفية قانون التظاهر المصري، وجرى تأييد الحكم عليها في 20 مايو/ أيار 2016، بالحبس عامين والغرامة 50 ألف جنيه، بتهمة التظاهر من دون تصريح، والاعتداء على قوات الأمن، على خلفية مشاركتها في وقفة تضامنية بالتزامن مع محاكمة المتهمين بقتل خالد سعيد في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2015. خلال فترة اعتقالها الأخيرة، أعلنت إضرابها عن الطعام بالتزامن مع حملة "الأمعاء الخاوية" التي دعت إليها حملات سياسية وحقوقية، تهدف إلى إسقاط قانون التظاهر.
في تاريخ 26 يونيو/ حزيران 2016، وأثناء حبسها، أعلنت لجنة "جائزة لودوفيك تراريو" منحها نسخة العام 2014، وذلك على خلفية دفاعها عن حقوق الإنسان، وكونها سجنت في عهد ثلاثة رؤساء لمصر. فقد جرى اعتقال ماهينور المصري في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وعهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وصولاً إلى عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. أودعت في السجن للمرة الأولى في حياتها في عهد مبارك، وذلك في سجن برج العرب على خلفية ثورة يناير. وأودعت في السجن نفسه في عهد مرسى بتهمة اقتحام قسم شرطة رمل أول، وإتلاف محتوياته مع 12 ناشطاً وحقوقياً ذهبوا للتضامن مع عدد من شباب حزب الدستور، الذين ألقي القبض عليهم بعد تظاهرهم أمام مقر الحرية والعدالة بالإسكندرية. وأخيراً ألقي القبض عليها في عهد السيسي على خلفية قانون التظاهر، قبل أن تخرج من السجن في 14 أغسطس/ آب 2016. وتشتهر ماهينور بجملتها: "إحنا ما بنحبش السجون لكن ما بنخافش منها" وتلقب بـ"ماهينور الثورة المصرية".
"ماعت"
منى سيف، ناشطة سياسية ومؤسسة مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" التي تتبنّى قضية الدفاع عن جميع المدنيين المحالين للقضاء العسكري. هي ابنة المحامي الحقوقي البارز أحمد سيف الإسلام، والسياسية البارزة ليلى سويف عضو حركة استقلال الجامعات وحركة "كفاية"، وشقيقة الناشط السياسي المعتقل علاء عبد الفتاح، وشقيقة الناشطة السياسية سناء سيف.
إلى جانب كونها باحثة بيولوجية متخصصة في دراسة مرض السرطان، أنشأت سيف مجموعتها بعد شهرين فقط من تولي المجلس العسكري قيادة البلاد خلفاً لمبارك. لجأت في التعبير عن قضيتها، في بداية الأمر، إلى النشر عبر مدونتها التي حملت عنوان "ماعت"، وفيها سردت الكثير من وقائع قيام الشرطة العسكرية باستخدام القوة في فض اعتصامات ميدان التحرير واعتقال الثوار وتحويلهم إلى محاكمات عسكرية. وركزت منى على المعتقل كإنسان وليس كرقم، فكانت عبر المدونة تروي قصص أناس خلف قضبان "العسكري". كذلك، تضمنت المدونة تفاصيل عايشتها في ميدان التحرير على مدار ثلاث سنوات من عمر الثورة، عن الثوار وأطفال الشوارع وسيكولوجية الميدان. وفي يونيو/ حزيران 2012 اختارها البرلمان الهولندي، ضمن قائمة من خمسة حقوقيين، للفوز بجائزة "المدافعون عن حقوق الإنسان في الخطوط الأمامية". يشار إلى أنّ منى ولدت، حين كان والدها معتقلاً.
اقــرأ أيضاً
ضد التوريث
جميلة إسماعيل، إعلامية وسياسية، ومقدمة برامج تلفزيونية، من مواليد 6 إبريل/ نيسان 1966. ناشطة في الجمعية الوطنية للتغيير التي ترأّسها محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعضو في لجنة المائة بحزب الدستور الذي تزعمه البرادعي إبان ثورة يناير. أنهت مسيرتها في حزب الدستور، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، عبر إعلانها عن تجميد عضويتها فيه، وتسليم نفسها للتحقيق مع باقي الداعين إلى التظاهر أمام مجلس الشورى لرفض قانون التظاهر، تضامناً مع من ألقي القبض عليهم في التظاهرة. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2010، أعلنت عن نيتها الترشح لانتخابات مجلس الشعب عن دائرة قصر النيل في أول انتخابات برلمانية تخوضها، أمام مرشح الحزب الوطني المنحل.
قادت حملة قوية داخل وخارج مصر من أجل الإفراج عن زوجها السابق، الإعلامي والسياسي، أيمن نور، وللحفاظ على كيان حزب الغد عندما كان رئيساً له، كما ألقت خطاباً أمام البرلمان الأوروبي للتعريف بقضية زوجها. وكانت إسماعيل من أوائل الداعيات للتغيير في عهد الرئيس المخلوع مبارك، وقد شاركت في العديد من الحركات الاحتجاجية ضد مشروع التوريث. واختيرت في عام 2012 من ضمن أهم أربع نساء مؤثرات في الربيع العربي ضمن "جائزة أخوات الربيع العربي" من قبل هيئة الإذاعة البريطانية.
نادي الـ500
أسماء محفوظ، ناشطة سياسية من مؤسسي حركة شباب 6 إبريل، ومن أنشط الداعين لتظاهرات 25 يناير 2011، كما أنّها أحد أعضاء حزب التيار المصري. وهي من مواليد عام 1985. في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، اختيرت ضمن خمسة من ناشطي الثورات العربية الذين فازوا بـ"جائزة ساخاروف" التي يمنحها الاتحاد الأوروبي. وقالت: "ينبغي أن تذهب هذه الجائزة إلى جميع الشباب المصريين، والناس الذين ضحوا بحياتهم" مضيفة أمام البرلمان: "لن نخونهم، وسوف نستمر في المُضيّ على طول الطريق الذي كانوا قد ساروا فيه، ونحن نريد أن نتأكد من أنّ حلمهم قد تم تحقيقه". حصلت على المرتبة 381 بين أقوى 500 شخصية عربية طبقاً لمجلة "أرابيان بزنس" عن دورها خلال أحداث الثورة والأحداث التي أعقبتها.
في يوم 14 أغسطس/ آب 2011 مثلت أسماء محفوظ أمام النيابة العسكرية المصرية التي حققت معها بتهمة الإساءة إلى المجلس العسكري لما تكتبه على حسابها في "تويتر"، وفي ما بعد، قررت النيابة إخلاء سبيلها بكفالة مالية. وبعد الإفراج عنها، كتبت أسماء على صفحتها على تويتر: "يسقط يسقط حكم العسكر". وكان محاميها آنذاك، حسام عيسى، الموالي حاليا لنظام السيسي. حكم عليها غيابياً في مارس/ آذار 2012، لكنّ محكمة الاستئناف أسقطت هذا الحكم القاضي بإدانتها في مايو/ أيار 2012. مع ذلك، تعرضت محفوظ لمزيد من المضايقات والتهديدات والمراقبة، بعد انتخاب السيسي عام 2014. أعقبت ذلك الانتخاب حملة قمع شديدة استهدفت في البداية جماعة الإخوان المسلمين، ثم توسعت لمهاجمة الأصوات الناقدة والرموز الأكثر شهرة في ثورة 25 يناير، وحركة شباب 6 إبريل، التي تنتمي إليها محفوظ، والتي جرى حظرها من قبل محكمة مصرية في إبريل/ نيسان 2014. وفي عام 2015 انخرطت أسماء محفوظ في الحركة الجديدة "بداية" وخضعت جنباً إلى جنب مع المؤسسين للتحقيق في مايو/ أيار 2015 بتهمة "التحريض على تقويض نظام الدولة" كما منعت من السفر.
اقــرأ أيضاً
الطبيبة الشجاعة
منى مينا، واحدة من أبرز النساء في العمل السياسي والنقابي في مصر. اسمها محفور في ذاكرة ووجدان كلّ من مرّ في يناير وما سبقه وما تلاه. لم تتوقف يوماً عن خوض المعارك والانتصار للمبادئ والدفاع عن الحقوق. ولدت منى معين مينا غبريال، في 26 يونيو/ حزيران 1958. هي طبيبة وناشطة تشغل منصب المنسق العام لحركة "أطباء بلا حقوق"، وكانت سابقاً الأمين العام لنقابة الأطباء، وعضو مجلس النقابة، والتي اكتسحت انتخابات التجديد النصفي بالنقابة. أسست مع مجموعة من الأطباء حركة "أطباء بلا حقوق" للمطالبة بحقوق الأطباء، وهي الحركة التي شكلت نواة تيار الاستقلال داخل نقابة الأطباء المصرية، التي أصبحت أمينها العام في ما بعد، كأول سيدة في تاريخ النقابة تفوز بهذا المنصب الذي شغلته خلال عامين متتابعين، قبل أن تستقيل منه وتكتفي بعضويتها في مجلس النقابة.
برز دورها أثناء ثورة يناير بتنظيم عمل المستشفيات الميدانية التي انتشرت في كلّ مواقع الاشتباكات في ميدان التحرير وغيره، لعلاج المصابين والجرحى من الثوار. وشاركت في إضرابات الأطباء في مايو/ أيار 2011، وأكتوبر/ تشرين الأول 2012، وفي 2014 للمطالبة، بتحسين الأجور، وتأمين المستشفيات، ورفع ميزانية الصحة، وحلّ مشكلة الاعتداء على المستشفيات، وبحث قضية بدل العدوى، وغيرها من القضايا النقابية المهمة. وقد صفها زوجها المهندس سعيد أبو طالب، بأنّها "إنسانة بمعنى الكلمة، وشجاعة إلى أقصى مدى، تبكي برقّة عندما ترى ضعيفاً يحتاج المساعدة".
اليوم، بعد مرور ثماني سنوات على الثورة، لا يمكن مطلقاً استعادة الثورة من دون ذكر اسم كريمة الحفناوي، القيادية في حركة "كفاية"، والطبيبة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، ومنى سيف، مؤسسة مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين"، والإعلامية جميلة إسماعيل، والناشطة السياسية أسماء محفوظ، وغيرهن.
الصيدلانية المناضلة
كريمة الحفناوي، عضو مؤسس، وقيادية في حركة "كفاية" التي انطلقت أساساً لرفض مشروع التوريث، وأسهمت بشكل واسع في الحراك السياسي لسنوات تسبق اندلاع الثورة. كانت الحفناوي من أبرز قيادات الحركة الطلابية الوطنية الديموقراطية في السبعينيات، وكانت من مؤسسي نادي الفكر الاشتراكي في جامعة القاهرة. اعتقلت خمس مرات أثناء الدراسة. وسجلت يومياتها في كتاب أدبي بعنوان "يوميات صيدلانية" صدر في يونيو/ حزيران 2008. كتبت عددًا من المقالات والأعمدة في صحف الكرامة، وصوت الأمة، والدستور، والعربي الناصري.
شاركت الحفناوي في الحراك السياسي والمجتمعي المصري والعربي، في عدة مجالات، إذ شاركت في لجنة دعم الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، والحملة الدولية ضد المصالح الأميركية والصهيونية وضد العدوان الأميركي على العراق عام 2003، ولجنة الدفاع عن ضحايا العبّارة السلام عام 2006، ولجنة الدفاع عن الحق في الصحة وشعارها "ضد خصخصة التأمين الصحي" عام 2007، وائتلاف المصريين من أجل التغيير في إبريل/ نيسان 2009، والجمعية الوطنية للتغيير فبراير/ شباط 2010، كما شاركت في فعاليات اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية منذ عام 2007.
"ماهينور الثورة"
ماهينور المصري، ناشطة سياسية من الإسكندرية، ومحامية، وعضو في حركة الاشتراكيين الثوريين. من مواليد عام 1986، وقد اشتهرت بمواقفها المؤيدة للعمال وحقوقهم، فضلاً عن مشاركتها في ثورة 25 يناير. فتاة مصرية مرفهة عاشت في دولة خليجية منذ صغرها، وتخرجت من كلية الحقوق. سُجنت على خلفية قانون التظاهر المصري، وجرى تأييد الحكم عليها في 20 مايو/ أيار 2016، بالحبس عامين والغرامة 50 ألف جنيه، بتهمة التظاهر من دون تصريح، والاعتداء على قوات الأمن، على خلفية مشاركتها في وقفة تضامنية بالتزامن مع محاكمة المتهمين بقتل خالد سعيد في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2015. خلال فترة اعتقالها الأخيرة، أعلنت إضرابها عن الطعام بالتزامن مع حملة "الأمعاء الخاوية" التي دعت إليها حملات سياسية وحقوقية، تهدف إلى إسقاط قانون التظاهر.
في تاريخ 26 يونيو/ حزيران 2016، وأثناء حبسها، أعلنت لجنة "جائزة لودوفيك تراريو" منحها نسخة العام 2014، وذلك على خلفية دفاعها عن حقوق الإنسان، وكونها سجنت في عهد ثلاثة رؤساء لمصر. فقد جرى اعتقال ماهينور المصري في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وعهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وصولاً إلى عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. أودعت في السجن للمرة الأولى في حياتها في عهد مبارك، وذلك في سجن برج العرب على خلفية ثورة يناير. وأودعت في السجن نفسه في عهد مرسى بتهمة اقتحام قسم شرطة رمل أول، وإتلاف محتوياته مع 12 ناشطاً وحقوقياً ذهبوا للتضامن مع عدد من شباب حزب الدستور، الذين ألقي القبض عليهم بعد تظاهرهم أمام مقر الحرية والعدالة بالإسكندرية. وأخيراً ألقي القبض عليها في عهد السيسي على خلفية قانون التظاهر، قبل أن تخرج من السجن في 14 أغسطس/ آب 2016. وتشتهر ماهينور بجملتها: "إحنا ما بنحبش السجون لكن ما بنخافش منها" وتلقب بـ"ماهينور الثورة المصرية".
"ماعت"
منى سيف، ناشطة سياسية ومؤسسة مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" التي تتبنّى قضية الدفاع عن جميع المدنيين المحالين للقضاء العسكري. هي ابنة المحامي الحقوقي البارز أحمد سيف الإسلام، والسياسية البارزة ليلى سويف عضو حركة استقلال الجامعات وحركة "كفاية"، وشقيقة الناشط السياسي المعتقل علاء عبد الفتاح، وشقيقة الناشطة السياسية سناء سيف.
إلى جانب كونها باحثة بيولوجية متخصصة في دراسة مرض السرطان، أنشأت سيف مجموعتها بعد شهرين فقط من تولي المجلس العسكري قيادة البلاد خلفاً لمبارك. لجأت في التعبير عن قضيتها، في بداية الأمر، إلى النشر عبر مدونتها التي حملت عنوان "ماعت"، وفيها سردت الكثير من وقائع قيام الشرطة العسكرية باستخدام القوة في فض اعتصامات ميدان التحرير واعتقال الثوار وتحويلهم إلى محاكمات عسكرية. وركزت منى على المعتقل كإنسان وليس كرقم، فكانت عبر المدونة تروي قصص أناس خلف قضبان "العسكري". كذلك، تضمنت المدونة تفاصيل عايشتها في ميدان التحرير على مدار ثلاث سنوات من عمر الثورة، عن الثوار وأطفال الشوارع وسيكولوجية الميدان. وفي يونيو/ حزيران 2012 اختارها البرلمان الهولندي، ضمن قائمة من خمسة حقوقيين، للفوز بجائزة "المدافعون عن حقوق الإنسان في الخطوط الأمامية". يشار إلى أنّ منى ولدت، حين كان والدها معتقلاً.
ضد التوريث
جميلة إسماعيل، إعلامية وسياسية، ومقدمة برامج تلفزيونية، من مواليد 6 إبريل/ نيسان 1966. ناشطة في الجمعية الوطنية للتغيير التي ترأّسها محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعضو في لجنة المائة بحزب الدستور الذي تزعمه البرادعي إبان ثورة يناير. أنهت مسيرتها في حزب الدستور، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، عبر إعلانها عن تجميد عضويتها فيه، وتسليم نفسها للتحقيق مع باقي الداعين إلى التظاهر أمام مجلس الشورى لرفض قانون التظاهر، تضامناً مع من ألقي القبض عليهم في التظاهرة. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2010، أعلنت عن نيتها الترشح لانتخابات مجلس الشعب عن دائرة قصر النيل في أول انتخابات برلمانية تخوضها، أمام مرشح الحزب الوطني المنحل.
قادت حملة قوية داخل وخارج مصر من أجل الإفراج عن زوجها السابق، الإعلامي والسياسي، أيمن نور، وللحفاظ على كيان حزب الغد عندما كان رئيساً له، كما ألقت خطاباً أمام البرلمان الأوروبي للتعريف بقضية زوجها. وكانت إسماعيل من أوائل الداعيات للتغيير في عهد الرئيس المخلوع مبارك، وقد شاركت في العديد من الحركات الاحتجاجية ضد مشروع التوريث. واختيرت في عام 2012 من ضمن أهم أربع نساء مؤثرات في الربيع العربي ضمن "جائزة أخوات الربيع العربي" من قبل هيئة الإذاعة البريطانية.
نادي الـ500
أسماء محفوظ، ناشطة سياسية من مؤسسي حركة شباب 6 إبريل، ومن أنشط الداعين لتظاهرات 25 يناير 2011، كما أنّها أحد أعضاء حزب التيار المصري. وهي من مواليد عام 1985. في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، اختيرت ضمن خمسة من ناشطي الثورات العربية الذين فازوا بـ"جائزة ساخاروف" التي يمنحها الاتحاد الأوروبي. وقالت: "ينبغي أن تذهب هذه الجائزة إلى جميع الشباب المصريين، والناس الذين ضحوا بحياتهم" مضيفة أمام البرلمان: "لن نخونهم، وسوف نستمر في المُضيّ على طول الطريق الذي كانوا قد ساروا فيه، ونحن نريد أن نتأكد من أنّ حلمهم قد تم تحقيقه". حصلت على المرتبة 381 بين أقوى 500 شخصية عربية طبقاً لمجلة "أرابيان بزنس" عن دورها خلال أحداث الثورة والأحداث التي أعقبتها.
في يوم 14 أغسطس/ آب 2011 مثلت أسماء محفوظ أمام النيابة العسكرية المصرية التي حققت معها بتهمة الإساءة إلى المجلس العسكري لما تكتبه على حسابها في "تويتر"، وفي ما بعد، قررت النيابة إخلاء سبيلها بكفالة مالية. وبعد الإفراج عنها، كتبت أسماء على صفحتها على تويتر: "يسقط يسقط حكم العسكر". وكان محاميها آنذاك، حسام عيسى، الموالي حاليا لنظام السيسي. حكم عليها غيابياً في مارس/ آذار 2012، لكنّ محكمة الاستئناف أسقطت هذا الحكم القاضي بإدانتها في مايو/ أيار 2012. مع ذلك، تعرضت محفوظ لمزيد من المضايقات والتهديدات والمراقبة، بعد انتخاب السيسي عام 2014. أعقبت ذلك الانتخاب حملة قمع شديدة استهدفت في البداية جماعة الإخوان المسلمين، ثم توسعت لمهاجمة الأصوات الناقدة والرموز الأكثر شهرة في ثورة 25 يناير، وحركة شباب 6 إبريل، التي تنتمي إليها محفوظ، والتي جرى حظرها من قبل محكمة مصرية في إبريل/ نيسان 2014. وفي عام 2015 انخرطت أسماء محفوظ في الحركة الجديدة "بداية" وخضعت جنباً إلى جنب مع المؤسسين للتحقيق في مايو/ أيار 2015 بتهمة "التحريض على تقويض نظام الدولة" كما منعت من السفر.
الطبيبة الشجاعة
منى مينا، واحدة من أبرز النساء في العمل السياسي والنقابي في مصر. اسمها محفور في ذاكرة ووجدان كلّ من مرّ في يناير وما سبقه وما تلاه. لم تتوقف يوماً عن خوض المعارك والانتصار للمبادئ والدفاع عن الحقوق. ولدت منى معين مينا غبريال، في 26 يونيو/ حزيران 1958. هي طبيبة وناشطة تشغل منصب المنسق العام لحركة "أطباء بلا حقوق"، وكانت سابقاً الأمين العام لنقابة الأطباء، وعضو مجلس النقابة، والتي اكتسحت انتخابات التجديد النصفي بالنقابة. أسست مع مجموعة من الأطباء حركة "أطباء بلا حقوق" للمطالبة بحقوق الأطباء، وهي الحركة التي شكلت نواة تيار الاستقلال داخل نقابة الأطباء المصرية، التي أصبحت أمينها العام في ما بعد، كأول سيدة في تاريخ النقابة تفوز بهذا المنصب الذي شغلته خلال عامين متتابعين، قبل أن تستقيل منه وتكتفي بعضويتها في مجلس النقابة.
برز دورها أثناء ثورة يناير بتنظيم عمل المستشفيات الميدانية التي انتشرت في كلّ مواقع الاشتباكات في ميدان التحرير وغيره، لعلاج المصابين والجرحى من الثوار. وشاركت في إضرابات الأطباء في مايو/ أيار 2011، وأكتوبر/ تشرين الأول 2012، وفي 2014 للمطالبة، بتحسين الأجور، وتأمين المستشفيات، ورفع ميزانية الصحة، وحلّ مشكلة الاعتداء على المستشفيات، وبحث قضية بدل العدوى، وغيرها من القضايا النقابية المهمة. وقد صفها زوجها المهندس سعيد أبو طالب، بأنّها "إنسانة بمعنى الكلمة، وشجاعة إلى أقصى مدى، تبكي برقّة عندما ترى ضعيفاً يحتاج المساعدة".