فتوحات مستعجلة

17 ابريل 2015
"بدون عنوان"، أمل قناوي/ مصر
+ الخط -

ترى، لو صدق كل النقاد والصحافيين الثقافيين والأدباء والشعراء، الذين قالوا يوماً عن كاتب جديد، روائي أو شاعر، إنه يشق طريقاً جديداً في "منجزه" الأدبي أو الفني، أو أن ديوانه ذاك أو روايته تلك، طريق جديد في الشعر والأدب في بلد ما أو في تاريخ الأدب العربي برمته.

لو صدق كل أولئك، ولم يكن حديثهم مجرد تعليق ممجوج للفت الانتباه إلى شابة أو شاب يدرج في معترك مزدحم، أو تملّقاً لمن اعترك واعترك ولم يحصد شيئاً. لو صدقوا، فأغلب الظن أننا اليوم في قلب متاهة طرق شيطانية.

ادّعاء الدرب الجديد والأسلوب الجديد والتقنية غير المسبوقة، وإن كان غاية مُنى المنقود ونهاية أربه، يظل متصلاً باستعلاء يمارسه الناقد، حين يشيع شعوراً بإجهازه على كل ما طرح وما هو مطروح من أساليب وطرائق وتقنيات، وفوق ذلك هو قادر على أن يحدد الجديد الفريد من القديم المكرور، وأن يميّز الجديد العابر من الجديد المؤسس.

البديهي أن الدرب لا يغدو درباً إلا بالدربة والمواظبة، ولا يغدو الطريق طريقاً إلا بطرق الطارقين لسنوات وسنوات، وهذا ما لا يتابعه النقاد المستعجلون المتقلّبون، ولا يرصدونه في منجز من رأوهم أصحاب طرق جديدة. ولذلك يمكن القول إن متاهة الطرق الشيطانية تلك، خاوية أيضاً، إلا من رمل تذروه الريح وكرات أعشاب متدحرجة.

المساهمون