فتحية زموري.. خيميائية في "أرض الصلصال"

05 أكتوبر 2018
فتحية زموري/ المغرب
+ الخط -

تحت عنوان "أرض الصلصال"، انطلق قبل أيام معرض الفنانة التشكيلية، فتحية زموري (1966) ضمن تظاهرة "بطاقة بيضاء" التي تقيمها "مؤسسة الإيداع والتدبير" في الرباط. ويتواصل المعرض حتى 17 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

العنوان يلخص الثيمة التي تتناولها الفنانة المغربية والتي ترتبط بـ تراجيديا الإنسان المعاصر الباحث عن مكان أو أرض أو حالة ثبات من خلال الهجرات والنزوح والتنقلات، أما مادة الصلصال فترى أنها "رمز لمجهود الفنان وعمله على مادته الخاصة كانعكاس للمحيط".

في "أرض الصلصال"، تشتغل زموري بمادة الطين لتقارب ثيمة الأرض، مع فنانين آخرين هم يونس أتبان، ومصطفى أزروال وسكينة عزيز الإدريسي وامبارك بوهشيشي.

موضوع الأرض كان هاجس زموري في معارضها خلال السنوات الأخيرة، ففي معرضها الذي أقامته العام الماضي تحت عنوان "نشيد دولة انتقالية"، تكونت كل الأعمال من ثلاثة عنصار أساسية: الخلفية البيضاء، والمساحة السوداء عليها والتي قد تكون مربعة أو دائرية، ثم حالة من الانفجار الأزرق في المربع الأسود، تدفُّق يشبه موجة بحر عالية أو محيطاً يمر بيوم عاصف.

تعاود الزموري، التي تصف نفسها بـ "الخيميائية"، في معرضها الحالي تلك الحالة التي شغلتها في بداياتها، حين كانت مهتمة بالمواد الخام مثل الفحم والخشب المتفحم والخزف والصلصال، حيث تجمع في أعمالها بين تقنيات مختلفة مثل الرسم والفن التصويري، أو الرسم والنحت.

وتبدو الفنانة في "أرض الصلصال" كما لو أنها تستكشف المواد من جديد وتستنطق إمكانيات أخرى منها لتجسر العلاقة بين مادة الأرض والإنسان.

يمكن تقسيم أعمال زموري إلى أعمال بيضاء بالكامل، وأخرى سوداء بالكامل، إلى جانب أعمال من "الراتنج" أي صمغ الأشجار، وتصاميم من الخشب، ورسومات بالحبر.

سبق لزموري أن أنجزت عملاً من البوليستر على شكل صخرة كبيرة عالقة بين جدارين في بينالي مراكش 2016، وتناولت فيه الثيمة نفسها حول الجغرافيا والشعور بأن الإنسان عالق بين حاجزين، وأنه مهدد بشيء ما، ممثلاً في صخرة قد تسقط في أي لحظة على العابرين.

المساهمون