شارك الفنان السوري فارس الحلو، عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، صورة لعبوة زيت زيتون من إنتاج شركة اسمها "بركات الغوطة"، وكُتب عليها "من جبال عفرين الخصبة"، معلقاً "بركات عفرين يا حرامية".
وقد أثار منشور الحلو جدلاً واسعاً بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما فسره كثر من ناشطي الغوطة على أنه نوع من الاتهام بالسرقة إلى سكان أهالي الغوطة الشرقية المهجرين إلى عفرين.
ورد "مركز الغوطة الإعلامي" على منشور الحلو: "عند وصف الحلو مهجري الغوطة باللصوص تناسى أنهم هُجروا من منازلهم قسراً بعد أطول حصار حقيقي في التاريخ دام خمس سنوات، ترافق الحصار مع قصف يومي لمنازلهم من طيران روسيا والنظام ما خلّف آلاف الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى والمعوقين. كما تناست حروف الحلو أن من وصفهم باللصوص كانوا وما زالوا معارضة الداخل وهم الوجه الشرعي للثورة، وهم من آثر ويلات التهجير ومخاطره، على البقاء في أحضان النظام".
Facebook Post |
وأضاف المركز: "ربما لا يعلم الحلو أن مهجري الغوطة وصلوا إلى إدلب بعد التهجير، وفرّوا لاحقاً إلى عفرين، كغيرهم من مهجري المحافظات الأخرى، هرباً من إجرام النظام وروسيا، فلم يبقَ أمامهم أماكن يلجأون إليها. وأمام منشور الحلو يقع أهل الغوطة في حيرة من أمرهم، إن بقوا في أحضان النظام فسيكونون ضفادع، وإن هُجروا منها فهم لصوص! فهل لدى الحلو مكان آمن يسكن فيه أهل الغوطة؟".
وختم: بما أن فناننا الحلو يتحرى أخبار مهجري الغوطة وعفرين، ألم يخبره أحد أنهم يدفعون أجرة منازلهم، وأنهم يعملون في مهنهم الخاصة؟ وأخيراً، لماذا يعيب الحلو على مهجري الغوطة الهرب من النظام وروسيا إلى عفرين المدينة السورية، ولا يعيب على نفسه اللجوء في بلد فرنسا، وإن كان مهجراً في الشمال السوري أين سيختار مكان سكنه؟ أم سيعود إلى حمص؟".
الاستياء من المنشور دفع فارس الحلو إلى حذفه، موضحاً: "تحية طيبة للشباب الغواطنة (نسبة إلى الغوطة) اللي فهموا المنشور المؤلف من تلات كلمات: (بركات عفرين يا حرامية) أنه إدانة لسرقة المنتج، أي محصول الزيتون العفريني، أو لشرائه بأثمان بخسة جداً كونه ممنوعاً على أصحابه بيعه إلا عن طريق الجهات الاستخباراتية الدولية الممثلة بسلطات الأمر الواقع في المنطقة، بالإضافة إلى استغلال اسم (عفرين) المشهورة بزيتها في كل سورية، بينما وللأسف الشديد فهمه بعض الشباب الغواطنة وكانه إدانة لهم أي للمدنيين المنكوبين فثارت ثائرتهم".
وأضاف الحلو: "أدرك تماماً حجم الهجمات الإعلامية المتواترة من عدة جهات كردية لا تميز بشكل قصدي بين انتهاكات سلطات الأمر الواقع وبين المنكوبين الغواطنة المهجرين من ديارهم بعد قهر دام سنين من الأسد وحثالات الدول المؤثرة في الشأن السوري، وأعرف أنهم منذ قدومهم إلى عفرين يبذلون جهدهم لإقامة أفضل العلاقات الإنسانية مع أهل المدينة المنكوبة أيضاً. وبخاصة أنهم لم يقبلوا السكن في بيوت المهجرين الأكراد، إن معاناتهم الشديدة من الهجمات الإعلامية التي تشملهم مع الأفاقين من أصحاب الانتهاكات الحقيقية، جعلت المنشور يبدو (وبخاصة أنه تزامن صدفة معها)، وكأنه جزء من تلك الحملات".
ونوه الحلو: "ما أحزنني وأغضبني أن أحبابنا لم يناقشوا أخوتهم الغوطانيين الذين لم يشاركوهم الرأي، بل اندفعوا للانتقام من تلك الحملات بذريعة منشوري وللنيل مني شخصياً... حسبي الله ونعم الوكيل".
Facebook Post |
كل ذلك دفع صحافيين وناشطين لمساندة فارس الحلو خلال الهجمة عليه، فكتب عبد الرزاق دياب: "قد يخطئ فارس الحلو وسواه فهم ليسوا ملائكة... لكن عصا اللعنات يجب ألا ترفع دائماً... يمكنكم أن تنصحوا ويمكنه أن يعتذر".
Facebook Post |
وعلق الناشط محمد سهيل الشلبي: "ما بعرف ليش عم شوف بأكثر من محل هجوم ع فارس الحلو، تأويل كلامه ووضعه بغير محله صار حالة رغبوية كثير واضحة ووفق الشي الي عم شوفه الزلمة لا حرق حنطة الحسكة ولا عايش ع زيتون عفرين. معليش نشوف أعدائنا منيح لأن عم يتفرجوا علينا ويضحكوا... ونترك هالناس".
Facebook Post |
واستغرب الناشط السياسي بسام قوتلي حجم الحملة ضد الحلو، مع الكيل بمكيالين من قبل مهاجميه بالقول: "شو هالقضية، كل ما حدا حكي عن تجاوزات وجرائم مليشيات الجيش الوطني بعفرين أو البي يي دي بالشرق، بتطلع قطعان فيسبوكية وبتشتغل فيه. لاحقين فارس الحلو على كلمة، وما عندهم مشكلة مع زعران المليشيات يلي عمتحكم وتعتقل وتسرق بالبارودة".
ويعد فارس الحلو من أوائل الفنانين السوريين الذين أتخذوا موقفاً إلى جانب الثورة السورية والحراك الذي بدأ ربيع 2011، واضطر بذلك إلى قطع نشاطاته الفنية واللجوء إلى فرنسا حيث يقيم إلى الآن.