فادي حداد: نعيش أسوأ وضع اقتصادي في لبنان

16 سبتمبر 2014
الفنانون تأثروا بالظروف الصعبة للبنان (Getty)
+ الخط -

قال المخرج اللبناني، فادي حداد، " إن ما نعيشه اليوم في لبنان يعدّ الأسوأ اقتصادياً منذ الحرب الأهلية" بسبب الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد والتوترات الأمنية، الشيء الذي أثر بشكل سلبي على معيشة المواطنين.

وفيما يلي الحوار الذي اجرته العربي الجديد مع المخرج اللبناني، فادي حداد:

* كيف ترى الوضع الاقتصادي اللبناني في ظل الأحداث السياسية والأمنية التي تجري داخلياً وإقليمياً؟.

- أعتقد أننا في لبنان نعيش أسوأ وضع اقتصادي مر منذ انتهاء الحرب الأهلية، لا بل أعتبر أنه خلال الحرب الأهلية، كانت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أفضل من هذه المرحلة، نحن في لبنان نعيش اليوم وضعاً منحدراً اقتصادياً ومعيشياً، بسبب الأوضاع السياسية القائمة، والتوترات الأمنية، التي أدت إلى تدهور الاقتصاد بهذا الشكل، جميع المؤشرات الاقتصادية للأسف تدل على الانحدار والتباطؤ، ولا شك أن هذا التباطؤ والانحدار في المؤشرات الاقتصادية، ترك أثراً واضحاً على حياة المواطنين، وخاصة على الوضع المعيشي الذي لم يعد بمقدور أحد تحمله.

* ما الأسباب التي أدت برأيك إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية بهذا الشكل؟.

- لا شك أن الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان، كانت كفيلة بتدمير الاقتصاد اللبناني، كيف يمكن للمستثمر على سبيل المثال أن يعمل في لبنان، أو أن يضخ استثماراته في ظل انفجارات متنقلة هنا وهناك، وكيف يمكن للسائح أن يعود إلى لبنان، وسط اهتزازات أمنية وصلت إلى الفنادق والمنتجعات السياحية.

لقد أدت الأوضاع الأمنية إلى انهيار القطاعات الأساسية في لبنان، وأهمها القطاع السياحي والاستثماري، وبالتالي كيف يمكن الحديث عن اقتصاد في ظل انهيار هذه القطاعات، أنا أعتقد أن غياب الأمن ساهم في تدمير الاقتصاد، وأعتقد أنه لا يمكن العودة إلى النشاط الاقتصادي المطلوب إلا باستعادة الأمن.

* هل يمكن للبنان استعادة دوره وعودة الحياة الاقتصادية إلى ما كانت عليه؟.

بالطبع، وآمل ذلك، لكنني أؤكد أن لبنان يحتاج إلى أكثر من 20 عاماً لاستعادة دوره الاقتصادي، بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي قضت على كل النشاطات، وحتى تعود هذه النشاطات إلى سابق عهدها وتبدأ بدورتها الاقتصادية، فهي تحتاج إلى ما لا يقل عن 20 عاماً من العمل المتواصل، والدؤوب، كما يتطلب إعادة بناء منظومة اقتصادية جديدة، تساعد في عودة النشاط إلى طبيعته.

*هل تأثرت أعمال الفنانين والمنتجين، في ظل هذه الظروف الصعبة؟.

- نعم تأثرت وبشكل كبير للأسف، فالعديد من الفنانين على سبيل المثال، في لبنان، ألغوا الحجوزات الفندقية، والأعمال الفنية التي كان من المنوي القيام بها في بيروت، وتوجهوا إلى دول أخرى مجاورة، بسبب الأوضاع الأمنية والخوف وغياب الأمان والاستقرار، أصبحت هذه الدولة ومنها تركيا مثلاً تنافس بيروت في كل المجالات.

ولعل حادثة فندق ديروي في بيروت بداية فصل الصيف، خير دليل على غياب الفنانين العرب والخليجيين وعدم قدومهم إلى لبنان، والذهاب إلى دول أخرى أكثر أماناً وسلاماً، فالأوضاع الأمنية تعد من الأساسيات التي يتوجب على كل دولة تأمينها، لأنها مصدر الاقتصاد بكافة المجالات.

* ما الدول التي استفادت من تشنج الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان، وباتت مقصد الفنانين؟.

دول كثيرة استفادت من الأوضاع السياسية الصعبة في لبنان، ولا يمكن حصر هذه الدول، حتى إن هذه الدول، ومنها على سبيل المثال تركيا، باتت مقصداً للفنانين سواء للاستجمام، أو حتى لتصوير أعمالهم، بعدما كانت العاصمة بيروت وجهتهم الأولى، وكانوا يحاولون تصوير جميع الأعمال الفنية في لبنان، نظراً للمناظر الخلابة التي يتمتع بها.

وهنا أقول إنه لو استعادت بيروت الاستتباب الأمني، وعادت الأوضاع السياسية إلى منطق الهدوء، فإن العاصمة بيروت ستعود مجدداً إلى سابق عهدها، وستكون مقصداً للفنانيين، وتكسب الفنانين من كل الدول العربية وحتى الغربية، كما أنها ستكون العاصمة الأولى لتصوير أعمال الفنانين من فيديو كليب، إلى إعلانات وغيرها من الأعمال والإنتاجات الفنية.

* برأيك هل تعتبر أن لبنان بلد يصعب العيش فيه، بسبب ارتفاع الأسعار كما يشاع؟.

لا أرى أن لبنان بلد لا يمكن العيش فيه بسبب الغلاء المعيشي، لأنني لا أرى أن لبنان أساساً يعد من الدول التي تحتوي على سلع مرتفعة، فالأسعار في لبنان لا تزال مقبولة جداً، مقارنة مع الأسعار في الدول الأخرى، لكن المشكلة في لبنان، هي في انخفاض الدخل.

نحن في لبنان، نعيش في ظل انخفاض حاد في الأجور والرواتب، وبالتالي نرى أن الأوضاع المعيشية صعبة للغاية وأن الأسعار مرتفعة، ولكننا إذا سافرنا إلى الخارج نرى فعلاً اختلاف الأسعار بين لبنان والخارج، غير أن المعضلة تكمن في انخفاض الدخل في لبنان مقارنة مع الدول الأخرى.

المساهمون