غطفان غنوم يزرع قمراً سورياً في فضاء هوليوود

05 ابريل 2016
المشاركة في المهرجانات نافذة الأمل الوحيدة المتاحة(فيسبوك)
+ الخط -
بعد عام كامل من العمل، تخللته مراحل عدة من اليأس والإحباط، فاز الفيلم السينمائي الوثائقي "قمر في السكايب" Moon in the skype، للمخرج السوري غطفان غنوم، بالجائزة الكبرى لأفضل وثائقي في "مهرجان هوليوود العالمي للأفلام المستقلة الوثائقية"، وهو مهرجان شهري للأفلام المستقلة.


وأعلن المخرج عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بأنه تلقى الدعوة لاستلام الجائزة في شهر حزيران/يونيو المقبل، في لوس أنجليس، في الولايات المتحدة الأميركية.

وجرى تصوير الفيلم "قمر في السكايب" في سورية واليونان وفنلندا، وهو عبارة عن سلسلة من اللقاءات والمتابعات لأشخاص سوريين فشلت محاولاتهم في الهجرة باتجاه أوروبا "الحلم"، بحثاً عن حياة أخرى آمنة ومستقرة، فتتداخل حكاياهم لترسم مشهداً موجعاً من دون أي استعطاف. كما يتضمن الفيلم مشاهد روائية بسيطة لآخرين نجحوا في الوصول، وبدأوا حياتهم الجديدة بكل صعوبات الواقع الجديد.




وعن مشاركته في المهرجان وقيمة الجائزة لفيلم سوري في هوليوود، يقول المخرج غنوم في حديث خاص بـ"العربي الجديد": "من تجربتي الشخصية كصانع أفلام مستقلة، تعني لي المشاركة في المهرجانات نافذة الأمل الوحيدة المتاحة كي يرى الفيلم المنجز النور، لأننا نحاول أن نصنع أفلامنا دون الخضوع لسياسات تفرضها القنوات والمحطات، أو لسياسات معينة لصالح حزب أو هيئة أو فصيل".

ويضيف: "هو موقف الفنان ورؤيته الشخصية لما يجري. وبالتالي، فنيل الجوائز عملياً لا يزيد أو ينقص من عمق الرؤية، لكنه يوجه الأنظار نحو ما يريد الفنان أن يقوله عبر الفيلم، ويسلط الضوء على منتجه الإبداعي. حينئذ يمتلك المشاهد أيضاً حق قبول الرؤية أو مخالفتها. نحن هنا نتحدث عن الأفلام الوثائقية بشكل خاص".

ويتابع موضحاً: "قد تتباين المهرجانات كثيراً، وتختلف أهميتها وقوتها. الأمر لا يتعلق فقط بالضخامة والتمويلات، بل بالمصداقية. شخصياً رشح فيلمي السابق "بوردينغ" للمسابقة الرسمية في مهرجانين مهمين وضخمين في الولايات المتحدة، هما "ماغويل" و"لوس أنجليس سان فيست"، ورغم وصوله للمنافسة لكنه لم ينل أي جائزة، وبالمقارنة مع المهرجان الأخير، "هوليود الدولي للأفلام المستقلة"، فالحدث لا يتفوق على سابقيه من الناحية الشخصية، لكنه يتجاوزهما إعلامياً بسبب السحر "الهوليوودي"، وهذا ما سيجعل من الفيلم مثار اهتمام على الصعيد الشعبي حتماً، وسيساعد في تأمين فرص طيبة لعرض العمل في مناسبات عديدة".



المخرج غطفان غنوم من مواليد مدينة حمص السورية 1976، وهو خريج الأكاديمية الفنية الحكومية في جمهورية مولدافيا الشعبية عن قسم الإخراج السينمائي. عمل في المؤسسة العامة للسينما في سورية وأخرج فيلمه الأول "صور الذاكرة"، الممنوع من العرض حتى اللحظة.

آثر ترك المؤسسة بعد انحيازه التام والمعلن للثورة السورية، ليتوجه إلى حمص ويقضي فيها حوالى السنة، بين مدينة بابا عمرو، مسقط رأسه، والقصير. وهناك صور وأخرج فيلم (بورتريه مدينة ثائرة)، باكورة أعماله السينمائية المنتَجة، قبل أن يضطر إلى النزوح إلى لبنان ومنها إلى فنلندا، حيث أصبح عضواً في نقابة السينمائيين الفنلنديين. كما أنه يشغل حالياً منصب مدير "المهرجان الاسكندنافي السينمائي" في العاصمة الفنلندية، هلسنكي.


وعن سبب منع فيلمه "صور الذاكرة"، يتحدث غنوم لـ"العربي الجديد" قائلاً: "انتهى تصوير الفيلم في 2011، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سورية، والتي تحتفظ بحق الاحتكار لأنها الجهة المنتجة. ورغم أنني كمخرج للعمل قد انتهيت منه تماماً، إلا أنني لم أحتفظ بنسخة عنه، ولا يزال يقبع في أدراج المؤسسة منذ ذلك الوقت. ولم يسمح بعرضه. قد يكون للمؤسسة العامة للسينما في سورية سياساتها الخاصة، لكنني أضع إشارة استفهام كبيرة حول سبب عدم عرضه حتى الآن! وأعتقد أن الإجابة عن ذلك ستكون برسم المؤسسة نفسها".

المساهمون