غضب مرشحة مصر الخاسرة باليونسكو: ممارسات أجهزة الدولة السلبية أثّرت علينا

15 أكتوبر 2017
مرشحة مصر اشتكت من ممارسات بلادها (جاك ديمارتون/فرانس برس)
+ الخط -



كشفت مصادر مقربة من حملة مرشحة مصر لانتخابات منظمة اليونسكو، مشيرة خطاب، والتي منيت بالهزيمة أمام المرشحة الفرنسية، أودري أزولاي، خلال جولة الإعادة الرابعة، عن حالة من الغضب سيطرت على أفراد الحملة، قائلة إن "خطاب تحدثت عن سوء إدارة كبير من جانب الحكومة المصرية والأجهزة المسؤولة عن إدارة الحملة".

وأوضحت المصادر أن "خطاب كانت قد طالبت المسؤولين عن الحملة بضرورة وقْف أجهزة الدولة أي ممارسات من شأنها نقل صورة سلبية أو التأثير عليها بشكل غير مباشر، مثل مداهمة المكتبات وإغلاقها ومصادرتها كما حدث مع (البلد) و(ألف)"، مؤكدة "أنها تلقت خلال زياراتها رسائل سلبية بسبب تلك الممارسات، إضافة للملاحقات التي تتم لأصحاب الرأي المعارض ورموز الفكر".

وتابعت المصادر "خطاب قالت لمقربين في الوقت الذي تدعم فيه قطر مرشحها (حمد بن عبد العزيز الكواري) للانتخابات بكل طاقة الدولة، أجد أجهزة في الدولة تهدّ ما أقوم به".
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، إنه كان يتمنى فوز المرشح العربي في الانتخابات في الإشارة إلى الكواري، بعد خروج المرشحة المصرية من المنافسة في الجولة قبل الأخيرة.

وأوضح السيد: "أهنئ السفيرة مشيرة خطاب على النتيجة المبهرة التي حققتها في انتخابات منظمة اليونسكو، كما أهنّئ وزارة الخارجية المصرية لدورها في الوصول إلى هذه النتيجة المشرفة"، مستطردا "قبول الدخول في هذه المنافسة لا يعني بأي حال ضمان الفوز فيها، ولكن وصول السفيرة مشيرة خطاب إلى ما يمكن اعتباره الدور قبل النهائي، وتنافسها مع مرشحة فرنسا وحصولها على ما يقرب من نصف أصوات الدول أعضاء مجلس اليونسكو يعني أنه كان هناك تأييد كبير لها، وهو ما يعكس جهدها وما قامت به وزارة الخارجية".

واستدرك السيد، في تصريحات نشرها على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك": "كنت أتمنى في جولة الانتخابات الأخيرة أن يفوز بها المرشح العربي الذي كان قاب قوسين أو أدنى منها بفضل شخصيته وجهوده وطبعا تأييد دولته له".

وأضاف "وكنت أرجو أن ترتفع الدولة العربية الكبرى مصر عن مرارة خلافها مع قطر، وتُظهر شعورا بالتضامن العربي الذي يعلو فوق نزاعات عارضة، لكي يتبوأ المنصب الرئيسي في هذه المنظمة عربي لأول مرة في تاريخها".

وأشار إلى أن الخلافات بين الدول العربية لا تستمر، قائلا "نحن نعرف أن خلافات الحكام في وطننا العربي لا تدوم طويلا، وليس من المستحيل أن تصفو الأجواء من جديد بين الحكومتين القطرية والمصرية، وكان يمكن للسفيرة مشيرة أن تمتنع عن مساندة المرشحة الفرنسية علنا، وأن تعدل الخارجية المصرية عن الشكوى من عدم نزاهة الانتخابات"، مشددا "كان يجب أن تكون مصر دائما الشقيقة الكبرى للعرب، وأن ينعكس ذلك على سلوك مرشحيها ومؤسساتها".

وخلال جلسة إعلان النتيجة النهائية، خرج أحد المرافقين للبعثة المصرية في اليونسكو هاتفا "تحيا فرنسا وتسقط قطر"، وهو ما علق عليه مندوب قطر في المنظمة قائلا "إن هذا سلوك فردي لا نقيس عليه، وتحيا مصر وتحيا قطر وتحيا كافة الدول العربية"، فيما شن عدد من الشخصيات السياسية المصرية هجوما حادّاً على تصرف أحد المرافقين للبعثة، ويدعى صلاح عبد الحميد، معتبرين أن ذلك تصرف مشين لا يليق بحجم مصر ومكانتها.

وهو ما أكده مساعد وزير الخارجية الأسبق، معصوم مرزوق، الذي أثنى على اختيار قطر لشخصية الكواري قائلا "هم أعدّوا ملفا جيدا واستعدوا جيدا، واختاروا شخصية مناسبة وجديرة بالاحترام"، رافضا ما حدث بعد ذلك من إعلان مصر دعمها المعلن لفرنسا.

وتابع في تصريحات خاصة "يتحدث ممثلو الخارجية المصرية عن أن الإجراءات الموجهة ضد قطر غير معنيّ بها الشعب القطري، فلماذا إذًا يتم الزجّ بالخلاف في هذه القضية التي كانت ستعني الكثير للعرب، خاصة بعدما فشلت المرشحة الرسمية المصرية؟".

دلالات