غزّاويّات: جيش إسرائيل... وحكاية الإكس X العربي

05 اغسطس 2014
يندم الجندي الإسرائيلي إذا لم يقتل عربياً (غاري واترز/AFP/Getty)
+ الخط -
"جيش الدفاع الإسرائيليّ هو الأكثر إنسانية في العالم". هذا ما يحاول الإيحاء به إعلامه. فقد أوردت التقارير قبل أيام أنّ الجيش الغادر أنقذ مهرة من تحت الأنقاض في غزّة: "حيث عَرّض ضابط احتياط روحه للخطر بهدف إنقاذها".

الخبر الرئيسي تتناقله وكالات الأخبار الاسرائيلية وروّجت له، هي المجنّدة في خدمة الحرب أيضاً، مع صورة المهرة، متجاهلة كلّ أخبار القتل والدمار في غزّة، لتنقل  صورة هي قمّة في النفاق والكذب والخداع.

يوهم الإعلامُ الإسرائيليين بأنفسهم. يدّعي أنّهم ما زالوا بشراً، رغم مجازرهم المستمرّة ضدّنا، نحن الفلسطينيين، منذ أكثر من 70 عاماً (قبل النكبة نعم) والتي تتفوّق الآن بوحشيتها على كل ما سبقها من مجازر، في هذه الحرب التي نشهدها يوميا ضدّنا في غزة.

أعادني خبر/حكاية المهرة إلى حكاية "الإكس"، التي كنت شاهدة عليها قبل 6 سنوات. كنتُ في قطار مكتظّ أقف بجوار ثلّة جنود مدجّجين بالسلاح (الذي يرعبني منظره دائماً). كنتُ أحاول أن أغمض عيني من التعب، ومن عدم الارتياح لمن هم بقربي! لكنّ تلك المحادثة طيّرت النوم من عينيّ. وما تفهموني غلط. فهذا لا يعني أنّ ما سمعته كان جديدا عليّ. لكنّه، بتلك العفوية والسهولة، كان يقال بأعلى صوت ومن دون خجل أو تردّد وفي مكان عام. هذا كان جديدا عليّ.

فقد صُعِقتُ إلى درجة الوحشية، التي يُمكن أن تزرعها في قلوب الأطفال ليكبروا ويصيروا في سنّ الـ18 قتلة يستمتعون بفعل القتل. كلّ هذا بحجّة ممجوجة هي الدفاع عن "وطنهم".

آسفة للكلام النابي لكنّني أنقل كلامهم حرفياً.

قال الجندي الأول: "أنا منزعج، وأشعر أنّني غير محظوظ لأنّني سأنهي خدمتي العسكرية من دون أن أعمل أي X (إكس) حتّى الآن".

فردّ جندي آخر عليه: "أنا محظوظ فأنا لحّقت حالي. فقد استطعت أن أمدّ الخطّ الموارب في الإكس X". 

فسأله الأوّل: "كيف كان ذلك؟".

ردّ الثاني: "لقد أطلقت النار في اتجاه ركبَتَي شاب فلسطيني "ابن.." وهشمّتهما تهشيما"، قال هذه الجملة وهو يقهقه عاليا.

سكتُّ حينها لأنّه لا مجال لأيّ نقاش عبثي بيني وبينهم، وربما خوفا من أسلحتهم، ولحسن حظي وصلت إلى محطة بيتي بسرعة. فما كان منّي إلا أن دفعت الجندي الأوّل من طريقي بحجّة الوصول إلى باب القطار بسرعة، وكنت أردّد بيني وبين حالي بكلّ غضب: "ما حدا ابن ... وابن ....غيركم يا مجرمين".
المساهمون