رفع عشرات المتضامنين الفلسطينيين في مدينة غزة صور الأسير نائل البرغوثي، بعد دخوله العام 39 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بالإفراج عنه وعن بقية الأسرى.
جاء ذلك خلال الوقفة الإسنادية التي نظّمتها لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أمام مقرّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربي مدينة غزة اليوم الاثنين، بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وأهالي الأسرى الفلسطينيين.
وحمل المشاركون في الوقفة التي تمّ تنظيمها بمناسبة مرور الذكرى الـ39 لاعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي شعارات تُطالب بإنهاء معاناته المتفاقمة، ومنها "نائل البرغوثي مأساة العصر وجريمة القرن"، "أقدم أسير سياسي في التاريخ"، "39 عاماً من الصبر والأذى الإسرائيلي".
وألقى كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية القيادي في حركة فتح جهاد غبن، وقد قال فيها: "إن سنوات اعتقال نائل البرغوثي مرت في ظل القهر والعذاب الإسرائيلي المتواصل بحق الفلسطينيين داخل السجون والأقبية والزنازين".
وأضاف: "يحزننا أن يدخل الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي عامه التاسع والثلاثين داخل السجون الإسرائيلية، كما نحزن على الأسرى الذين يمضون زهرة شبابهم وعمرهم وراء تلك القضبان"، مستدركاً "لكنها لم تذهب هدراً، وإنما من أجل فلسطين والدفاع عن حرية وكرامة الشعب الفلسطيني".
ووجّه غبن خلال كلمته مجموعة رسائل من الأسرى الفلسطينيين الذين وصفهم بـ "الرموز التي يجب أن تبقى في طليعة الشعب"، كانت الأولى للقيادة الفلسطينية بأن تتوحد "فالوحدة هي قانون الانتصار، ولن ننتصر على العدو ونحن متفرقون، كذلك أن يتم صرف رواتب الأسرى، وإبعادهم عن أي مناكفات سياسية". والرسالة الثانية وجهها "للمفاوضين الفلسطينيين، بأن تمسكوا بحرية جميع أسرى المؤبدات، وتحديداً أبناء القدس والداخل المُحتل عام 1948، والذين ظلموا في كل الإفراجات والصفقات السابقة".
وأشار غبن، وهو أسير محرّر ضمن صفقة وفاء الأحرار، في رسالته الثالثة للفصائل الفلسطينية إلى ضرورة أن "تتجاوز أي ثغرة قانونية في صفقة التبادل المقبلة"، موضحاً أنّ هناك ثغرة قانونية مهمة حدثت في صفقة وفاء الأحرار، وهي اشتراط رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي أن يُعاد أي أسير فلسطيني مُحرر إلى السجن في حال عودته إلى ممارسة "العنف"، وبموجب ذلك تمت إعادة عشرات المحررين الفلسطينيين إلى السجون الإسرائيلية.
وأكد علي البرغوثي الذي ألقى كلمة مكتب إعلام أسرى "حماس" أن "الأسرى الفلسطينيين هم اللبنة الأولى لتطور أساليب النضال الفلسطيني في وجه العدو الإسرائيلي"، مشدداً على أن "الشعب الفلسطيني لن ينسى أسراه وتضحياتهم".
ودعا البرغوثي الجهات الحكومية والرسمية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى اعتبار البرغوثي والأسرى الفلسطينيين قيمة وطنية يجب الحفاظ عليها، وتدريسها في المناهج التعليمية الفلسطينية.
وطالب المؤسسات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان بالخروج من دائرة المكاتب والنظريات والشكليات، والمباشرة بفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، الذي يمارس أبشع الممارسات القمعية والعدائية تجاههم.
ودعا البرغوثي فصائل العمل الوطني إلى مزيد من الاهتمام والدعم والتحشيد لقضية الأسرى، كي تخرج من دائرة الموسمية، مطالباً المقاومة الفلسطينية بالاستمرار في نهجها، كونه النهج الأول لتحرير الأرض والإنسان.