غزة حائرة بين حالتي اللاحرب واللاسلم

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
27 مارس 2019
ED118B2B-EEA2-41DE-B58F-F778FBF9FD88
+ الخط -
مع انحسار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ترافق الحيرة الفلسطينيين في ظل حالتي اللاحرب واللاسلم، في ضوء الأوضاع السائدة حالياً، وحالة التحشيد القائمة على الحدود من قبل الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب الجولة الأخيرة من التوتر.

ويعيش سكان القطاع، المحاصر إسرائيلياً للعام الثاني عشر على التوالي، أيامًا صعبة، سيما مع عدم ثبات وقف إطلاق النار الذي جرى برعاية جهاز الاستخبارات المصرية، واستمرار القصف المتبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي على أوقات متفرقة.

ومنذ إطلاق الصاروخ تجاه كفار سابا، التي تبعد عن القطاع 120 كيلو متراً، اعتقد الغزيون أن الاحتلال سيقدم على موجة كبيرة من التصعيد، الأمر الذي قد ينزلق بهم في أتون حرب رابعة، إلا أن التصعيد اقتصر على ضرب أهداف في عمق مدينة غزة تعود في أغلبها لحركة "حماس".

ووسط هذه الحيرة، يظهر الحرص الكبير في الأوساط الفلسطينية في غزة على متابعة أدق التفاصيل والتصريحات الصادرة عن وسائل الإعلام العبرية، وأبرز القرارات التي يصدرها الاحتلال لجبهته الداخلية، من أجل فهم وقراءة طبيعة المشهد المقبل.

ولا تقتصر مشاعر سكان القطاع على الحيرة، إذ تظهر حالة الخوف والقلق بشكلٍ واضح للعيان، خصوصاً في ضوء تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية لأكثر من مليوني مواطن، والخشية من أن يقدم الاحتلال في أي عدوان مقبل على قصف المزيد من البيوت والتجمعات السكنية الخاصة بالمدنيين.

ويتزامن المشهد القائم حالياً مع استمرار التحضيرات والتحشيد من قبل اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار والفصائل المختلفة لتنظيم مليونية العودة على طول المناطق الشرقية للقطاع السبت المقبل، تزامناً مع الذكرى الأولى لانطلاق مسيرات العودة.

وتأتي هذه الفعالية وسط تحذير إسرائيلي من أن تتطور هذه التظاهرة وتساهم في انفلات الأوضاع المتوترة أصلاً على حدود غزة، وتنزلق في مواجهة جديدة تبدو كل الأطراف غير راغبة بها حالياً، وسط تحركات مكوكية تقوم بها الأمم المتحدة وجهاز الاستخبارات المصرية للحد من هذه المخاوف.

ووسط كل هذه الجهود الإقليمية والدولية المبذولة، يحشد الاحتلال الإسرائيلي بشكلٍ لافت وحداته القتالية المختلفة على حدود غزة، ويعزز من إجراءاته الأمنية، ويستدعى مزيداً من جنود الاحتياط، في الوقت الذي ما تزال الأذرع العسكرية المختلفة في غزة في حالة استنفار خشية من أي محاولة إسرائيلية للغدر، سواء باغتيال شخصية عسكرية أو سياسية.

ولم تخل شبكات التواصل الاجتماعي، وتحديداً فيسبوك، الذي يعتبر المنصة الأكثر انتشاراً في الأوساط الفلسطينية، من تعليقات الغزيين على المشهد القائم حالياً، والتي شهدت تنوعاً في المحتوى المنشور بين التندر على الحالة القائمة والخوف والقلق، وأخرى تؤكد على قدرة المقاومة على لجم أي عدوان إسرائيلي محتمل على القطاع.


وشهدت الساعات والأيام الأخيرة ضخاً كبيراً للمعلومات والأخبار والتصريحات المرتبطة بالوضع القائم في غزة، والذي أصبح هو الحدث الأكثر تداولاً في الأوساط الفلسطينية بشكلٍ عام، وهو ما يصفه الكثير بأنه مشابه إلى درجة كبيرة للأجواء التي كانت غزة تعيشها عشية كل مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويحبس الغزيون أنفاسهم حالياً استعداداً لإحياء الذكرى الأولى لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، والتي تتزامن مع ذكرى يوم الأرض، الذي يصادف الثلاثين من مارس/ آذار الجاري، وسط تطلعات وآمال ألا تتطور أو تنزلق الأوضاع نحو مواجهة جديدة.​

ذات صلة

الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة