غزة: الحياة تعود إلى الأسواق بعد وقف إطلاق النار

11 اغسطس 2014
عودة الحياة إلى القطاع (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
شهدت شوارع قطاع غزة وأسواقه حركة نشطة بعد دخول وقف إطلاق النار الجديد حيز التنفيذ، والتي وافقت عليه الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، والذي سيستمر حتى الثانية عشر من منتصف ليل الأربعاء/ الخميس.
ودبّت الحياة في شوارع القطاع التي كانت تشهد "حظراً للتجول" في الأيام الماضية، بفعل العدوان الإسرائيلي الذي استهدف كل متحرك في الشارع، والذي ساهم في هدم مئات المصانع والبيوت والمحال التجارية، ما أثر على حياة المواطنين، واقتصاد بلدهم.

الغزيون يبتاعون حاجياتهم
استهدفت إسرائيل على مدار الأيام الماضية كل من يتحرك في الشوارع، ما دفع بالمواطنين إلى الزام بيوتهم، وتفضيلهم عدم التزود بالحاجيات الضرورية، وخروج من منازلهم لشرائها.
سائق الأجرة خالد السمري، الذي استغل فرصة وقف إطلاق النار كي يعمل على سيارته، يقول، إن مدينة غزة كانت خلال الأيام السابقة أشبه بالصحراء، بسبب تخوف الناس من القصف الإسرائيلي، ولكن الآن الشوارع ممتلئة بالناس.
ويضيف السمري لـ"العربي الجديد"، منذ بدء سريان الهدنة، رأيت الناس يخرجون من بيوتهم بشكل جماعي، ويوضح مدى الكبت الذي كانوا يعانوه بفعل العدوان الذي أثر على حياتهم، وَشَل مصالحهم وعطل إمكانية قضائهم حاجاتهم.
ويلفت السائق السمري، إلى أن أهالي قطاع غزة بطبعهم يحبون الخروج إلى الأسواق، والمحال التجارية، والأماكن العامة، هرباً من واقعهم الصعب، والانقطاع المتواصل للكهرباء، لكنهم اضطروا خلال فترة العدوان للمكوث في بيوتهم حفاظاً على أمنهم وسلامة أبنائهم.

سنوات لتعويض الخسائر
المواطنة أم سالم أبو سَمرة خرجت من بيتها إلى سوق "الشيخ رضوان" شمال مدينة غزة والذي ازدحم بالمواطنين لتشتري احتياجاتها، بعد عدة أيام لم تتمكن خلالها من الخروج بفعل الأوضاع غير المستقرة، وخوفها من ترك أبنائها الستة وحدهم في البيت، إلى جوار زوجها المريض.
وتقول لـ"العربي الجديد"، الشعب الفلسطيني لا يلتزم في بيته خلال العدوان الإسرائيلي خوفاً وجبناً، لكنه اعتاد على الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق الشعب الفلسطيني، وبحق الإنسانية، بدم بارد. خرجت كي أشتري مستلزمات البيت التي تعيننا على الأيام القادمة، وأزور شقيقاتي وأطمئن عليهن.
وضجت أسواق غزة، التي كانت تشكو ندرة زائرها خلال أيام العدوان، بمئات المواطنين الذين بدؤوا بالتزود بحاجياتهم الأساسية التي تعينهم في حال لم يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم بين الفلسطينيين والاحتلال.
ويقول الحاج أبو شرف إرقيق، صاحب أحد المحلات التجارية التي تبيع المواد الغذائية في سوق مدينة غزة المركزي، إن العمل لهذا اليوم جيد نسبياً مقارنة بالأيام السابقة التي شهدت شللاً كاملاً في الحركة التجارية، لكن لفت إلى حذر المواطنين من الخروج من بيوتهم.
ويوضح إرقيق أن غزة بحاجة إلى سنوات عدة لتعويض خسائرها جراء العدوان، ولتعويض السكان عن معاناتهم كابدوها، مبيناً أن الواقع الاقتصادي في غزة يشبه حال الموتى، وأنه إذا لم تتدخل السلطة الفلسطينية والدول المانحة سريعاً ستكون غزة مقبرة لسكانها.​
المساهمون