غزاويّات: الشموع السوداء

24 يوليو 2014
البخل كشموع سوداء (Getty)
+ الخط -
بعد الإعلان عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزّة، لأنّ طائرات العدو الإسرائيلي قصفتها، بات الحيّ حيث أعيش بلا كهرباء، أسوة بكلّ مدن القطاع المحاصر. وبدا الناس في أسوأ حال، حين اقترح عليهم بعض الشباب شراء مولّد كهرباء ضخم كي يزوّد الحيّ بأكمله بالتيّار، مقابل اشتراك ماليّ تدفعه كلّ عائلة. ولاقى الاقتراح إقبالاً من الجميع، لكن بقيت مشكلة التمويل، فمن أين يحصلون على ثمن المولّد الضخم؟

وهنا قرّروا أيضاً، وبحسن نية، التوجه إلى جارتنا العجوز، الأرملة، وهي في أواخر العقد الثامن من العمر، معروفة بثرائها الفاحش، وببخلها الشديد أيضاً. وراحوا يقنعونها بفضل الصدقة والإحسان، في شهر رمضان خصوصاً، وبأنّهم يعانون مثلها من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، ويهيبون بها أن تساعد أهل الحيّ في حلّ المشكلة.

نادت الجارة العجوز خادمها الصغير، وطلبت منه أن يحضر حقيبة يدها ونظّاراتها من غرفتها، واستبشر الجمع خيراً واستعدّوا لعدّ الدولارات التي ستتبرّع بها. لكنّها حين فتحت حقيبتها أخرجت منها قطعاً نقدية صغيرة وقالت لهم: "خذوا اشتروا شمع.. وادعوا لي". 

طبعا كلّهم دعوا عليها بالويل والثبور...

المساهمون