غزارة الأمطار تبشر فلسطين بموسم زراعي وفير

06 ديسمبر 2014
550 مليون دولار خسائر زراعة غزة خلال العدوان الأخير(أرشيف)
+ الخط -
توقع وكيل وزارة الزراعة في حكومة الوفاق الوطني، عبد الله لحلوح، أن يشكل العام الحالي ارتفاعاً في نسبة الإنتاج الزراعي، خاصة الزراعة الشتوية، في حال تواصل هطول الأمطار خلال الشهور الأربعة المقبلة، كما كان خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضاف خلال لقاء مع "العربي الجديد"، أن الأراضي المعدة للزراعة خلال العام الجاري، تفوق بنسبة 20% عما كانت عليه خلال العام الفائت، وهذا يعني مزيداً من الإنتاج، الذي سيغطي حاجة السوق المحلي، وتصدير الفائض إلى أسواق الاتحاد الأوروبي.
وهطلت أمطار خلال الأيام الماضية، في محافظة أريحا والأغوار شرق الضفة الغربية، التي تعد سلة غذاء فلسطين، لاحتوائها على مئات آلاف الدونمات الزراعية، شكلت نسبتها نحو 33% من المعدل السنوي العام.
أما في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، والتي تحتوي على عشرات آلاف الدفيئات الزراعية، فقد بلغت نسبة الأمطار الهاطلة نحو 27% من المعدل السنوي العام، تزامناً مع بدء المزارعين الفلسطينيين زراعة أراضيهم بمحاصيل الزراعة الشتوية.
ونفذ المزارعون الفلسطينيون، بحسب وكيل وزارة الزراعة، التعليمات التي أصدرتها الوزارة، بضرورة أخذ كافة التدابير لتجنيب الأراضي الزراعية، المخاطر الطبيعية، ممثلة بغرقها بسبب كثافة الأمطار الهاطلة، أو الصقيع الذي قد يتشكل مع دخول فصل الشتاء، ما يؤدي إلى تلف المحصول.
ويزرع الفلسطينيون سنوياً غالبية أصناف الخضار، وعددا من أصناف الفواكه، لكنها لا تكفي حاجة السوق المحلي، "لكن العام الحالي سيشهد اكتفاءً ذاتياً في غالبية محاصيل الخضار، وسيتم تصدير الفائض إلى الخارج"، بقول لحلوح.

وقال مزارعون فلسطينيون، خلال لقاءات متفرقة مع "العربي الجديد"، إن مساحات واسعة من الأراضي، التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي، مزروعة هذا العام بكافة أصناف الخضار والفواكه.
وأبدى المزارعون تخوفاتهم، من انتقال إنتاج مزارع الاحتلال الإسرائيلي إلى الأسواق الفلسطينية، ما سيؤدي إلى انخفاض في أسعار الخضار لمستويات متدنية، تكبد المزارعين خسائر كبيرة.
وخلال العام الماضي، تكبد المزارعون الفلسطينيون خسائر فاقت 30 مليون دولار، بسبب إغراق السوق الفلسطينية بالبطيخ الإسرائيلي، ما أدى إى انخفاض سعر البطيخ الفلسطيني.
واعتبر رجل الأعمال الفلسطيني، ووزير الاقتصاد السابق، مازن سنقرط، أن المحاصيل الزراعية الفلسطينية، تحوز على ثقة عالية من المستوردين خاصة في تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف القسط، وهو أحد أكبر المصدرين الزراعيين الفلسطينيين، خلال لقاء مع "العربي الجديد"، أن هنالك حاجة كبيرة للمنتجات الزراعية الفلسطينية، في أسواق الاتحاد الأوروبي، "خاصة مع تنفيذ قرار الأخير مقاطعة لأية منتجات مصدرها المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية.
وبلغت حصة القطاع الزراعي وصيد الأسماك، من الناتج المحلي خلال النصف الأول من العام الجاري، نحو 3.8%، من إجمالي الناتج المحلي، وبقيمة بلغت 147.5 مليون دولار. بينما بلغت خلال العام الماضي 2013، نحو 250 مليون دولار، من إجمالي الناتج المحلي البالغ 11.5 مليون دولار.
وكانت خسائر القطاع الزراعي في غزة، بلغت بحسب خطة الحكومة الفلسطينية لإعادة الإعمار، نحو 550 مليون دولار، بسبب القصف المتواصل على الأراضي والدفيئات الزراعية، والذي استمر 51 يوماً.
وبدأ المزارعون منذ مطلع الأسبوع الماضي، باستصلاح الأراضي الزراعية، وزراعتها بمحاصيل القمح والشعير، وبعض الزراعات الشتوية، خاصة وأن الصادرات الزراعية من غزة إلى الضفة، قد عاودت نشاطها ولو بشكل ضعيف.
المساهمون