غارات مركزة تستهدف مقار الحوثيين في صعدة

وفي السياق، أعلن المتحدث باسم التحالف العربي، العميد أحمد عسيري، تنفيذ 130 غارة لطائرات التحالف منذ الأمس، ضد 100 هدف، مؤكداً أنه الغارات في صعدة ركزت على مقار القيادات الحوثية واستهدفت 17 مقراً قيادياً خلال الـ 24 ساعة ماضية.

وفيما أكد أكثر من مصدر من أبناء صعدة المقيمين خارج المحافظة، لـ"العربي الجديد"، أن التواصل مع أقاربهم انقطع بشكل كامل منذ الجمعة، أفادت مصادر قريبة من التحالف، بأن الغارات دمرت مقار تابعة لزعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، في مدينة ضحيان وصعدة، واستهدفت كذلك مقر القيادي، عبدالكريم الحوثي، ومقر رئيس المكتب السياسي للجماعة، صالح الصماد، ومقر رئيس المكتب السياسي السابق، صالح هبرة، ومقر القيادي، أحمد صالح هندي، ومقر الناطق الرسمي للجماعة، محمد عبدالسلام، ومقر مهدي المشاط، مدير مكتب زعيم الجماعة، ومقر يوسف الفيشي، أحد أبرز القادة الميدانيين، وكذلك جرى استهداف مقر للقيادي أحمد المعران، ومقر للقيادي حسن قبلي، وآخرين.

من جانبها، أشارت مصادر تابعة للحوثيين إلى أن القصف تركز في مدينة "صعدة"، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، حيث جرى استهداف منازل قيادات ومقار مفترضة في أنحاء متفرقة في المدينة. أما في محيطها، فقد وقعت غارات في مديريات: سحار، مجز، كتاف والبقع، رازح، حيدان، وساقين. ومن بين الأهداف "مران"، مسقط رأس عبدالملك الحوثي والمعقل الأول للجماعة، التي جرى استهدافها مجدداً بالعديد من الغارات.

اقرأ أيضاً: الحوثيون: أكثر من 100 ضربة جوية بقيادة السعودية في اليمن 

وحسب الحوثيين، فقد استهدف التحالف، أيضاً، منطقة "البقع" القريبة من نجران، بنحو 140 صاروخاً. وتقع الأخيرة (البقع)، قرب منطقة "كتاف" التي أجرى الحوثيون فيها مناورة لقواتهم قبل بدء "عاصفة الحزم"، وكانت المنطقة هدفاً للغارات منذ بدء العمليات.

وأفادت مصادر محلية في محافظة الجوف المحاذية لصعدة بأن القبائل المناوئة للحوثيين تقدمت وسيطرت على مواقع كانت في أيدي مسلحي الجماعة، وجاء تحركها بالتزامن مع بدء الغارات المكثفة في صعدة، على ما يبدو أنها تسعى لمحاصرة معقل الحوثيين، من الشرق.

وامتد قصف التحالف إلى محافظة عمران، التي سيطر عليها الحوثيون في يوليو/ تموز العام الماضي، وكان سقوطها تحولاً محورياً مهّد الطريق إلى صنعاء.

وأفادت مصادر محلية بأن التحالف استهدف المجمع الحكومي في مركز المحافظة، ومواقع في مناطق "غولة عجيب"، ومدينة "حوث" و"خيوان" و"قفلة عذر" و"بني صريم" و"حرف سفيان" القريبة من صعدة. وكذلك شن التحالف غارات في منطقة "السدة" بمحافظة إب، استهدفت منزل القيادي في الجماعة، وكيل جهاز الأمن السياسي، الذي عينه الحوثيون، عبدالقادر الشامي، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى لم يعرف عددهم.

واتهم العسيري في مؤتمر صحافي، عقده مساء اليوم السبت، الحوثيين بمنع المدنيين من مغادرة صعدة واستخدامهم كدروع بشرية، ووجه باسم قيادة التحالف الدعوة مجدداً للمدنيين لمغادرة صعدة ومنطقة "مران"، منوهاً إلى أن العمليات سوف تستمر حتى تحقيق أهدافها.

ونزحت آلاف الأسر من محافظة صعدة باتجاه محافظة عمران، وسط تحذيرات من عدم تمكّن آلاف الأسر الأخرى من النزوح، بعد أن كان التحالف منح المدنيين مهلة ساعات للمغادرة.

وباستثناء التفاصيل المعلنة من مصادر قريبة من التحالف والحوثيين، لم تتوفر معلومات دقيقة عن حجم الضحايا والأهداف الأخرى، بسبب  تعطل وسائل الاتصال في صعدة بشكل كامل.