عين على ليبيا الثائرة

11 سبتمبر 2014
+ الخط -

ما زالت قوى الثورة المضادة، الإقليمية والمحلية، تتربص بدول الربيع العربي، وتكيد لثوراته المكائد، وبعد المحاولة البائسة من مصر والإمارات ضد الثورة الليبية، وشنهما هجوماً جوياً دُبر بليل على مناطق نفوذ ثوار فجر ليبيا، وبعد أن حقق الثوار تقدماً هائلاً على الأرض على الجنرال الانقلابي، خليفه حفتر، الذي أوكلت إليه قيادة الثورة المضادة في ليبيا، والمدعوم إقليمياً من تحت الطاولة، ارتأت الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك حلفاؤها في الغرب، ضرورة التدخل الفوري لحل معضلة "النزاعات الأهلية"، على حد وصفها، وأخذ زمام المبادرة، بحجة أن الوضع في ليبيا غير مستقر، ويهدد مصالحها في المنطقة.
 
ومعلوم أن عالمنا العربي، قراره الاستراتيجي ليس في يده، بل يملى عليه من سفارات الغرب في عواصمنا، أو مباشرة من البيت الأبيض، وعليه، فإن الضربات الجوية على ليبيا من الجانبين، المصري والإماراتي، لم تكن قراراً نابعاً من ذاتيهما، ولكن، نزولاً عند رغبة غربية محضة، ليس هناك عاقل يتغافل عن هذه الجزئية، فالتجارب السياسية للنُظم الحاكمة في المنطقة العربية تشير إلى أننا المفعول به دائماً في الجملة السياسية، على الرغم من أننا نمتلك كل شيء.

 بعد محاولات باءت بالفشل، كانت تقف وراءها دول غربية والولايات المتحدة، رأت الأخيرة توجيه ضربة عسكرية مشتركة، لكنها لم تجد من يشاطرها الرأي في التدخل العسكري، سواء في الداخل الليبي أو الرأي العام العربي (الجماهير). وفي السياق نفسه، ظهرت أطروحات بضرورة نزع سلاح الثوار في ليبيا، وثمة عبث يدور في بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية، مفاده بأن ثوار فجر ليبيا استولوا على إحدى عشرة طائرة جامبو جيت من مطار طرابلس، يستطيعون بها عبور المتوسط، وشن هجمات "إرهابية" على أوروبا وواشنطن. هنا، تكمن خطورة صناعة التصور، مع آلة إعلاميه تُخدم عليه، فهل نحن بصدد مؤامرة مخابراتية، عالمية المستوى، ستُفتعل لتبرير ضرب ليبيا؟ هكذا تلعب دول المركز في المناطق التي لا تملك قرارها الاستراتيجي.

avata
avata
علي بركات (مصر)
علي بركات (مصر)