أميركا والدستور الطائفي

02 أكتوبر 2014
+ الخط -

ليس من الضروري أن ينتفض المرء لقراءة الحدث السياسي في الحال، وإدراجه في حيّز الجزم. والحكمة تقتضي، في ظل الأحداث المتتالية السريعة والمفاجئة، التي تشهدها المنطقة عموماً، والمشهد العراقي الراهن خصوصاً، أن يتريّث المرء ليتحسّس أركان مسرح العمليات، وما يوجد وراء الكواليس، وربطه بما يتولّد عنه من فعل حركي على الأرض.

ويتبادر إلى الذهن أن تنظيم "داعش" هو الذي كان المحرك للحدث، وأنه اللاعب الوحيد على الساحة العسكرية في العراق، والحقيقة أن الحراك الذي حدث في العراق كان ثورياً من الدرجة الأولى، وقام على أساس عزائم شباب العشائر السنية لكسر تعنّت نوري المالكي ووقف تجبّره على أهل السنّة، ولا مجال لإنكار أن داعش قفز إلى المشهد واستغلّ ذلك. لكن، يجب الإقرار بما كانت عليه الأحوال.

وتتوضّح الصورة أكثر، عندما نرصد التحالف غير المعلن بين أميركا وإيران، ودور كل منهما في صناعة الإرهاب وترويجه، فإيران صاحبة نفوذ غير هيّن في العراق، ولها تمثيل مريب في الداخل العراقي. ويبدو في الأفق سؤال: هل ستجرؤ الولايات المتحدة على المشاركة العسكرية والنزال البري لإنقاذ دستورها الطائفي في بغداد؟

avata
avata
علي بركات (مصر)
علي بركات (مصر)