إنه الصباح الباكر. تنظر المرأة إلى باحة البيت من النافذة. إن الشجرة قد أزهرت. تقصي المرأة عن جبينها خصلة بيضاء من شعرها. هذه هي المرة الواحدة والأربعون التي تتأمّل فيها تفتح براعيم الشجرة. تقف أمام النافذة. قميصها الأبيض السميك للنوم طويل الأكمام عال الياقة. رغم هذا كلّه فهي تشعر بالبرد. تهزّ الرياح براعيم الشجرة. كأن البراعم لن تشعر بالبرد. تتذكّر المرأة المرّة الأولى التي رأت فيها البراعم.
أيقظها صوت زوجها: "استيقظي. تعالي أنظري! قد أزهرت الشجرة!" فوقفا معًا إلى جانب النافذة يتأمّلانها. كان قميصها الأبيض للنوم من دون أكمام، ورقيقاً، وحواشي ياقته المفتوحة مشبّكة القماش.لم تكن تشعر بالبرد، أو ربما الخجل هو الذي كان يبعد البرد عنها. كان قد مرّ أسبوع على زواجهما، وهي لم تزل تستحي من النظر إلى عيني زوجها في الصباح.
نظرا معاً عشر مرات إلى البراعم الأولى. في المرّة الحادية عشرة، حين فتحت المرأة النافذة، هبّت ريح باردة تأتي من البعيد فدارت حول الشجرة وزحفت إلى الغرفة. كانت الريح قد أتت ببرعم معها. سقط البرعم الأبيض على صدر المرأة. نظرت إليه المرأة. نظر إليه الرجل. كان الطفل نائماً في حضن المرأة بهدوء. مسح الرجل بإصبعه على وجه الطفل الناعم ذي الشعيرات الصفراء، وهو يقول: "كأنه خوخ". ضحكت المرأة. حين نظرت إلى الشجرة شعرت بأن براعم الشجرة تضحك أيضاً.
حين أزهرت الشجرة للمرة الحادية والعشرين استيقظت المرأة فجأة. كأنّ شخصاً ناداها. كأن شخصاً قال لها "استيقظي، تعالي أنظري! الشجرة .. " كانت المرأة وطفلتها وحيدتان في الغرفة. وقفت الطفلة على أصابع قدمها تنظر عبر النافذة إلى باحة البيت. كانت الرياح تدور حول الشجرة وكأن البراعم تمدّ رأسها إلى الغرفة، كأنها تبحث عن شخص ما.
كانت الشجرة تزهر للمرة الواحدة والثلاثين باستمرار لا يعرف التعب. فتحت المرأة النافذة. مدّت يدها وقطفت بعض البراعم، فامتلأت تنورتها بالبراعم. طارت البراعم واحدة تلو الأخرى، فعبرن الإبرة الرقيقة والخيط الطويل واقفاتٍ في طابور وهن يدرن دوراتٍ لتستقرن أخيراً على شكل دائرة. تأملت المرأة إكليل الزهرة. وضعت الشابة الإكليل على رأسها وهي تدور نحو المرآة. ضحكت. كان فستانها أبيض طويلًا. وكانت حواشي أكمامه وياقته مطرزة بقماش مشبك ولآلئ. نور الشموع أضاء المرآة. قالت المرأة في نفسها "تعالي أنظري! برعمنا .. "
لا تزال المرأة واقفة إلى جانب النافذة وهي وحيدة. كأن الريح تدغدغ البراعم. البراعم لا ترغب في الضحك. البراعم متعبة.
(ترجمة سمية آقاجاني)
أيقظها صوت زوجها: "استيقظي. تعالي أنظري! قد أزهرت الشجرة!" فوقفا معًا إلى جانب النافذة يتأمّلانها. كان قميصها الأبيض للنوم من دون أكمام، ورقيقاً، وحواشي ياقته المفتوحة مشبّكة القماش.لم تكن تشعر بالبرد، أو ربما الخجل هو الذي كان يبعد البرد عنها. كان قد مرّ أسبوع على زواجهما، وهي لم تزل تستحي من النظر إلى عيني زوجها في الصباح.
نظرا معاً عشر مرات إلى البراعم الأولى. في المرّة الحادية عشرة، حين فتحت المرأة النافذة، هبّت ريح باردة تأتي من البعيد فدارت حول الشجرة وزحفت إلى الغرفة. كانت الريح قد أتت ببرعم معها. سقط البرعم الأبيض على صدر المرأة. نظرت إليه المرأة. نظر إليه الرجل. كان الطفل نائماً في حضن المرأة بهدوء. مسح الرجل بإصبعه على وجه الطفل الناعم ذي الشعيرات الصفراء، وهو يقول: "كأنه خوخ". ضحكت المرأة. حين نظرت إلى الشجرة شعرت بأن براعم الشجرة تضحك أيضاً.
حين أزهرت الشجرة للمرة الحادية والعشرين استيقظت المرأة فجأة. كأنّ شخصاً ناداها. كأن شخصاً قال لها "استيقظي، تعالي أنظري! الشجرة .. " كانت المرأة وطفلتها وحيدتان في الغرفة. وقفت الطفلة على أصابع قدمها تنظر عبر النافذة إلى باحة البيت. كانت الرياح تدور حول الشجرة وكأن البراعم تمدّ رأسها إلى الغرفة، كأنها تبحث عن شخص ما.
كانت الشجرة تزهر للمرة الواحدة والثلاثين باستمرار لا يعرف التعب. فتحت المرأة النافذة. مدّت يدها وقطفت بعض البراعم، فامتلأت تنورتها بالبراعم. طارت البراعم واحدة تلو الأخرى، فعبرن الإبرة الرقيقة والخيط الطويل واقفاتٍ في طابور وهن يدرن دوراتٍ لتستقرن أخيراً على شكل دائرة. تأملت المرأة إكليل الزهرة. وضعت الشابة الإكليل على رأسها وهي تدور نحو المرآة. ضحكت. كان فستانها أبيض طويلًا. وكانت حواشي أكمامه وياقته مطرزة بقماش مشبك ولآلئ. نور الشموع أضاء المرآة. قالت المرأة في نفسها "تعالي أنظري! برعمنا .. "
لا تزال المرأة واقفة إلى جانب النافذة وهي وحيدة. كأن الريح تدغدغ البراعم. البراعم لا ترغب في الضحك. البراعم متعبة.
(ترجمة سمية آقاجاني)