عيد ميلاد فيروز: ماذا قالت لها ابنتها ريما؟

22 نوفمبر 2016
مسرحية صح النوم 2006(رمزي حيدر/ فرانس برس)
+ الخط -
تبتعد السيدة فيروز عن الأضواء منذ خمس سنوات. لا تريدُ أن تصدر جديداً غنائياً، ولا أن تحيي حفلاً لجيل يتشوّق كما أجيال سابقة للتعرف إليها ولملاقاتها. لكنّ اللبنانيين والعرب، لم يبخلوا في مناسبة عيد ميلادها الحادي والثمانين، بإرسال كلمات خاصة تعبر عن محبتهم للسيدة المعتزلة إرادياً. وخُصِّصَت لها مجموعة من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، تعبيراً عن محبة الناس لفنانة شغلت الكون بصوتها وحسّها الغنائي.

فيروز التي أسرت الناس منذ بداياتها في عالم الغناء قبل أكثر من نصف قرن، تعود رغم غيابها عن الناس منذ عام 2011 بصورها وأغانيها هذه الأيام احتفالاً بميلادها. غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بمجموعة كبيرة من المتابعين الذين تمنوا لها العمر المديد، وطالبوا بعودتها إلى الحفلات والإصدارات الغنائية، حتى ابنتها ريما التي تلازمها نشرت، أول من أمس الأحد، صورة قديمة تجمعها بوالدتها وكتبت بضع كلمات قالت فيها: "أوْقاتْ بفَكّر/ لَوْ مَا إِنْتِ خلِقْتِ/ مِينْ كَانْ رَحْ يكُونْ مَحَلّكْ؟/ مِينْ كَانْ رَحْ يكُونْ إِنْتِ؟/ يِمْكِنْ مَا حَدَا!/ ويِمْكِنْ مَا كِنْتْ خلِقْتْ/ لَوْ مَا إِنْتِ خلِقْتِ! / ويِمْكِنْ الله/ كَانْ خَلَقْ وِحْدِة/ إسِمْهَا مِتْلِكْ/ وصَوْتهَا مِتْلِكْ/ وتيَابْهَا مِتْلِكْ وكِلْهَا مِتْلِكْ/ وِحْدِة تكُونْ إِنْتِ/ بَسْ مِشْ إِنْتِ! / واللّي بَدّي أَعْرفُو/ هُوّ إِذَا كِنْت رَحْ حِبْهَا/ مِتْل مَا بحِبّكْ". هذا هو المنشور الوحيد الذي نشرته ريما الرحباني، وكان الأقرب إلى جمهور والدتها فيروز التي اختارت العزلة المنزلية بعد آخر حفلاتها التي أقيمت عام 2011 في أمستردام، وحققت معها نجاحاً مدوياً، إذ وصل سعر البطاقة في السوق السوداء إلى 950 يورو.

جمهور كبير تابع الحفل، وقيل إنه وصل من جميع أنحاء العالم ليمتلئ مسرح "كاريه الملكي" في قلب العاصمة الهولندية أمستردام حتى آخر كرسي. الحضور الذي قدم ليس فقط من هولندا، بل من دول أوروبية مجاورة، وحتى من الدول العربية مثل الأردن والإمارات وفلسطين. فيروز التي وقفت على المسرح الهولندي، وهي في الخامسة والسبعين، استطاعت الغناء بتلقائية معهودة لم يؤثر عليها العمر، بل وصف كل الحاضرين، وحتى الصحافة الهولندية، بأن العمر لم يؤثر على فيروز وحسن أدائها في الأمسية الغنائية ذاتها. فيروز في حفلها في أمستردام، كسرت الأخبار التي قالت إن هذا الحفل كان شبه معجزة، رغم أن إدارة المهرجان ظلت على اتصال مع إدارة أعمال فيروز لمدة تجاوزت سنة كاملة. فيما نفت ريما قبل عام أن تكون فيروز تلقت أي دعوة لإقامة ثلاث حفلات في الجزائر. وقيل إنّ أحد المسؤولين عن مهرجان الجزائر كعاصمة ثقافية عام 2015، هو من نشر الشائعة لكسب ترويج للمهرجان الذي ترافق مع تظاهرة إعلان الجزائر عاصمة ثقافية للعالم العربي وقتها.

من جهة أخرى، يُحكى كثيراً، عن تحضيرات خاصة بألبوم جديد بدأ الإعداد له عام 2010 يجمع فيروز وابنها زياد الرحباني. لكن الخلافات العائلية القائمة بين الطرفين حالت دون ذلك. ويُحكَى أيضاً، أنّ عددًا من الأغنيات سُجل بصوت فيروز، وبقى القليل من التسجيلات لينتهي الألبوم، وهذا رهن بالمصالحة التي من المفترض أن تتم بين فيروز وابنها، بعد سلسلة من الاتهامات المباشرة التي كالها زياد لوالدته، وأدخلها في أنفاق السياسة اللبنانية، ما استدعى رداً من قبل شقيقته ريما الرحباني، نفت من خلالها، تصريحات شقيقها زياد الرحباني حول موقف فيروز السياسي، وكتبت في 2013:
"إلى أصدقائي الفيروزيين فقط لا غير، بعرف أنو الحملة الإعلامية الأخيرة الناتجة عن تصريحات زياد عن فيروز ضايقتكن وتركت عندكن تساؤلات كتير. ما تنطروا رد من فيروز، لأن متل ما كلكن بتعرفوا، فيروز التزمت الصمت، وعدم الرد من زمان ومهما كان، فكيف إذا كان الموضوع بيتعلق بزياد تحديداً. وأنا ما رح صرّح شي عن فيروز، ولا أي حدا أساساً مخوّلة يصرّح عن فيروز، وخاصة وأكيد مش ملحقة إعلامية سابقة فاتحة ع حسابا. بس بأكدلكن من موقعي ومن هالبيت ومن دوري وحرصي وواجبي المحافظة على كل ما لها من احترام لاسمها ومسيرتها ورسالتها وأعمالها وماضيها وحاضرها وأسلوبها بالتعاطي مع الأمور، أنو هالموضوع والمواضيع والتصريحات السابقة السياسية وغير السياسية اللي تناولت فيروز، ما بيتعدى كونن تكهنات وتركيبات "زيادية" على حساب فيروز فقط لا غير. ما تزعلوا، مصير هالحملة متل كل الحملات الي سبقوها بتعرفوا شو هو، وحدها فيروز كانت وستبقى ذاتا حقيقية ثابتة، والحقيقة مع الوقت وكل الوقت. انشالله بينعاد عليكن بالخير والسلام، وبكرا الحب جديد. تضلوا بخير".
هذا الرد كان كافياً لحياد فيروز عن أي موقف سياسي، بإمكان البعض أن يتّهمها به. لكن زياد وقع في فخ المزايدات، ولم تسعِفْه تصريحاته في الإعلام في العودة أو الاعتذار، ولو كان غير مباشر لوالدته التي لا تريد مقابلته، وهو يحمّل مسؤولية ذلك إلى شقيقته التي تستأثر بالتقرير عن والدتها، بحسب إيحاءات زياد الرحباني في تصريحات تلفزيونية عام 2015.
بين الحين والآخر، تحاوِل ريما الرحباني فك عزلة والدتها عبر صفحتها الخاصة على فيسبوك، فتضع صوراً غير واضحة لكنها لفيروز، ومنها ما نشرته بداية العام الحالي، وهو فيديو لفيروز تضيء بعض الشموع في منزلها، وتغني للعام الجديد، وتنهي المقطع الذي لا يتجاوز دقيقة واحدة بلقطة لها على المرآة، مع أمنيات بعام سعيد.

المساهمون