دأب الطيران الحربي للنظام السوري وروسيا، خلال الفترة الماضية، على استهداف المرافق المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، ومنها منطقة ريف حلب الجنوبي، التي بقيت فيها عيادة متنقلة صغيرة، مطلوب منها أن تخدم أكثر من 150 ألف شخص.
وقال الناشط الإعلامي، جابر أبو محمد، لـ "العربي الجديد"، إن "عيادة الشفاء المتنقلة، آخر المراكز الطبية التي تخدم ريف حلب الجنوبي بعد تدمير مشفى العيس والحاضر، وهي مؤلفة من ثلاث كرفانات واحدة للعمليات، والثانية للاستشفاء والاستقبال، والثالثة لسكن الكادر، ويتم تغيير مكانها عبر قطرها بالجرارات، حسب الحاجة أو عند الإحساس بالخطر".
وأضاف أن "هذه العيادة الصغيرة الواقعة على الطريق الواصل بين جبل الحص والأوتوستراد الشرقي وسراقب، تجري يومياً نحو 5 عمليات إسعافية وغير إسعافية، وأجرينا الشهر الماضي 193 عملاً جراحيّاً".
ونقل الناشط الإعلامي، عن الدكتور عايد العسكر، من عيادة الشفاء، قوله إن المنطقة بحاجة ماسة لمستشفى ثابت، في حين تنقص عيادتنا الكوادر البشرية، ومواد طبية مثل المستهلكات ومواد التخدير وشاش، ومواد تعقيم، وأدوية وريدية كالصادات والمسكنات، وكذلك النقالات وسيارة لنقل الكرفانات، أو إسعاف خاصة بالعيادة"، مضيفا أن "العناصر الطبية الفاعلة بشكل أساسي هم عناصر الدفاع المدني، الذي ينقصهم الكثير بدءاً من الخبرة وصولاً إلى وسائل الدفاع والانتشال والنقل".
وقال الدكتور الجراح في عيادة الشفاء، عايد أبو ناصر:"استجبنا لطلب الأهالي والأطباء العاملين في المشافي، التي دمرت في العيس والحاضر، بالتمركز على أطراف الجبهات والقرى المهجرة لتقديم المساعدة الطبية والإسعافية اللازمة للمجاهدين والمدنيين المهجرين".
وذكر أبو ناصر بأن "العيادة تضم طبيبين أخصائيين في الجراحة العامة، وفنيي تخدير وممرضين للعمليات، وتعمل على مدار الساعة، وتغطي كل أشكال الإسعاف الأولي والعلاج النهائي، كما تجري معاينات طبية، والإسعاف الأولي للحالات غير التخصيصية قبل إحالتها إلى المشافي الأخرى، وإجراء الضماد بشكل منظم للإصابات نتيجة الأعمال العسكرية، وتقديم المتوفر من الدواء لكل المراجعين دون تمييز".
يشار إلى أن العيادة المتنقلة بدأت منذ بدايات الهجوم على ريف حلب الجنوبي منذ أشهر، والذي هجّر أكثر من 180 ألف نسمة منه إلى قرى الريف الإدلبي ومنطقه أبو الظهور وريف الحص، وقرى حدودية مع ريف سراقب.